CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
على حافة حرب
عرب الـ 48: ضحايا الحرب والتمييز

0301 (GMT+04:00) - 09/09/06


دبي، الامارات العربية المتحدة (CNN) -- أودت صواريخ حزب الله حتى الآن بحياة 17 شخصاً من سكان المناطق العربية في شمال إسرائيل، وهو ما يشكل ثلث إجمالي القتلى المدنين في إسرائيل.

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، قد ناشد في خطابه المصور الذي بث الأربعاء، سكان حيفا العرب مغادرة المدينة، قائلاً لهم: "إن وجودكم جعلنا لا نتعرض لهذه المدينة."

ولكن الملاحظ أنه ومنذ بدء المجابهات اللبنانية الإسرائيلية في 12 يوليو/تموز الماضي وحتى 10 أغسطس/آب سقط 16 قتيلاً من سكان المناطق العربية في شمال إسرائيل، جراء صواريخ حزب الله.

والمفارقة أن حزب الله لم يتعمد استهداف السكان العرب، إلا أن صواريخه قتلت منهم ما يشكل ثلث إجمالي في إسرائيل.      

وأسهمت عوامل عديدة في مقتل هذا العدد الكبير نسبياً ممن يسمون "عرب الـ 48"، أهمها عدم دقة بعض الصواريخ التي يطلقها حزب الله، وقرب التجمعات العربية من المناطق ذات الأغلبية اليهودية في شمال إسرائيل، وعدم وجود الملاجئ والغرف الآمنة في المناطق العربية بخلاف الحال في المناطق اليهودية، هذا فضلاً عن استهداف الصواريخ لمدن إسرائيلية مختلطة (أي سكانها من اليهود والعرب)، مثل حيفا.    
 
القتلى من السكان العرب

لم تسلم البلدات والقرى العربية من شرور الصراع الدائر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

 ففي مدينة الناصرة قتل طفلان عربيان فور سقوط صاروخ كاتيوشا بجانب بيتهما الواقع في حي الصفافرة في 19 يوليو/تموز الماضي.

وكان الأمين العام لحزب الله، قد أبدى اعتذاره لمقتل الطفلين ووجه تعازيه لعائلتهما، وذلك في لقاء أجرته معه قناة الجزيرة القطرية في اليوم التالي.

إلا أنهما لم يكونا آخر الضحايا العرب، ففي قرية المغار قرب طبريا لقيت فتاة وسيدة مصرعهما في قصفين منفصلين (25 يوليو/تموز و4 أغسطس/آب على التوالي)، وفي قرية ترشيحا العربية قتل في 3 أغسطس/ آب ثلاثة شباب من جراء إصابتهم بقذيفة كاتيوشا بشكل مباشر.

وفي بلدة مجد الكروم أودى القصف الصاروخي في 4 أغسطس/آب بحياة شابين، وفي اليوم التالي لقيت سيدة عربية وابنتاها مصرعهم نتيجة سقوط صاروخ على منزلهم في قرية عرب العرامشة، التي تقع شرق بلدة شلومي اليهودية، القريبة من الحدود مع لبنان.

وفي اليوم التالي من خطاب نصر الله، الذي دعا فيه سكان حيفا العرب إلى مغادرة المدينة، سقطت صواريخ الحزب على بلدة دير الأسد العربية، القريبة من بلدة كرمئيل اليهودية، فقتلت أم وطفلها. 

التمييز في الحرب

إن كان عرب الـ 48 لم يفتأوا يعبرون عن التمييز السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يتعرضون له من قبل دولة إسرائيل، فإن هذه الحرب أبرزت على السطح تمييزاً من نوع آخر.

فقد أشار تقرير صدر أخيراً عن المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، التي تدافع عن حقوق الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، ومقرها في مدينة الناصرة، إلى أن رؤساء المجالس المحلية العربية اشتكوا للمسؤولين الإسرائيليين من انعدام الملاجئ والغرف الآمنة في البلدات والقرى العربية، على غرار باقي الأحياء والمناطق اليهودية.

ومع أن العرب الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون نسمة يشكلون 20 في المائة من سكان دولة إسرائيل، واللغة العربية معترف بها كلغة رسمية في الدولة، إلا أن السكان العرب يشكون من أن السلطات الإسرائيلية المعنية (الشرطة وما يسمى "الجبهة الداخلية" التابعة للجيش الإسرائيلي) تصدر الأوامر الطارئة للمواطنين باللغة العبرية فقط، علماً أن عدداً كبيراً من البلدات العربية تعرضت للقصف الصاروخي، مثل كفر ياسيف وأبوسنان وجولس ومجد الكروم والبقيعة وترشيحا ودير الأسد والمغار والناصرة، الأمر الذي استدعى تدخل أعضاء الكنيست العرب في هذا الشأن، كما ذكر التقرير.

وتقول المنظمة الحقوقية، إن السلطات الإسرائيلية المعنية قامت بإرشاد المواطنين في المناطق ذات الأغلبية اليهودية، حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، وكيفية التصرف عند سقوط الصواريخ، إلا أنها لم تفعل كذلك في المناطق التي يقطنها العرب.

ويقدم التقرير شهادات على التمييز الممارس ضد البلدات العربية في هذا الخصوص.

فأحد السكان بقرية مجدل الكروم يقول معبراً عن امتعاضه من الوضع: "لا الشرطة ولا مسؤولون من الجبهة الداخلية قدموا إلى البلدة فور سقوط الصواريخ، ولا أحد تبرع لإعطائنا معلومات عن كيفية التصرف في هذه الظروف."

وفي إثر مقتل الطفلين العربيين، تنقل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أحد مواطني الناصرة قوله: "لو كانوا (السلطات الإسرائيلية) أرشدونا أن ندخل إلى مبان آمنة كالبلدات اليهودية، لما حصلت هذه المأساة في الناصرة."

ويقول أحد السكان العرب الذين أصيبوا من جراء سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا على بلدة مجد الكروم، التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن كرمئيل اليهودية: "نحن نخاف من العودة إلى البيت لأننا لا نملك الملاجئ والغرف الآمنة، كما هو الحال في البلدات اليهودية القريبة منا."   

الأقلية العربية والموقف من الحرب

يتبنى فلسطينيو 48 موقفاً رافضاً للحرب ومديناً للاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون اللبنانيون من قبل الجيش الإسرائيلي.

وعبّرت قيادات الوسط العربي في إسرائيل، وفي مقدمتهم أعضاء الكنيست الممثلين للأحزاب العربية، عن موقفهم المناهض للحرب، ونظموا، منذ اندلاع المواجهات، الكثير من التظاهرات المطالبة بوقف الحرب، ومنها التظاهرة التي نظمها أمام الكنيست التجمع الوطني الدميقراطي، الذي يرأسه الناشط العربي، وعضو الكنيست عزمي بشارة، في 31 يوليو/تموز احتجاجاً على "الحرب المتواصلة على لبنان شعباً ودولة، وتنديداً بمجزرة قانا،" نقلاً عن موقع "عرب 48" الإلكتروني.  

وتفيد مينا تسيماخ، من معهد دحاف لاستطلاعات الرأي، أن 90 في المائة من 75 عربياً إسرائيلياً، ضمن مجموعة من 500 إسرائيلي شملهم استطلاع الرأي أجري في الأسبوع الأخير من شهر يوليو/تموز، اعتبروا أن "الحرب التي تشنها إسرائيل على حزب الله غير مبررة،" بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.

ورغم أن صواريخ حزب الله أدت إلى تعرض السكان العرب لخسائر في الأرواح والممتلكات، إلا أنهم لا يظهرون أي كره حيال حزب الله، بل يعتبر معظمهم أن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية الأولى، لأنها بنظرهم، هي التي افتعلت النزاع، وليس حزب الله. 

وكما يقول سليمان سلوق، أحد سكان الناصرة "نحن لسن ضحايا حزب الله، بل ضحايا إسرائيل ... نحن ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان،" طبقاً لوكالة فرانس برس.

وكانت عائلة الطفلين اللذين قضيا بصواريخ حزب الله في الناصرة قد أصدرت بياناً تتهم فيه "حكومة إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن مقتل الطفلين"، كما تتهمها بـ "التقصير في وضع بنية تحتية جيدة للوسط العربي، وعدم وضع ملاجئ لحالات الطوارئ والحرب،" بحسب ما جاء على موقع حركة أبناء البلد الألكتروني.

ولا يخفي المواطنون العرب خشيتهم من استهداف السلطات الإسرائيلية لهم بسبب موقفهم الرافض للحرب. ويدللون على خشيتهم تلك بما يتعرض له أعضاء الكنيست العرب من معاملة عنصرية، وحملات تحريض، بسبب تعبيرهم عن موقفهم من الحرب داخل الكنيست.

فقد تعرض النائب عزمي بشارة لحملة تحريض من قبل بعض أعضاء الكنيست "اليمينيين"، وصلت إلى حد ادعاء أحد النواب، وهو مجلي وهبة من حزب كديما، من على منصة الكنيست، أن التجمع الذي يرأسه بشارة يتلقى أموالاً ودعماً من حزب الله.

كما وصف بعض الأعضاء الكنيست "اليمينيين" مواقف أعضاء الكنيست العرب إزاء لبنان بأنها "داعمة للإرهاب،" بحسب المؤسسة العربية لحقوق الإنسان.

وكان النائب إيفي إيتام قد اتهم ممثلي الأحزاب العربية في الكنيست بأنهم "طابور خامس"، وذلك خلال الجلسة التي وصف فيها النائب العربي أحمد الطيبي وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس بأنه "مجرم قاتل"، بعد قصف القوات الإسرائيلية اللبنانية، أسفر عن مقتل نحو 54 مدنياً، غالبيتهم من الأطفال.     



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.