/منوعات
 
1201 (GMT+04:00) - 01/07/09

"جنون التجريب" يلازم مارسيل خليفة بعد ثلاثة عقود من الاحتراف

خاص بموقع CNN بالعربية

مارسيل خليفة يراقص العود في فاس.

مارسيل خليفة يراقص العود في فاس.


 

فاس، المغرب (CNN)-- رغم مرور ما يزيد على ثلاثة عقود من احترافه الموسيقى على أعلى مستوى، يواصل الفنان اللبناني مارسيل خليفة ممارسة "جنونه التجريبي" الذي أذهل به جمهورا متعدد الجنسيات، تقاطر الجمعة لمتابعته في حفل افتتاح مهرجان الموسيقى الروحية بمدينة فاس المغربية. 

وخلال هذا الحفل، الذي أقرّه المنظمون تكريما لروح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قدم مارسيل خليفة نخبة من روائعه، بتوزيعات موسيقية جديدة، تخللتها فواصل مرتجلة وحواريات مذهلة بين عازفي فرقة الميادين التي صاحبته، ولو بعناصر متغيرة، عبر مسيرته الطويلة منذ منتصف السبعينات. 

وأمام عقيلة العاهل المغربي، الأميرة سلمى، التي تابعت الحفل حتى نهايته، أهدى أغنية "عصفور،" التي أدتها أميمة الخليل، للسجناء العرب في سجون إسرائيل، و"أيضا للسجناء العرب في السجون العربية." 

وبدا مارسيل في عزفه الإيقاعي المتوثب على العود، شابا متجددا وهو يحاور ابنه رامي، المتألق على البيانو، والذي أبهر جمهورا أتى من بلدان أوروبية وأمريكية، فضلا عن المغرب، بجرأته وبهلوانياته الموسيقية، مطوعا آلة تكاد تصبح جزءا منه. 

وقال مارسيل خليفة في ندوة صحفية عقب الحفل، استمرت حتى الثانية صباحا، إن انضمام نجليه بشار ورامي إلى فرقة "الميادين" ليس مجاملة لهما، بل لأنهما "فنانان حقيقيان" يرى فيهما المستقبل، مبرزا أن "الجنون الذي شاهدناه خلال الحفل وليد الأجواء الخاصة، ويتغير شكله وتعبيره بتغير هذه الأجواء." 

وردا على سؤال لـCNN بالعربية عن مغزى الالتزام في تجربة مارسيل، شدد الفنان اللبناني على أن هذا المفهوم لا يختزل في الموقف السياسي للفنان، بل ينصرف أساسا إلى عنصر الصدق الفني واحترام الجمهور. 

وأبدى انزعاجه من تصنيفه أو تقييم أعماله من زاوية الموقف السياسي أو الوطني قائلاً: "لكم أن تبحثوا عن ورود كلمة فلسطين أو لبنان مرة واحدة في أعمالي. لن تجدوها. الالتزام حاضر سواء في تناول الحب أو الأم أو العلاقات الإنسانية أو الأرض...إلخ". 

وأوضح خليفة أن القضايا القومية لا تحضر في أعماله إلا لكونها "قضايا عادلة،" وهي لا تمنعه من خوض رهان الحوار الحضاري والفني مع الآخر، في إشارة إلى تجاربه المنفتحة على تيارات موسيقية متنوعة، وإلى أعماله المشتركة مع عدد من الفنانين الغربيين. 

وحول علاقته الإنسانية والفنية الطويلة مع الراحل محمود درويش، قال مارسيل خليفة إنه "شاعر لا يشبهه أي شاعر آخر،" وأهدى له في الحفل قصيدة "يطير الحمام.. يحط الحمام." 

خليفة، الذي تخرج من المعهد الموسيقي ببيروت، كان قد بدأ مساره الاحترافي بتأسيس فرقة الميادين سنة 1976، ليحصد نجاحا منقطع النظير خلال جولاته التي قادته إلى مختلف القارات.  

وتميز باشتغاله على نصوص محمود درويش، لكنه اتجه في السنوات الأخيرة إلى تقديم أعمال موسيقية خالية من النصوص الشعرية، من قبيل "جدل" و "شرق" و "كونشيرتو الأندلس" و"سمفونية العودة". 

advertisement

وافتتح مارسيل خليفة برنامجا غنيا للدورة الخامسة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العريقة، والذي يعد واحدا من أبرز التظاهرات العالمية في هذا النمط الموسيقي، إذ يستضيف أسماء كبيرة في مجال الموسيقى الروحية والغناء الصوفي، تنتمي إلى الديانات السماوية الثلاث. 

ويشمل برنامج الدورة، التي تستمر حتى السادس من يونيو/حزيران، تقديم أناشيد صوفية مغربية، وعروض من فن "القوالي" الباكستاني و"غوسبل أند سول" الأمريكي، و"سيتا" المسيحية، والإيقاع الإيراني وأناشيد "غواليور" الهندية والدراويش التركية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.