إسرائيل تشكل لجنة "مستقلة" للتحقيق في "مزاعم غولدستون"

تقرير غولدستون اتهم حماس وإسرائيل بارتكاب جرائم حرب

القدس (CNN) -- أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، إنها شكلت لجنة خاصة مستقلة للتحقيق مع عناصر الجيش الإسرائيلي في مزاعم ارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم على قطاع غزة في يناير/كانون أول الماضي.

ووفقا لمسؤول حكومي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى الأحد، مع ممثلين عن وزارات الدفاع والعدل والخارجية، وناقش معهم تقرير "غولدستون،" الذي يتهم الجيش الإسرائيلي وحركة حماس بارتكاب "جرائم حرب، وجرائم محتملة ضد الإنسانية،" خلال الحرب على غزة.

ومنتصف الشهر الجاري، أقر المجلس الدولي لحقوق الإنسان تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة، برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، والذي اتهم كلا من إسرائيل وحماس بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، بسبب حساسية الموضوع، لشبكة CNN، إن الهدف من اللقاء هو تطوير استراتيجية حكومية للرد على التقرير، والذي وصفه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز "بالمنحاز،" و"الظالم." 

وخلال اللقاء، عبر نتانياهو عن ثقته بالجيش الإسرائيلي، وقدرته على تشكيل لجنة خاصة به للتحقيق في المزاعم، قائلا إنه "لن يقبل أن يتم التحقيق مع عناصر الجيش خارج إطار تحقيق عسكري خاص،" وفقا للمسؤول.

وتخشى إسرائيل أن يؤدي تمرير التقرير في المجلس إلى توفير الأسس القانونية لملاحقة الضباط والقادة الإسرائيليين بتهم جرائم الحرب، وكانت قد هددت رسمياً بوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وتأتي دعوة نتانياهو هذه بعد أصوات علت في الحكومة الإسرائيلية تطالب بإجراء تحقيق مستقل في المزاعم الدولية، مما سيمكن الحكومة من دحض تلك الاتهامات وتجنب وصول الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية.

لكن تلك الدعوات تلقى معارضة شديدة من قبل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، إذ قال وزير الدفاع أيهود باراك في بيان ليل الأحد "نحن نرسل جنودنا إلى المهمات وهم يستحقون دعمنا الكامل،" في إشارة إلى رفضه الاتهامات الدولية.

ويتهم تقرير غولدستون إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب"، وربما "جرائم ضد الإنسانية" في الحرب التي شنتها على قطاع غزة، كما يتضمن أيضاً اتهامات، وإن كانت محدودة، إلى "الفصائل المسلحة" في غزة بـ"التورط في جرائم حرب، عبر قصفها للمدنيين الإسرائيليين."

وسبق لنتانياهو أن هاجم التقرير قائلا إن "أمام إسرائيل تحديين أساسين، وهما تجديد المفاوضات مع الطرف الفلسطيني وتقرير غولدستون، الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم الحرب."

واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي أن "تقرير غولدستون خطير، داعياً جميع المؤسسات الإسرائيلية إلى التعاون من أجل صدّه،" وقال "نحن لن  نوافق على وضع يعامل فيه قادة الجيش الإسرائيلي وجنوده بوصفهم مجرمي حرب بعد أن دافعوا بقوة عن الإسرائيليين ضد عدو بغيض."