/الشرق الأوسط
 
0009 (GMT+04:00) - 25/09/09

الحريري يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وحزب الله "يتقاطع" معه

الحريري عاود المشاورات النيابية

الحريري عاود المشاورات النيابية

بيروت، لبنان (CNN) -- عاد النائب سعد الدين الحريري، زعيم الغالبية النيابية اللبنانية، لإجراء مفاوضات مع مختلف الكتل النيابية، في مسعى منه للتوصل إلى صيغة تسمح بتأليف حكومة جديدة في البلاد، بعد الانتخابات النيابية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، وشهد اليوم الأول من اللقاءات الخميس اجتماعات متعددة شملت معظم الكتل المعارضة الأساسية.

وبين أبرز اللقاءات التي عقدها الحريري اجتماعه إلى وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، وذلك في جلسة تجاوزت الوقت المقرر للاستشارات، وقال بعدها رئيس الكتلة، محمد رعد، إن اللقاء شهد تداول: "الكثير من النقاط التي تخص الوضع الداخلي اللبناني والتحديات التي يواجهها لبنان."

وتحدث رعد عن "مقاربات متقاطعة إلى حد كبير،" مع الحريري، وفي ما يخص التأليف الحكومي، فقد دعا رعد إلى "الاستفادة من التجربة الماضية ومن ايجابياتها والارتكاز إلى ما توافقنا عليه من صيغة للشراكة الوطنية في حكومة وحدة وطنية ومعادلة 15-10-5، التي تعطي 15 وزيراً للأغلبية و10 للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية.

ولدى سؤاله عن تداعيات زيارة  الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى المملكة العربية السعودية، وتأثيرها على تسكيل الحكومة قال رعد: "عندما يكون الوضع الداخلي منفتحا وايجابيا ومتعاونا ومتماسكا، يلقي بظلاله ويستفيد من كل الايجابيات التي تحصل على المستوى الأقليمي والدولي."

وشكلت لقاءات الحريري أيضاً الكتلة التي يرأسها النائب وليد جنبلاط، والذي كان قد اتخذ مؤخراً بعض المواقف التي جعلته على مسافة من الأكثرية النيابية دون أن يتركها بشكل قاطع، وقد قال جنبلاط بعد اللقاء إن اجتماع الأسد إلى العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز "لا بد أن ينعكس إيجابا على لبنان."

ورفض جنبلاط الخوض في تفاصيل التشكيلة الحكومية قائلاً: "أترك هذا الأمر للشيخ سعد الحريري، وهو حريص على المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية."

وتابع الحريري المشاورات أيضاً مع كتلة "التنمية والتحرير" التي يقودها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وهي أيضاً ضمن كتل المعارضة، وقد قالت الكتلة إنها أصرت على تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة "15-10-5."

وشملت المداولات أيضاً كتلة "التغيير والإصلاح" التي يتزعمها القيادي المسيحي المعارض، ميشال عون، الذي قال بعد اللقاء: "اليوم بدأنا المشاورات بطريقة غير كلاسيكية تناولت كل المواضيع المعقدة، وتبادلنا فيها الأراء، وأؤكد أنه كانت هناك مصارحة هادئة، أصغينا إلى بعضنا البعض وقررنا ان تكون هناك جلسة ثانية نكمل فيها المشاورات."

وقابل الحريري أيضاً نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وهو أحد نواب الأكثرية، الذي قال إنه تمنى على الحريري أن يأخذ في الاعتبار أن البلد لا يجوز أن يبقى من دون حكومة.

وأضاف: "في السابق، بقينا لأشهر بحكومة مشلولة، وبرئاسة جمهورية مغيبة، وبمجلس نواب معطل، والآن مرت ثلاثة أشهر والتعطيل مستمر، وكل ذلك ينعكس سلبا على المواطنين وعلى الاقتصاد، وأعتقد أن الوقت حان لوضع حد لهذه السياسات، وترك المخلصين من أمثال سعد الحريري، يعملون لخير الوطن، ويطلقون ورشة وطنية شاملة للنهوض بالبلد وباقتصاده".

وأعرب مكاري عن "أسفه" لأن يكون للخارج تأثير على تأليف الحكومة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.

يذكر أن الحريري كان قد كُلف بتشكيل الحكومة للمرة الثانية في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بعد حصوله على دعم 73 نائباً من أصل 128 بمجلس النواب، في وقت امتنعت فيه الكتل المعارضة، والمكونة بشكل أساسي من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، عن تسمية أي شخصية لرئاسة الحكومة.

 وكان الحريري قد كُلف بتشكيل الحكومة للمرة الأولى في 27 يونيو/حزيران الماضي، في أعقاب الانتخابات النيابية التي أعادت منح الأغلبية للقوى التي يقودها، وجرى الطلب منه تأليف أعضاء الحكومة، عملاً بالعرف الذي يقتضي تسليم هذه المهمة للشخصية السنية، التي تنال أكبر نسبة من أصوات النواب.

advertisement

ولكن الحريري فشل خلال 73 يوماً أمضاها في مشاورات مع مختلف الكتل بالتوصل إلى تشكيلة تناسب الأغلبية والمعارضة، بعدما طلب منه رئيس الجمهورية تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بسبب إصرار المعارضة على مقاعد حساسة، بينها وزارة الاتصالات والداخلية.

ودفع هذا الأمر بالحريري في أواسط سبتمبر/أيلول الجاري إلى تقديم تشكيلة كان يدرك سلفاً رفض المعارضة لها، وأعقب ذلك اعتذاره عن المهمة في العاشر من سبتمبر/أيلول.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.