/الشرق الأوسط
 
الخميس ، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2009، آخر تحديث 17:07 (GMT+0400)

حماس تهدد المشاركين بالانتخابات والبرغوثي يدعو للمصالحة

غزة.. هل يتم الانفصال السياسي والجغرافي بصورة نهائية مع الانتخابات المقبلة؟

غزة.. هل يتم الانفصال السياسي والجغرافي بصورة نهائية مع الانتخابات المقبلة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت حركة حماس إنها لن تسمح بإجراء الانتخابات في القطاع مهددة بمساءلة كل من يتعاطى معها.

وفيما اشتدت الحرب الإعلامية والكلامية ضد السلطة الفلسطينية، وخاصة رئيسها محمود عباس، باعتبار أنه "فاقد للشرعية" وأنه بقراره إجراء الانتخابات إنما يكرس الانفصال بين القطاع والضفة، وجه النائب الأسير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مروان البرغوثي، نداء لحماس بضرورة الإسراع في التوقيع على وثيقة المصالحة.

حماس تهدد وتتوعد

ففي قطاع غزة، توعدت حركة حماس الأربعاء بمساءلة كل من يتعاطى مع الانتخابات التي دعا إليها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في يناير/كانون الثاني المقبل.

وجاء هذا التوعد على لسان ما يسمى "وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة" وذلك في بيان لها تحت عنوان "لأن إعلانها جاء ممن لا يملك حق الإعلان عنها."

وقالت الوزارة إنها لن تسمح بإجراء الانتخابات في القطاع، وأنها ستقوم بمساءلة كل من يتعاطى مع هذه الانتخابات، معلنة رفضها إجراء الانتخابات في قطاع غزة، بحجة أن إعلانها "جاء ممن لا يملك حق الإعلان عنها، ولأنها جاءت دون توافق وطني."

وكان الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني قد قال "إن دعوة الرئيس محمود عباس إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حبر على ورق، ولا قيمة لها ولا أثر من الناحية الدستورية."

واعتبر بحر أن عباس "لا يملك أية صفة دستورية للدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، لانتهاء فترة ولايته منذ التاسع من يناير/كانون الأول الماضي وفقًا لأحاكم المادة 36 من القانون الأساسي"، وفقاً لما ذكره المركز الفلسطيني للإعلام، الذي يعد الذراع الإعلامية للحركة على الإنترنت.

من جهته، أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عزيز دويك، أن دعوة رئيس السلطة لعقد الانتخابات مطلع العام القادم هي بمثابة مسمار في نعش الوحدة والمصالحة والتفاهم، الذي كاد أن يقترب من الوفاق الوطني الفترة الماضية.

وأضاف دويك في تصريح صحفي "أن الوضع العام في الضفة الغربية المحتلة ما زال يتأزَّم يومًا بعد يوم، في ظل استمرار ميليشيا عباس في إجراءاتها التي تتخذها من طرف واحد"، مشددًا على ضرورة المصالحة وإنهاء الخلاف والاختلاف.

أما القيادي في حماس، صلاح البردويل فقال إن عباس "لا يملك قراره، فهو خاضع للإملاءات الأمريكية والصهيونية مقابل وعود مالية وسياسية له بالجلوس مع قادة  الكيان الصهيوني."

وأكد البردويل أن عباس حرق الجسور بينه وبين حماس "مستغلاً حالة الموقف العربي المائع الذي ليس له أي توجه، بعد أن ترك العرب الفلسطينيين، ويئسوا من إمكانية المصالحة."

وأضاف أن "عباس" كرَّس الانقسام وفقد شرعيته للسلطة، موضحًا أنه أطلق آخر رصاصة في عنق الوصال بين الضفة وغزة، وقطع كافة الوسائل السياسية."

البرغوثي يدعو حماس للتوقيع على المصالحة
 
من جهته، قال مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "إن همنا الأساسي كشعب فلسطيني وكأسرى داخل السجون هو زوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الفلسطينية وتحقيق أحلامنا المشروعة بالحرية والدولة والاستقلال."

وقال إن ذلك يتطلب "إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي الذي نتج بعد انقلاب حماس العسكري في قطاع غزة"، وفقاً لتقارير صحفية فلسطينية وعربية.

وجاءت أقوال البرغوثي خلال لقائه وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني، عيسى قراقع، في سجن هداريم حيث قام قراقع بلقاء البرغوثي في أول زيارة له منذ اعتقاله عام 2002.

ووجه البرغوثي نداءه إلى حركة حماس بضرورة الإسراع في توقيع وثيقة المصالحة معتبرا موقفها الأخير نكسة وطعنة للوحدة الوطنية ولآمال الشعب الفلسطيني.

advertisement

وحذر البرغوثي من خطورة الانقسام على الفلسطينيين، وأضاف: "الانقسام عكس نفسه على واقع الحركة الأسيرة وأعطى فرصة ذهبية لحكومة إسرائيل في تشديد إجراءاتها وممارستها التعسفية تجاه حقوق الأسرى وكذلك عزز المواقف الإسرائيلية المتزمتة وسهل فرض الحقائق الاستيطانية والأمر الواقع على الأرض الفلسطينية."

وحول الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، قال البرغوثي إن المرسوم الرئاسي هو "استحقاق دستوري وشرعي، إلا انه لا يمكن إجراء انتخابات دون إنهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية ولا يجوز لأي كان أن يأخذ الشعب الفلسطيني ومصيره رهينة لمصالحه الضيقة وأجنداته الخاصة."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.