/الشرق الأوسط
 
1500 (GMT+04:00) - 29/03/09

كيري وبيرمان في دمشق لبحث "مزيد من التقارب" مع سوريا

الرئيس الأسد أثناء استقباله السيناتور كيري

الرئيس الأسد أثناء استقباله السيناتور كيري

دمشق، سوريا (CNN)-- في زيارة هي الرابعة من نوعها منذ تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وصل إلى العاصمة السورية دمشق، وفد رفيع من أعضاء الكونغرس، بهدف بحث سبل تحقيق "مزيد من التقارب" بين الولايات المتحدة، والجمهورية السورية، التي كانت تعدها إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، دولة "مارقة."

وقد التقى الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، هاورد بيرمان، ورئيس اللجنة المناظرة لها بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، حيث بحث معهما، مستقبل العلاقات الثنائية، التي أكد أنها "يجب أن تقوم على أساس من الفهم الصحيح لقضايا المنطقة، والمصالح المشتركة."

وشدد الأسد، خلال استقباله المشرعين الأمريكيين كلاً على حدة، على "ضرورة الابتعاد عن سياسة الإملاءات، التي ثبت عدم جدواها، وعلى أن الحوار هو الطريق الوحيد لمعرفة حقيقة المشاكل، ووضع رؤية شاملة للحلول تستند إلى تاريخ المنطقة وحقوق شعوبها"، وفقاً لما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا."

وجرى خلال اللقاءين، استعراض تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، حيث عرض الرئيس السوري رؤية بلاده حول جميع المستجدات، وأكد أن "أي حديث عن عملية السلام يتطلب أولاً وقبل كل شيء، وجود أطراف يؤمنون بالسلام، ولديهم النية الصادقة للعمل من أجل تحقيقه."

وفي المقابل، فقد أكد وفدا الكونغرس على دور سوريا الفاعل في المنطقة، كما شددا على أهمية تطوير الحوار بين دمشق وواشنطن، وخاصة في ظل النهج الجديد الذي تبتغي الإدارة الأمريكية الجديدة إتباعه في الشرق الأوسط.

ونقلت "سانا" عن السيناتور الديمقراطي وصفه المحادثات مع الرئيس السوري بأنها "كانت إيجابية جداً وشاملة"، وقال: "لقد أجريت مع الرئيس الأسد محادثات مكثفة حول مسائل تهم سوريا والولايات المتحدة والمنطقة."

وكان الرئيس السوري قد استقبل في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وفداً من الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور بنيامين كاردن، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كما التقى في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفد الكونغرس برئاسة آدم سميث.

وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق، "عودة الحوار مع دمشق"، حيث طلب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، وأحد أبرز المسؤولين في الوزارة عن ملفات المنطقة، موعداً للقاء السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى.

وكشف الناطق باسم وزارة الخارجية، غوردون دوغيد، أن فيلتمان سيطرح خلال اللقاء "قلق واشنطن حيال دعم سوريا للمجموعات الإرهابية، وسعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتدخلها في شؤون لبنان، وتراجع أوضاع حقوق الإنسان"، غير أنه اعتبر أن الموعد يمثل "عودة للحوار الدبلوماسي مع دمشق."

وأشار دوغيد إلى أن اللقاء قد يجري عقده الأسبوع المقبل، بعد عودة السفير السوري من دمشق، التي قصدها برفقة عدد من أعضاء الكونغرس الذين يزورون سوريا تباعاً في الفترة الأخيرة.

advertisement

تتزامن هذه التطورات مع قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بدراسة آفاق الانفتاح الدبلوماسي مع سوريا، خاصة وأن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، كان قد أشارت في جلسة الاستماع التي عقدتها بالكونغرس، إلى أن الحوار مع دمشق قد يجعلها "لاعباً إقليمياً بناءً" في الشرق الأوسط، ما يفيد المصالح الأمريكية.

يذكر أن الرئيس السابق، جورج بوش، قام بسحب السفير الأمريكي من دمشق عام 2005، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والذي حمّل أنصاره دمشق مسؤولية العملية، وهو الاتهام الذي نفته الأخيرة بشدة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.