 | | المجموعة أرسلت مقاتلين للزرقاوي قبل مقتله |
باريس، فرنسا(CNN)-- أدانت محكمة أمريكية سبعة أشخاص الأربعاء، بينهم خمسة فرنسيين وجزائري ومغربي، بتهم توصف بأنها "إرهابية" وتقوم على تسهيل تجنيد مقاتلين للحرب في العراق، منهية بذلك قضية ألقت الضوء على جهود التنظيمات المتشددة في أوروبا لجذب الأتباع والمناصرين. وأنزل القضاء الفرنسي أحكاماً بالسجن لمدة سبع سنوات على أفراد المجموعة، واصفاً الجريمة المسندة إليهم بأنها "التعاون الجرمي مع شبكات إرهابية،" وهو الوصف الذي دأبت باريس على استخدامه خلال المحاكمات المماثلة. وقد اعترف معظم الذين وجّهت التهم إليهم بالذهاب إلى العراق إثر التدخل العسكري الأمريكي فيه عام 2003، أو بالتخطيط للذهاب إلى هناك على أقل تقدير، غير أنهم أجمعوا على نفي تهمة التنسيق مع خلية تتولى حشد المقاتلين وإعدادهم للانتقال إلى العراق. وبذلك طويت صفحة القضية التي عُرضت أمام القضاء في مارس/آذار الماضي، بعد سنوات من التحقيقات المتواصلة، والتي أثارت انتباه الفرنسيين عبر تسليط الضوء على واقع المسلمين الفرنسيين المحبطين بسبب نظام البلاد العلماني، وفقاً لأسوشيتد برس. كما أن القضية فتحت الباب أمام دراسة احتمال مواجهة فرنسا لمخاطر أمنية محتملة في المستقبل إذا عاد بعض الشبان إلى العراق بخبرة قتالية قد تدفعه لشن هجمات على أراضيها. يذكر أن باريس كانت قد عارضت التدخل العسكري الأمريكي في العراق، ورفضت المشاركة في القوات الدولية التي قصدت ذلك البلد، غير أنها تعاني من خطر نشاطات مسلحة توصف بأنها "إرهابية" على أراضيها التي تضم شريحة إسلامية يناهز عددها خمسة ملايين شخص، تعتبر الأكبر في أوروبا. وتقول الشرطة الفرنسية إن المجموعة أرسلت 12 مقاتلاً إلى معسكرات تدريب أقامها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، وكانت تعد لإرسال المزيد من المقاتلين قبل مقتل الزرقاوي في غارة أمريكية عام 2006. وقضت المحكمة بسجن الزعيم المفترض للمجموعة، والذي يدعى فريد بن يتو، لمدة ستة أعوام، ووصف القاضية، جاكلين ريبيروتيه، بن يتو بأنه: "مؤسس أيديولوجيا المجموعة وأحد أبرز قادتها، والذي كانت جهوده تتركز على حشد الشبان من المنطقة 19 في باريس للقتال في العراق." وقالت ريبيروتيه إن بن يتو على صلة بـ"خلية المنطقة 19" وهي مجموعة متشعبة الامتدادات والتنظيم، كانت تعمل لجذب الشبان المسلمين والعرب الذين يقطنون المنطقة 19 من باريس بكثافة، وأنه قام شخصياً بتنظيم نقل المقاتلين إلى العراق عبر سوريا وتوفير السلاح لهم. أما المتهم أبوبكر الحكيم، والذي قتل شقيقه في العراق، فقد حُكم عليه بالسجن سبعة أعوام، بعدما أدلى بمقابلة عبر الراديو من العراق، حثّ فيها جيرانه في باريس على الالتحاق بميدان المعارك هناك، في حين صدر قرار بسجن الجزائري، نصير متاي، أربعة أعوام لتزويره وثائق سفر المقاتلين. كما حكمت المحكمة بسجن محمد العيوني وتامر بوشناق وشريف كواشي ثلاث سنوات بعدما جرى توقيف بوشناق وكواشي خلال محاولتها السفر إلى سوريا، بينما أوقف العيوني بعدما عاد من العراق وقد فقد عينه وقُطعت يده. وقد قتل في العراق ثمانية ممن يحملون الجنسية الفرنسية في صفوف المسلحين، وسقط معظمهم في عمليات انتحارية. | 
