/الشرق الأوسط
 
الأربعاء، 30 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

هل يقف "أبو الهمام" وراء اختطاف الرهائن الإسبان؟

صورة لأعضاء بمنطمة الإغاثة الإسبانية أثناء وجودهم في موريتانيا

صورة لأعضاء بمنطمة الإغاثة الإسبانية أثناء وجودهم في موريتانيا

نواكشوط، موريتانيا (CNN) -- رجحت إسبانيا تورط تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في قضية الاختطاف التي تعرض لها ثلاثة من مواطنيها، مؤكدة أنها ستعمل "كل ما يلزم" لتحريرهم، في حين أنه لم تصدر أي جهة إعلاناً بالمسؤولية عن الاختطاف حتى الآن.

الإشارة لتورط تنظيم القاعدة صدرت عن وزير الداخلية الأسباني، خوسيه بيريث روبالكابا، ووزيرة الدفاع كارمي شاكون، معتبرين أن المؤشرات تدل على تورط القاعدة باختطاف الإسبانيين الثلاثة الذين ينتسبون لمؤسسة إغاثة إسبانية.

غير أن محرراً صحفياً إسبانياً كتب مقالة في صحيفة الباييس الإسبانية، وترجمتها وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة، بعنوان "في انتظار أن تعلن القاعدة مسؤوليتها"، أشار فيها إلى أنه بعد أيام قليلة سيعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الاختطاف، وسيطالب بعدة مطالب تتعلق بانسحاب إسبانيا من أفغانستان أو إطلاق سلفيين من الجزائر.

وأضاف أنه في النهاية سيكتفي الخاطفون بطلب فدية مالية.

على أن تحليلاً موريتانياً يصب في الاتجاه نفسه أشار إلى أنه في حال صحة التوقعات بأن القاعدة هي الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف، فإن هذا يشكل نجاحاً لزعيم محلي للقاعدة بعد محاولات عديدة فاشلة.

ففي مقال بعنوان "بعد محاولات سابقة: 'يحيى أبو الهمام' ينجح في اختطاف 'غربيين' على مشارف نواكشوط" كتبت وكالة نواكشوط للأنباء تقول:

وجاء في المقال أنه في حال تأكدت هذه الأنباء، "فإنه يمكن القول مباشرة ودون مقدمات إن القائد الجديد لسرية 'الفرقان' التابعة لإمارة الصحراء في المغرب الإسلامي 'يحيى أبو الهمام'، نجح أخيراً وبعد محاولات عديدة في تنفيذ عملية اختطاف على الأراضي الموريتانية ضد رعايا غربيين."

وأوضح المقال أن مهمة اختطاف غربيين كانت هدفاً للتنظيم غير أن كل المحاولات السابقة التي خطط لها "الأمير السابق للصحراء مختار بلمختار المكني 'خالد أبو العباس' فشلت."

ويسرد المقال محاولات الاختطاف السابقة، مشيراً إلى أن أول محاولة جدية لخطف رعايا غربيين من موريتانيا، "بدأت سنة 2006، لكنها ظلت مجرد مشروع تحضيري يسقط في كل مرة في مراحله التحضيرية الأولية، حتى قبل أن يحدد هدفه أحياناً."

وفي سنة 2008 عندما قرر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي تحولت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، اختطاف نائب السفير الألماني بنواكشوط على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الداخلية الإسباني السابق أيد فيها نشر الصحف الأوروبية للرسوم المسيئة إلى الرسول.

هذه المهمة كلف بها "خالد أبو العباس" الفرع المحلي للقاعدة في موريتانيا، الذي كان يعرف باسم "أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط"، فأرسل أبو العباس، عناصر من المعسكرات لاستلام نائب السفير من عناصر التنظيم المحلي، لكن تم تفكيك هذا التنظيم واعتقال عناصره قبل تنفيذ العملية، بحسب الوكالة الموريتانية للأنباء "ونا."

ويتابع التحليل أنه "مع عزل أمير الصحراء السابق أبو العباس وتولي يحيى جوادي المكنى 'يحيى أبو عمار' مهمة إمارة الصحراء، ترسخت فكرة اختطاف رعايا غربيين من موريتانيا لدى قيادة التنظيم في الصحراء، واستقر الأمر في يد قائد 'سرية الفرقان' الجزائري 'يحيى أبو الهمام'، نظرا لوجود معظم الموريتانيين المنخرطين في التنظيم ضمن سريته، مما جعله المسؤول المباشر عن الشأن الموريتاني في التنظيم."

وقد خطط "أبو الهمام" خلال بداية هذا العام لاختطاف سياح غربيين في آدرار، وكلف أحد عناصره برصدهم في مدينة أطار وضواحيها، كما كلفه برصد تحركات الغربيين العاملين في شركة معادن أكجوجت، وفقا لـ"ونا."

advertisement

وخطط "أبو الهمام" كذلك لعملية احتجاز رهائن فرنسيين في المركز الثقافي الفرنسي، الذي تم رصده وتصويره، وبعد التأكد من التوقيت المناسب لوجود أكبر عدد من الفرنسيين في مطعم المركز، تقرر إيفاد 4 عناصر مسلحين وبحوزتهم أحزمة ناسفة، لاقتحام المطعم واحتجاز الرهائن داخله، من أجل مقايضتهم بسجناء التنظيم في السجون الموريتانية، لكن العملية أجهضت وفشلت بعد اعتقال العنصر الرئيس فيها.

ويعتبر التقرير أن "أبو الهمام" وصل باختطاف الرهائن الإسبان الثلاثة إلى مبتغاه، ونجح فيما أخفق فيه "ابو العباس" مشيراً إلى أن ثمن رؤوسهم سيكون غالياً هذه المرة، "فإما إفراج عن رفاق السلاح في نواكشوط، وإما فداء، هذا إذا لم تكن هناك مطالب تتعلق بإسبانيا نفسها من قبيل سحب القوات الإسبانية من أفغانستان، أو الإفراج عن بعض المعتقلين المحسوبين على القاعدة في إسبانيا."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.