/الشرق الأوسط
 
1200 (GMT+04:00) - 01/05/09

أول تصريحات ليبرمان: إسرائيل لن تلتزم بمقررات "أنابوليس"

ليبرمان يتوقع دعوة لزيارة القاهرة قريباً

ليبرمان يتوقع دعوة لزيارة القاهرة قريباً

القدس (CNN)-- عقب ساعات فقط من توليه منصبه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن موقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بشأن عملية السلام مع الجانب الفلسطيني، حيث أكد صراحة أن اتفاق "أنابوليس"، الذي عُقد في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر العام 2007، ليس ملزماً للدولة العبرية.

ففي أول خطاب له، خلال مراسم تسلم منصبه كوزير للخارجية بحكومة رئيس حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، قال ليبرمان، زعيم الحزب اليميني المتشدد "إسرائيل بيتنا"، إن اتفاق "أنابوليس"، الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لم تعترف به الحكومة الإسرائيلية يوماً، كما لم يُطرح للتصويت داخل "الكنيست."

ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد قال إن حكومة بلاده ستعترف فقط بخطة "خارطة الطريق"، التي أقرتها اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على اعتبار أنها تمثل "مرجعية دولية"، بحسب ليبرمان.

وتدعو خطة "خارطة الطريق"، التي تم التوصل إليها قبل ما يقرب من عشر سنوات، إلى توقف الحكومة الإسرائيلية عن بناء المزيد من المستوطنات، مقابل التزام الجانب الفلسطيني بوقف "الإرهاب."

أما وثيقة "أنابوليس"، التي وقع عليها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إضافة إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، في ختام اجتماعهم بولاية "ميريلاند"، فتدعو إلى حل يقوم على مبدأ الدولتين.

واستطرد ليبرمان، في خطابه، قائلاً: "لقد بلغت مكانة إسرائيل الدولية أوجها بعد حرب يونيو/ حزيران عام 1967"، وأن ما أسماه "التنازلات الكبيرة"، التي قدمتها الحكومة السابقة، لم تساعد في تقوية مكانة إسرائيل، بل أفضت إلى حرب لبنان الثانية، وإلى حملة "الرصاص المصهور" على قطاع غزة.

ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، زعيمة حزب "كاديما"، والتي فشلت في الفوز بأغلبية تضمن لها رئاسة الحكومة في الانتخابات الأخيرة، ردت على خطاب ليبرمان بقولها: "خطابك يثبت لي أنني كنت على حق عندما قررت عدم الانضمام لهذه الحكومة."

وبدأت توجهات الإسرائيليين نحو تحقيق السلام مع الأطراف العربية في التراجع، بعد الحرب التي خاضها الجيش الإسرائيلي ضد مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، في صيف 2006، بالإضافة إلى تزايد الهجمات الصاروخية التي يطلقها مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة، باتجاه المناطق الإسرائيلية.

وأثار التحالف بين نتنياهو وليبرمان لتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل قلقاً لدى الأطراف العربية، خاصة الجانب الفلسطيني، الذي يرى أن هذه "الحكومة اليمينية المتطرفة"، ستكون "بعيدة كل البعد عن السلام"، بحسب ما جاء على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وانتقد عباس، خلال تصريحات للتلفزيون الفلسطيني الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين  نتنياهو، معتبراً أنه "لا يؤمن بالسلام وحل الدولتين، ولا يعترف بالاتفاقيات الموقعة، ولا يريد أن يوقف الاستيطان، وهذا شيء واضح."

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال عباس: "مطلوب من هذه الحكومة، حتى نتمكن من إعادة الحوار معها، أن تعترف بالشرعية الدولية، وأن تعترف بالاتفاقات الموقعة، وأن تعترف برؤية الدولتين، وكذلك عليها أن توقف كل نشاطاتها الاستيطانية، وأن تزيل كل الحواجز، وتعيد كل الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 28 من سبتمبر/ أيلول عام 2000."

وأضاف في كلمته أمام القمة العربية اللاتينية بالعاصمة القطرية الدوحة: "مطلوب من المجتمع الدولي، مطلوب من كل العالم، أن يمارس الضغط على هذه الحكومة، لتحترم الشرعية، وتلتزم بالشرعية، من أجل أن نصل إلى السلام، إذا كانت هذه الحكومة تريد أن تصل إلى السلام."

advertisement

وفي العام الماضي، أثار ليبرمان موجة انتقادات عاصفة في مصر، بعد هجومه على الرئيس حسني مبارك، الذي لم يقم بزيارة الدولة العبرية رسمياً، وقال آنذاك: "إذا كان (مبارك) يريد أن يتحدث معنا، فعليه أن يأتي إلينا، وإذا لم يكن يرغب في المجيء إلى هنا، فبإمكانه أن يذهب إلى الجحيم."

إلا أنه قال الأربعاء، بعد توليه منصب وزير الخارجية، إن مصر تعتبر أحد اللاعبين الرئيسيين، وعليها دور كبير في الحفاظ على استقرار المنطقة، يتوقع أن يتلقى قريباً دعوة لزيارة مصر، كما يتوقع أن يقوم مسؤولون مصريون أيضاً بزيارة إسرائيل.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.