سكان قطاع غزة يريدون فتح الحدود وليس الأموال

المهربون عبر الأنفاق يطالبون كذلك بفتح الحدود!

مخيم رفح، قطاع غزة (CNN) -- فيما كان منتجع شرم الشيخ يشهد مؤتمراً دولياً حول إعادة إعمار قطاع غزة، بمشاركة وفود رسمية تمثل نحو 71 دولة، حيث تعهد المانحون بدفع ما يقرب من 5.2 مليار دولار، كان أهالي القطاع، بدءاً من التجار وانتهاء بربات البيوت، يطالبون بفتح المعابر بدلاً من الأموال.

المهربون عبر الأنفاق، وهم من بين أكثر المستفيدين من الحصار المفروض على القطاع، يقولون إنهم يفضلون استيراد البضائع بصورة شرعية عبر المعابر عوضاً عن المخاطرة بحياتهم في قصف إسرائيلي لتلك الأنفاق.

ويقول المهرب أبو محمود، البالغ من العمر 22 عاماً، فيما يواصل العمال عملهم في تنظيف نحو 300 قدم من التراب جراء انهيار ناجم عن قصف إسرائيلي، إنه يريد "وقفاً لإطلاق النار وفتح الحدود" معتبراً أن عبور الحدود بصورة طبيعية أفضل من عبورها عبر الأنفاق.

فقد أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه في يونيو/حزيران عام 2007، إلى زيادة حدة الفقر بصورة غير مسبوقة، خصوصاً وأن معبر رفح لا يفتح إلا بصورة جزئية.

ومع تبرع المانحين بمبلغ 5.2 مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، فإن العاملين في مجال المساعدات يقولون إن إعادة بناء ما دمره القصف الإسرائيلي خلال 22 يوماً من المعارك غير ممكن ما لم يتم فتح الحدود والمعابر.

إلا أن إسرائيل وضعت شرطاً يتضمن تبادل أسرى بين تل أبيب وحركة حماس، فيما تشترط مصر المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس.

ورغم ذلك، فإن الفلسطينيين في قطاع غزة يعتقدون بصورة جازمة أنه لن يتحقق نجاح حقيقي ما لم يتم فتح الحدود.

يقول صاحب محل قطع غيار السيارات في غزة، نايف مشهراوي، إن الحصار أصاب التجارة بضرر بالغ.

ويوضح قائلاً إن سعر غالون زيت محركات السيارات الذي يتم الحصول عليه من المهربين عبر الأنفاق يبلغ ضعفي سعر المنتج الإسرائيلي عالي الجودة الذي كان يستورده قبل الحصار.

وتقول ربة البيت، سلافة إياد، إنها تأمل في الحصول على تعويضات عن الدمار الذي لحق ببيتها المكون من طابقين في حي الزيتون بمدينة غزة.

ولكنها ترغب الآن في فتح الحدود مشيرة إلى أن كل ما حصل عليها أهالي القطاع هو الكلمات.

5.2 مليار دولار تبرعات لمساعدة غزة

في منتجع شرم الشيخ، أعلن أن مؤتمر إعمار غزة جمع الاثنين أكثر من 5.2 مليارات دولار قدمتها الدول المانحة، وذلك من خلال قرابة 4.5 مليارات دولار جرى التعهد بتقديمها خلال الجلسة على دفعات لعامين، إلى جانب عودة عدة دول لتأكيد مبالغ سابقة كانت قد وعدت بتقديمها.

ومن هذه الأموال، تعهدت الولايات المتحدة بدفع ما يقرب من 900 مليون دولار، فيما أعلنت الكويت عن تبرعها للسلطة الوطنية الفلسطينية بمبلغ 200 مليون دولار وذلك للسنوات الخمس المقبلة.

أما قطر، فتعهدت بتقديم  250 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، في حين أعلن رئيس الوزراء الايطالي، سيلفيو بيرلسكوني عن تقديم بلاده مبلغ 100 مليون دولار دعماً لإعادة الإعمار.

من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أن بلاده ستقدم مليار دولار لمساعدة غزة، كاشفاً أنه تم جمع 60.8 مليون دولار إضافية من خلال حملات جمع التبرعات.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد تعهد قبل أسبوع بمبالغ تصل إلى 550 مليون دولار.