2200 (GMT+04:00) - 09/02/09

إسرائيل تقتل قيادي بحماس وطائراتها تخترق أجواء مصر

إسرائيل تحمّل المنسي مسؤولية إطلاق الكثير من الصواريخ نحوها.

إسرائيل تحمّل المنسي مسؤولية إطلاق الكثير من الصواريخ نحوها.

غزة (CNN)-- قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل "بنيران أرضية" القيادي البارز بـ"كتائب عز الدين القسام،" الجناح العسكري لحركة حماس، أمير منسي، الذي وصفه بأنه "قائد عمليات إطلاق صواريخ الغراد البعيدة المدى من قطاع غزة إلى إسرائيل."

وتعتبر صواريخ الغراد الأداة العسكرية التي مكنت حماس من توسيع دائرة أهدافها في المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية، خاصة وأن هذا الطراز قادر على حمل كميات أكبر من المتفجرات إلى مسافات أبعد من صواريخ "القسام" المحلية الصنع، كما أنه قادر على الوصول إلى مدى 40 كيلومتر.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن المنسي "أدار ومارس" قصف عشرات الصواريخ من قطاع غزة، وقد جرى استهدافه بعد أن رصدته وحدات إسرائيلية وهو يطلق صاروخاً من منطقة تقع شرقي مدينة غزة خلال تنفيذ تلك الوحدات لعملية برية في المنطقة، الأمر الذي أسفر عن قتله وجرح اثنين كانا معه.

ولاحظ فريق لشبكة CNN كان يتواجد في منطقة رفح أن مقاتلتين إسرائيليتين من طراز "F16" حلقتا في المجال الجوي المصري ليل السبت، وذلك خلال قصفهما لمناطق حدودية يُعتقد أنها تضم شبكات من الأنفاق التي تقول تل أبيب إن حماس تستخدمها لتهريب السلاح والذخائر.

وقال كارل بنهول، مراسل شبكة CNN في رفح: "يمكننا أن نقول إن الطائرتين جاءتا من المجال الجوي المصري، لأنهما فوق الطرف البعيد للمبنى الذي نقف فيه."

ووفقاً للمراسل، فإن الطائرتين المزودتين بأضواء وامضة دخلتا المجال الجوي لمصر خلال الغارة على أهداف جنوبي غزة، وقد قال ناطق باسم مكتب رئيس الحكومة المصرية، أحمد نظيف، إن القاهرة لم تمنح الطائرات الإسرائيلية حق استخدام أجوائها، في حين نفى مارك ريجيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، أن تكون طائرات تابعة لجيش بلاده قد خرقت الأجواء المصرية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد عاود عملياته العسكرية في غزة، بعد ثلاث ساعات من "الهدنة الإنسانية" المخصصة لتأمين وصول المساعدات والمستلزمات الضرورية للمدنيين الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، فارتفعت أعمدة الدخان من أماكن عديدة في غزة جراء الغارات والقصف المدفعي.

وذكر مراسل CNN أن الهدنة لم تكن "صلبة" بما فيه الكفاية، حيث تخللها بعض المواجهات، أما ميدانيا، فقد ذكرت حركة "حماس" أنها قصفت قاعدة إسرائيلية تقع على بعد 50 كيلومتراً من القطاع، بالمقابل، نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن حادث مقتل تسعة أفراد من عائلة واحدة بقصف استهدف منزلهم في جباليا السبت.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن وحداته "لم تكن تنفذ عمليات" في شمالي غزة لحظة مقتل أفراد العائلة، ولم يكن لديها "مصادر نيران موجهة نحو تلك المنطقة،" علماً أن مصادر طبية فلسطينية كانت قد قالت إن القتلى سقطوا بقصف أصاب منزلهم.

بالمقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها قصفت قاعدة "بالماخيم" الجوية بصاروخ غراد.

وجاء في بيان أصدرته الكتائب إن القصف "طال لأول مرة.. قاعدة بالماخيم الجوية التي تبعد عن القطاع 50 كيلومتر، وهي مخزن صواريخ "باتريوت" و"حيتس"، وهذا أبعد مدى تصل إليه صواريخ كتائب القسام شمالاً حتى الآن."

وتابع البيان بالقول: "وإننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه المهمة الجهادية لنؤكد بأن العدو بإقدامه على هذه الحماقة قد أوقع بجنوده في الفخ الذي أعده لهم مجاهدونا، الذين ينتظرون الصهاينة على أحر من الجمر ليلقنوهم دروساً في فنون القتال، والأيام ستثبت كم كان غبياً هذا الباراك عندما قرر الدخول إلى غزة."

وفي الإطار عينه، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن صاروخاً مصدره قطاع غزة سقط على مدينة عسقلان ما تسبب بإصابة شخص واحد بجراح متوسطة وإصابة 13 بجراح طفيفة.

يذكؤ أن حصيلة قتلى العمليات الإسرائيلية المستمرة في غزة، رغم قرار مجلس الأمن "1860" الداعي إلى وقف إطلاق النار فوراً، ارتفعت إلى 806 قتلى بينهم 235 طفلاً و90 امرأة و12 مسعفاً، بالإضافة إلى قرابة 3225 جريحا.

بينما قتل على الجانب الإسرائيلي 13 إسرائيلياً بينهم 10 جنود.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق السبت أنه نفذ غارات جوية ضد 40 هدفاً في غزة وقتل 15 عنصراً من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عشية السبت وفي الصباح، مقراً بإصابة خمسة من جنوده "بجراح طفيفة".

وأضاف أن خمسة صواريخ فلسطينية سقطت صباح السبت في إسرائيل.

وشهد فريق شبكة CNN سقوط صاروخ "قسام" على محطة وقود في بلدة سديروت على بعد ثلاث كيلومترات من الحدود مع غزة، مسبباً حفرة عميقة يبلغ قطرها مترين، ودون أن يلحق أي خسائر بشرية أو أضرار بالحافلات التي تواجدت في المكان.

وكانت كتائب "عزالدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" قد تبنت مقتل ثمانية جنود إسرائيليين خلال هذه المواجهات، كما نقلت على موقعها الإلكتروني.

وأضافت أنها أصابت أربعة آخرين بجراح.

ويأتي هذا التصعيد في وقت رفض فيه طرفا الصراع قرار مجلس الأمن رقم 1860 الداعي إلى وقف إطلاق النار فوراً.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، قد اتهم الجمعة، "حماس"، بعدم الالتزام بقرار مجلس الأمن.

وأضاف أولمرت أن قيام مسلحي حماس، الذين وصفهم بـ"القتلة"، بإطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي، في وقت سابق من يوم الجمعة، "دليل على أن قرار الأمم المتحدة غير عملي."

وشدد قائلاً: "دولة إسرائيل لا تقبل على الإطلاق أن يقرر أي طرف خارجي أن تتخلى (إسرائيل) عن الدفاع عن أمن مواطنيها، الجيش الإسرائيلي سوف يواصل عملياته للدفاع عن مواطني إسرائيل، وسوف تستمر المهمة حتى تحقق أهدافها التي خُططت لها."

غير أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغر الجمعة أكد في المقابل على مواصلة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، ومواصلة جهودها للتصدي "لتهريب مواد الحرب إلى داخل القطاع" في إشارة إلى السلاح الذي يتم تهريبه من مصر للمسلحين الفلسطينيين.

حركة سياسية ناشطة في القاهرة

كذلك قُدم للقادة الإسرائيليين إيجاز بالاجتماع الذي أجراه رئيس الهيئة الأمنية - السياسية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد مع المسؤولين المصريين في القاهرة، بشأن المبادرة المصرية الفرنسية للتوصل لتهدئة، والتي أعلن عنها الثلاثاء الماضي.

وفي المقابل، اعتبرت "حماس" أنها "غير معنية" بقرار مجلس الأمن، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

وقال رأفت مُرّة مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "حماس" في العاصمة اللبنانية بيروت إن القرار ""1860 لا يخدم "مصالحنا أو مصالح الشعب الفلسطيني."

لكن رغم هذا الموقف أعلنت "حماس" إرسال وفد إلى القاهرة السبت لبحث المبادرة المصرية للتهدئة.

وكان وفد من "حماس" قد التقى الثلاثاء الماضي رئيس المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان في القاهرة، لكن اجتماع السبت هو الأول الذي يشارك فيه ممثلون للحركة من داخل القطاع.

ويذكر أن الرئيس المصري حسني مبارك كان قد اقترح وقفاً فورياً للنار لفترة محددة يسمح بإقامة ممرات إنسانية ويتيح لمصر العمل من أجل وقف "شامل ونهائي" للنار.

من جهته رحب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بقرار مجلس الأمن، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الجمعة أن الزعيم الفلسطيني يعتبر "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مدخلا لكافة الإجراءات الأخرى."

وشدد عريقات أن الرئيس يواصل اتصالاته مع قادة المجتمع الدولي لوقف "العدوان والتعامل مع الكارثة الإنسانية التي يواجهها مليون ونصف المليون إنسان من أبناء شعبنا في قطاع غزة."

هذا وقد التقى عباس السبت مع نظيره المصري حسني مبارك لبحث المبادرة والأوضاع المتدهورة في غزة.

وقال في مؤتمر صحفي إن آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1860 الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تكمن في المبادرة المصرية. التفاصيل.

جثث الأطفال الفلسطينيين مشهد أصبح مألوفاً

جثث الأطفال الفلسطينيين مشهد أصبح مألوفاً

بموازاة ذلك ارتفع عدد ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الجمعة إلى 806 قتلى ونحو 3225 جريحا، وفق "وفا."

إنسانيا، نجح 11 طبيباً عربياً مساء الجمعة من دخول غزة عبر معبر رفح للمساعدة في إسعاف الجرحى الفلسطينيين، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.

من جهتها أكدت الأمم المتحدة الجمعة أن وكالاتها ستستأنف عمليات الإغاثة في قطاع غزة.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد علقت الخميس عملياتها من إيصال الغذاء وغيرها من المعونات الملحّة  لـ750 ألف فلسطيني، بعد أن استهدفت القذائف الإسرائيلية قوافلها، ما أسفر عن مقتل أحد العاملين لديها وجرح آخر.

وقالت الأمم المتحدة إن موظفي الإغاثة تلقوا موافقة إسرائيلية وتنسيقاً لتأمين سلامة عمل طواقمها.

وشهدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب الجمعة اجتماعاً بين المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولين من الأمم المتحدة، حيث تلقت المنظمة الأممية ضمانات موثقة بأن سلامة عامليها وعملياتها الإنسانية ستحترم بالكامل، وفق ما جاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة.

مطالب دولية بتحقيق مستقل في جرائم حرب محتملة

طالبت نافي بيليه، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة وذات مصداقية لتحديد الانتهاكات المرتكبة في الصراع الحالي بين إسرائيل وغزة ومحاسبة المسؤولين عنها.

وقالت إن انتهاكات القانون الإنساني الدولي قد تصل إلى درجة جرائم الحرب.

وأضافت في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية عن الوضع في غزة "إن وقف إطلاق النار الذي قرره مجلس الأمن الدولي يجب أن ينفذ بشكل فعال من أجل السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة وإجلاء الجرحى. وأشدد على الحاجة إلى نشر مراقبين لحقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للتوثيق المستقل للانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي."

وووصفت بيليه أوضاع المدنيين في غزة والظروف التي يعيشون في ظلها بأنها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وقالت إن على إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين التزاما وفق القانون الإنساني الدولي برعاية الجرحى وحماية سيارات الإسعاف والمستشفيات والعاملين في المجال الطبي، وفق ما جاء على موقع الأمم المتحدة.

من جانبها حثت منظمة العفو الدولية وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون في براغ على ألا يألوا جهداً في سبيل الضغط على إسرائيل لحملها على إنهاء الهجمات الموجهة إلى السكان المدنيين أو المباني المدنية أو الهجمات غير المتناسبة في قطاع غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة التي هي بأمسِّ الحاجة إليها.

وقال نيكولاس بيغر، مدير مكتب منظمة العفو الدولية في الاتحاد الأوروبي: "إن ثمة 1.5 مليون إنسان عالقون في قطاع غزة في خضم كارثة إنسانية. ويتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تنحي خلافاتها جانباً، وأن ترسل إشارة قوية إلى كلا الطرفين."

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان الجمعة،م إن الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين، على السواء، يعرضون حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر - بما في ذلك عن طريق استعمالهم كدروع بشرية.

وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "مصادرنا في غزة تقول إن الجنود الإسرائيليين قد دخلوا عدداً من البيوت الفلسطينية واتخذوها مواقع لهم، مجبرين العائلات على البقاء في إحدى غرف الطابق الأرضي، بينما يستخدمون هم أنفسهم باقي غرف البيوت كقاعدة عسكرية ومراكز للقنص. ويزيد هذا بوضوح من المخاطر التي تتعرض لها العائلات الفلسطينية ذات الصلة، ويعني أنهم يستخدمون من الناحية العملية كدروع بشرية".

ويواصل الجنود الإسرائيليون والمسلحون الفلسطينيون، من الجانبين، إطلاق النار على بعضهما البعض من مناطق قريبة من منازل المدنيين، معرِّضين سكانها للأخطار، وفق أمنستي.

advertisement

واستطرد مالكوم سمارت قائلاً: "إن استخدام هذه التكتيكات في وقت تجري فيه مواجهات مسلحة في الشوارع وسط مناطق سكنية ذات كثافة سكانية عالية إنما يؤكد عدم احترام الجانبين لوضع المدنيين المحمي إبان النزاعات المسلحة.

"كما يؤكد على الحاجة الماسة إلى مباشرة تحقيق مستقل في الانتهاكات المزعومة، بما في ذلك في جرائم الحرب المحتملة من جانب طرفي النـزاع، وإلى محاسبة الجناة."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.