/الشرق الأوسط
 
1400 (GMT+04:00) - 21/07/09

اليمن: بعد إحالته لمصح عقلي.. الإعدام لقاتل مواطن يهودي

تمسك والد الضحية بالعقاب الشرعي للقصاص من قاتل أبنه

تمسك والد الضحية بالعقاب الشرعي للقصاص من قاتل أبنه

صنعاء، اليمن (CNN)-- قضت محكمة استئناف يمنية الأحد بعقوبة الإعدام على المتهم عبد العزيز العبدي، المدان بتهمة قتل يهودي يمني، بعدما أحالته المحكمة الجزائية في مارس/أذار الماضي لمصح عقلي وألزمته دفع "دية."

وأصدرت الشعبة الجزائية بمحكمة استئناف عمران، برئاسة القاضي أحمد البعداني قراراً بإعدام العبدي والذي أدانته المحكمة بقتل المواطن اليهودي، ماشا النهاري، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي في منطقة "ريدة."

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة بعمران أصدرت في مارس/ذار الماضي حكمها في القضية، حيث أدانت العبدي بقتل ماشا، وألزمته بدفع خمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال (أكثر من 27 ألف دولار أمريكي)، دية لأولياء دم المجني عليه وإحالة المتهم إلى مصحة عقلية وهو مارفضه أولياء الدم وأعلنوا استئنافهم للحكم.

وذكر مصدر يمني مطلع لـCNN بالعربية أن والد الضحية، يعيش النهاري، تعهد بتقديم التماس إلى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، وقطع "زناره"، احتجاجاً على حكم المحكمة، في حال عدم تطبيق عقوبة الحد.

ويشار إلى أن الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بمحافظة عمران كان عدم صدور قرار بسجن العبدي، بل بتحويله إلى "المصحة العقلية والنفسية" بعدما أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الجاني يعاني مرض "الفصام الزوري."

وقضى الحكم بمصادرة السلاح الناري المستخدم في الجريمة، وإيداع الجاني المصحة "لمعالجته" على ألا يفرج عنه إلا بعد رفع تقرير صادر من اللجنة الطبية عن طريق النيابة العامة يثبت تماثله للشفاء "لتجنب تكرر أي جريمة."

واستندت المحكمة في الحكم على التقرير الصادر عن اللجنة الطبية المتخصصة بمكتب النائب العام، والذي أفاد أن مرض الفصام يعرف علميا بأنه مرض وهمي يسمى بمرض الهذيان المنظم يكون حكمه حكم المجنون لانعدام الإدراك لكنه لا يعفي صاحبه من المسؤولية المدنية .

وبعد الجلسة، أعرب والد القتيل، يعيش نهاري، عن امتعاضه من الحكم، ورغبته في تطبيق "العقاب الشرعي" على المتهم، ملوحاً باستئناف الحكم.

وشكك الوالد، في مؤتمر صحفي: في نظرية الاختلال العقلي قائلاً: "إذا كان المتهم مجنوناً، حسب التقارير الطبية، فلماً قتل أبني فقط من بين من كانوا يجلسون بجواره؟"

ويذكر أن المرصد اليمني لحقوق الإنسان، وعلماء من المسلمين ومنظمات المتجمع المدني باليمن قد أعربوا عن تضامنهم مع مطالب الطائفة اليهودية في حقهم في القانون والعدالة انطلاقاً من أحكام الدستور اليمني، وفق ما نقل المصدر اليمني للموقع

وكان مقتل نهاري قد أثار الرعب في بين أفراد الطائفة اليهودية باليمن، خاصة وأنه كان مقدمة لمجموعة من الهجمات والتهديدات التي دفعت عدداً منهم لمغادرة منازلهم واللجوء إلى أماكن مؤقتة وفرتها الحكومة بحماية أجهزة الأمن.

وتقول الوكالة اليهودية إن مقتل نهاري، وهو أب لتسعة أطفال، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى على أيد عناصر وصفتها بأنها "إسلامية متشددة،" وذلك على خلفية تصاعد التوتر ومشاعر الغضب في أعقاب العملية التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة.

وبعد مقتل نهاري، أعلنت إسرائيل في 20 فبراير/شباط الماضي أنها تمكنت من نقل عائلة يهودية يمنية مؤلفة من تسعة أشخاص إلى أراضيها، وذلك عبر تنفيذ عملية سرية لم تتضح تفاصيلها، في خطوة تأتي بعد "تزايد المخاطر الأمنية على سلامتهم" إثر التهديدات التي تلقوها من جانب "متشددين" مؤخراً.

ولم تشر الوكالة إلى كيفية قيامها بنقل العائلة من اليمن التي لا تربطها بإسرائيل أي علاقات، ما أضفى جواً من الغموض على أسلوب تنفيذ العملية، واكتفى أحد كبار مسؤوليها، إيلي كوهين، بالقول إن العائلة تضم سعيد بن يسرائيل وزوجته وأطفالهما.

advertisement

يذكر أن اليمن كانت تضم أعداداً كبيرة من اليهود قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، غير أن معظمهم غادر البلاد منذ ذلك الحين.

ويعتقد أن 280 يهودياً فقط يقطنون اليمن حالياً، بينهم 50 في صنعاء و 230 في منطقة ريدة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.