/الشرق الأوسط
 
الثلاثاء، 01 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

عباس يؤكد عدم رغبته بالرئاسة ويهاجم أمريكا وإسرائيل

عباس لا يرغب في رئاسة السلطة الفلسطينية مجدداً

عباس لا يرغب في رئاسة السلطة الفلسطينية مجدداً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، عدم رغبته في الترشح لفترة رئاسية جديدة، في الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل، في الوقت الذي اتهم فيه إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمواصلة محاباتها لإسرائيل، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

إلا أن عباس، الذي أكد أن "حل الدولتين" أصبح يواجه عقبات أكثر من ذي قبل، بسبب تولي حكومة "يمينية" مقاليد السلطة في إسرائيل، في إشارة إلى الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، أبقى على بعض الأمل بقوله إن "السلام ما زال ممكناً."

وقال عباس إنه أبلغ اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، التي يتزعمها، وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم مختلف الفصائل، برغبته في عدم الترشح للانتخابات المقبلة، داعياً أعضاء اللجنتين إلى تفهم أسباب هذا القرار.

وأضاف قائلاً: "هذا القرار ليس من باب المساومة أو المناورة أو المزايدة، وإنني إذ أقدر للإخوة أعضاء القيادتين ما عبروا عنه من مواقف، فإنني آمل منهم تفهم رغبتي هذه، علماً بأن هنالك خطوات أخرى سأتخذها في حينه"، دون أن يكشف عن طبيعة تلك الخطوات.

وبدا عباس، في الخطاب الذي وجهه مساء الأربعاء من رام الله، متشائماً إزاء إحياء مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي، الذي قال إنه يستخدم أساليب المماطلة والتسويف، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، مما قوض من جدوى المفاوضات.

وقال في هذا الصدد، إن "خطورة الوضع والمأزق الذي نمر به، تدفعني إلى مخاطبة الحكومة الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي بكلمات قليلة وواضحة: السلام أهم من أي مكسب سياسي لأي حزب، والسلام أهم من أي ائتلاف حكومي، إن كانت نتيجته دفع المنطقة نحو الهاوية أو المجهول."

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، قد ذكر في وقت سابق أن اللجنة قررت، في ختام اجتماعها الخميس، بإجماع كافة أعضائها وفصائلها، "عدم الموافقة على توجه الرئيس عباس بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة."

وقال عبد ربه، في مؤتمر صحفي بمقر السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، إن "اللجنة التنفيذية أكدت ثقتها بالرئيس عباس، وإنه المرشح الوحيد لكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني، المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

ووصف المسؤول الفلسطيني قرار ترشح عباس أو عدم ترشحه بأنه "قرار وطني"، وتابع قائلاً: "كلنا أمل وثقة بأن الرئيس سينظر إلى هذا القرار بأهمية، خاصة في هذه الفترة التاريخية التي نمر بها، والتي تحتاج إلى تضافر كل الجهود الوطنية، من أجل تحقيق الصمود الوطني"، في مواجهة الضغوط."

وتابع عبد ربه أن تلك الضغوط، "تريد منا أن نبيع هدف الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من (يونيو) حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مقابل دولة ذات حدود مؤقتة، أو أن نتنازل عن الأساس الذي اعتمدته الشرعية الدولية لعلمية السلام."

وأضاف: "نحن على ثقة بأننا بهذا الموقف ننطق باسم كل فلسطيني وفلسطينية في الوطن والشتات، حريص على مواصلة المسيرة، وتوفير كل الإمكانيات للصمود الوطني لهذه المسيرة، وأن تستمر القيادة الوطنية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، بقيادة هذه المسيرة نحو أهدافها، بغض النظر عن الصعوبات والعوائق التي تعترضها."

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، أن تلويح رئيس السلطة "المنتهية ولايته" بعدم رغبته في الترشح لولاية رئاسية جديدة هو "شأن فتحاوي داخلي، في إشارة إلى حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، وأضاف أنه أمر "لا يعني حركة حماس."

واعتبر أبو زهري، في بيان نقله "المركز الفلسطيني للإعلام" المقرب من حركة حماس التي تفرض سيطرتها على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، أن تلويح عباس يعتبر "بمثابة رسالة عتب موجهة إلى أصدقائه الأمريكان والصهاينة، بعد تنكرهم له وتحويله إلى مجرد أداة."

advertisement

وقال أبو زهري: "الأَولى بمحمود عباس، بدلاً من التوجه إلى الأمريكان، التوجه إلى الشعب الفلسطيني، ومصارحته بفشل مسيرة التسوية، وإعادة الاعتبار إلى خيار المقاومة، واتخاذ خطوات عملية لاستعادة الوحدة الفلسطينية، وفي مقدمتها وقف الاعتقالات السياسية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجونه"، حسب قوله.

وكان عباس قد أصدر مرسوماً رئاسياً في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدعوة الفلسطينيين لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، في 24 يناير/ كانون الثاني القادم، وهي الخطوة التي رفضتها حركة حماس، معتبرة أن عباس "فقد شرعيته."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.