/العالم
 
0100 (GMT+04:00) - 05/01/09

أمريكا: القضاء يقبل استئناف المرّي المتهم بأنه "مقاتل عدو"

علي المري في صورة قديمة

علي المري في صورة قديمة

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- قررت المحكمة الأمريكية العليا الجمعة قبول استماع الاستئناف المقدم من القطري، علي صالح المرّي، السجين الوحيد المصنف على أنه "مقاتل عدو" بين معتقلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان، الأمر الذي يجعلها تعيد النظر بعنصر أساسي من إستراتيجية واشنطن لـ"مكافحة الإرهاب."

ويقبع المرّي في السجن منذ سبعة أعوام، ولكنه يعيش حالة قانونية فريدة، حيث يشار إليه على أنه أحد "العناصر النائمة" لتنظيم القاعدة، لكن واشنطن لم توجه إليه التهمة بشكل رسمي بعد.

ويقول محامي المرّي، 43 عاماً، إنه، ومنذ إلقاء القبض عليه على خلفية قضية تزوير بطاقات ائتمان عام 2001، يعيش في حالة تشبه العزلة الكاملة، ويشمل الاستئناف الذي تقدم به طلب إعادة النظر بظروف سجنه وطرح مدى دستورية احتجازه.

وقد تشكل القضية معضلة دستورية للمحكمة العليا والإدارة الأمريكية -الحالية والمقبلة - على حد سواء، فوزارة العدل تنكب حالياً على إعداد ردها على استئناف المرّي، غير أن الرد لن يقدّم إلا بعد تسلّم الإدارة الجديدة، برئاسة باراك أوباما، البيت الأبيض.

ولا يعرف ما إذا كانت وزارة العدل في ظل حقبة أوباما ستواصل الإصرار على الوصف القانوني للمري، وستتابع بالتالي الإجراءات ضده، خاصة مع وجود جدل قانوني حول صلاحية استخدام بوش سلطة "استخدام القوة العسكرية" التي منحه إياها الكونغرس عام 2001 لإصدار أوامر بالاعتقال العسكري لسجناء.

وكان المرّي قد وصل إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وهو مهندس كمبيوتر سبق أن درس في جامعة برادلي الأمريكية، وبعد أسبوع على وصوله، قامت الشرطة بمداهمة منزله واعتقاله، بعد العثور على أرقام المئات من بطاقات الائتمان التي تعود لأشخاص آخرين بحوزته.

غير أن قضية المرّي شهدت انقلاباً جذرياً عندما قال المدعي العام خلال جلسة المحاكمة الأولى إن المواطن القطري على صلة بتنظيم القاعدة، وقد ارتكزت الاتهامات على فحص جهاز الكمبيوتر الخاص بالمرّي، وعلى نتائج استجواب معتقلين آخرين.

ورغم عدم توجيه تهمة الإرهاب رسمياً إليه، أصدر البيت الأبيض عام 2003 قراراً صنّف فيه المرّي على أنه "مقاتل عدو" وقرر وضعه بعهدة الجيش، ما أخرجه بالتالي من إطار النظام القضائي المدني.

وتضمن قرار البيت الأبيض وصف المرّي بأنه أحد "العناصر النائمة" للقاعدة، وأن مهمته كانت التسلل إلى النظام المصرفي الأمريكي وقرصنته، استكمالاً لهجمات سبتمبر.

advertisement

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن المرّي تدرّب في معسكرات لتنظيم القاعدة في أفغانستان، كما قابل زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، والعقل المخطط لهجمات نيويورك، خالد شيخ محمد، وتطوع لتنفيذ عملية انتحارية.

ويقبع المري حالياً في معسكر بجنوبي كارولاينا، حيث يقول محاميه إنه مسجون في زنزانة صغيرة، وهو غير قادر على الاتصال بشكل سليم مع العالم الخارجي ، ولم يُسمح له سوى بإجراء اتصالين هاتفيين مع عائلته منذ مطلع العام الحالي.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.