/الشرق الأوسط
 
1200 (GMT+04:00) - 24/02/09

الأمير تركي الفيصل: أفعال أمريكا أساس السلام بالمنطقة

سفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة خلال المقابلة

سفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة خلال المقابلة

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- قال مسؤول سعودي إن التزام الإدارة الأمريكية الجديدة بتعهداتها بإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط، عامل فاصل في العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة الامريكية.

وصرح الأمير تركي الفيصل، سفير السعودي لدى الولايات المتحدة من عام 2005 إلى 2007، في مقابلة مع شبكة CNN بثت السبت: "قال الرئيس أوباما إنه سيبذل قصارى جدهده لإيجاد حل سلمي."

وأضاف: "سمعنا هذا من قبل.. نريد تطبيقاً.. نحن بحاجة لرؤية الحقائق تتغير على واقع الأرض.. وبحاجة لتغيير لهجة الخطابة.. نحن بحاجة إلى حضور فعلي."

وقال إنه تشجع بتعيين الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، لجورج ميتشل كمبعوث للشرق الأوسط، وأقترح قضائه بعض الوقت في المنطقة من أجل تحقيق نجاح حقيقي.

وأردف قائلاً في هذا السياق: "المبعوثون الأمريكيون عندما يتعاطون مع مشكلة الشرق الأوسط يقومون بجولات مكوكية: "وأعتقد أنه على السيناتور ميتشل نصب خيمة في رام الله أو القدس وقضاء عام أو اثنين أو ربما ثلاثة للتعايش مع الواقع اليومي على واقع الأرض لتحقيق السلام هناك."

وأكد الدبلوماسي السعودي أن "دعم" الولايات المتحدة لإسرائيل خلال عملياتها العسكرية الأخيرة في قطاع غزة يؤثر على مكانة أمريكا في العالم العربي.

وأردف: "ما حدث في غزة.. الناس أطلقوا عليه مأساة وأنا أذهب أبعد من ذلك بتسميتها كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معان.. القتل والتدمير الإسرائيلي كان بربرياً ولم يسبق أن شهدته منطقة بحجم غزة."

وأنتقد المزاعم الإسرائيلية باستهداف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فقط خلال العمليات العسكرية التي استمرت 22 يوماً: "أكثر من 400 طفل قتلوا من بين 1300 (إجمالي الضحايا).. هذا لا يظهر دقة في الاستهداف.. إسرائيل تزعم أنها حوادث مؤسفة تقع أثناء الحرب.. إذا كان هذا الحال فلماذا تشن الحرب؟"

وتابع" أعتقد أن هذه واحدة من القضايا التي تهدد العلاقات بين العالم العربي عموماً والسعودية تحديداً فيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة.. أعتقد أن الرئيس بوش أعطى إسرائيل اللون الأخضر للقيام بما يحلو لها في غزة ودون قيود."

وأعرب الفيصل عن اعتقاده بضرورة جلوس الولايات المتحدة وإسرائيل للحوار مع "حماس"، ورد عند تذكيره بأن الدولتين تصنفان الحركة كمنظمة إرهابية: "اعتقد أنه هذه ضمن الأشياء التي على الرئيس أوباما وضعها قيد المراجعة" ونفى تقويض التحرك للسلطة الوطنية الفلسطينية.

ورهن المسؤول السعودي تفعيل الدعوات الأمريكية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية كالسعودية، ببدء إسرائيل التحرك في هذا الاتجاه، مضيفاً: "على إسرائيل تطبيع العلاقات مع الفلسطينيين قبيل أن تطبع السعودية علاقتها بالدولة العبرية."

وتابع: "الجميع يطالبوننا بالاعتراف بإسرائيل والتطبيع.. وما من أحد يطالب الأخيرة بالاعتراف بفلسطين وتطبيع العلاقات معها.."

وأشار قائلاً إن الدولة العربية أبدت استعدادها للسلام مع إسرائيل: "إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تبد رغبة مماثلة.. وهذا أمر مؤسف."

ورهن إبداء ثقته في الإدارة الأمريكية الجديدة: "بتحقيق الأشياء على واقع الأرض.. والرئيس أوباما قادر على القيام بشيء وكسب ثقة ودعم العالم العربي والإسلامي بالأفعال وليس الأقوال."

advertisement

وحذر من أن إخفاق إدارته في تحقيق تقدم فعلي سيضع العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي على المحك.

وأختتم قائلاً: "المشاعر العامة تجاه الولايات المتحدة في أدنى معدلاتها.. أما على الصعيد الرسمي.. فهذا ستحدده قيادات العالم العربي وأمريكا.. إلا أنها ليست بالصورة الجميلة."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.