/صحة وتكنولوجيا
 
الأربعاء، 16 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

القذافي بقمة محاربة الجوع: شركات شيطانية تتحكم بغذاء العالم

انتقد القذافي غياب قادة الدول الغنية، كما نقلت تقارير إيطالية عنه

انتقد القذافي غياب قادة الدول الغنية، كما نقلت تقارير إيطالية عنه

روما، إيطاليا (CNN)-- انتقد الزعيم الليبي، معمر القذافي، غياب العديد من الدول الغنية عن مؤتمر الأمن الغذائي العالمي الذي تنظمه "الفاو" لمناقشة أزمة الجوع، معتبراً أنها "رسالة واضحة تظهر عدم رغبتهم بحل المشكلة،" وقال إن الدول الفقيرة تعاني الجوع بسبب الاستعمار الذي نهب ثرواتها، كما ندد بالشركات المصنّعة للبذور، والتي وصفها بأنها "شيطانية."

وقال القذافي: "في هذه اللحظات التي نتحدث فيها الآن يموت العديد من الأطفال ، وللأسف أن هذا يحصل في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث، أفريقيا وآسيا ثم أمريكا اللاتينية.. لماذا هذه المناطق الثلاث؟ لأن هذه هي المناطق التي استعمرت ونهبت ثرواتها وباتت فقيرة."

وتابع القذافي بأن الدول الغنية سرقت ثروات هذه المناطق وعليها التعويض عن ذلك مضيفاً: "نحن لا نستجديهم ولسنا شحاذين أو متسولين، بل نحن نطالب بحق أُغتصب، وملاحقة الذين نهبوا ثرواتنا مستمرة، حضروا المؤتمر أو لم يحضروا."

واتهم الزعيم الليبي الدول الغنية بأنها "تنفق من الأموال المسروقة تريليون ونصف ترليون دولار على السلاح لكي تستمر في قتال البشر، منبهاً إلى قضية البذور التي قال إنها "محتكرة من شركات شيطانية عالمية لكي تتحكم في غذاء العالم،" وفقاً لوكالة الأنباء الليبية.

من جانبه، دعا الرئيس المصري، حسني مبارك إلى التخلص من الإجراءات الحمائية والتعاون بين الدول الغنية والفقيرة لمحاربة الجوع، في إطار برنامج عمل دولي للتعامل مع قضية الأمن الغذائي التي تواجه تحديا بسبب ظاهرة التغير المناخي.

وطالب مبارك، خلال كلمة أمام القمة، بتفعيل فوري للإجراءات قصيرة الأجل لمواجهة نقص الغذاء بما في ذلك "توفير التمويل الكافي للآليات الدولية القائمة وتعزيز قدرتها على تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية على نحو سريع وفعال والوصول بها للفئات الأكثر احتياجا وتعرضا للتهميش وبخاصة النساء والأطفال."

وأكد الرئيس المصري أن تحقيق الأمن الغذائي بالدول النامية "ليس بمعزل عن مجمل جهودها من أجل التنمية الشاملة في مجالات الاقتصاد والبنية الأساسية وشبكات الطرق والنقل ومنافذ التوزيع وهياكل تجارتها الداخلية، كما يرتبط بجهودها لتحقيق التنمية البشرية السيطرة على زيادة السكانية وتطوير التعليم."

وكانت القمة قد انطلقت في روما، وسط تشكيك في جدوى الاجتماع لغياب قادة دول غنية عنه.

ومن المتوقع أن يعيد قادة الدول المشاركة تأكيد التزامهم بأهداف تنمية الألفية بخفض عدد الجوعى إلى النصف بحلول العام 2015، رغم التوقعات بفشل ذلك في وقت يمثل فيه جياع العالم سُدس البشرية.

وتأمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في أن يلتزم قادة الدول المشاركة بتقديم  44 مليار دولار مقارنة بـ 7.9 مليارات دولار متاحة حاليا لإنفاقها على الإنتاج الزراعي.

ويمثل انعدام الأمن الغذائي العالمي تحدياً بالغاً مع ثبات أسعار الأغذية عند مستوياتها العالية في البلدان النامية، في حين زادت الأزمة الاقتصادية العالمية من تدهور الوضع بالنظر إلى تبديدها لفرص العمل وتعميقها لظاهرة الفقر.

ووفقاً لتقديرات "الفاو" فإن عدد الجوعي سيرتفع بمقدار 100 مليون شخص آخر عام 2009 ليتجاوز عددهم المليار نسمة.

وسيلقي بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الكلمة الافتتاحية للقمة التي يشارك فيها 60 رئيس دولة وحكومة.

وتشكك منظمات إنسانية في نجاح القمة إزاء تغيب قادة مجموعة الثماني الذين  لا يشارك منهم سوى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برليسكوني.

وتأتي القمة بعد يوم من إطلاق برنامج الغذاء العالمي الأحد حملة نوعية على الشبكة العنكبوتية تستهدف الأفراد، وليس الحكومات المانحة التي تنؤ تحت ثقل الأزمة الاقتصادية، للمساهمة بتبرعات وتحدي الجوع الذي ينهش مليار شخص حول العالم.

ومن أبرز ملامح الإعلان الختامي للقمة، الإقرار بوجود نقص في كفاءة وتماسك النظام الحالي لحوكمة الأمن الغذائي العالمي كنتيجة لعدم التنسيق بالشكل الكافي فيما بين المؤسسات والمنظمات والأطراف المعنية.

وأشارت تقارير عن نسخة مسربة من مسودة الإعلان النهائي إن القمة ستدعو لزيادة غير محددة في مساعدات المزارعين في الدول الفقيرة دون تحديد أهداف بعينها.

advertisement

كما لن يتضمن البيان الختامي الصادر عن القمة تعهداً سابقا بالقضاء على سوء التغذية بحلول عام 2025، التي تفتك بطفل كل ثانية حول العالم.

وقال فرانسيسكو سارمنتو من منظمة الإغاثة "أكشون أيد ActionAid": "الإعلان هو مجرد إعادة صياغة لعبارات مبتذلة.. إنه يقول الجوع سيخفض إلى النصف بحلول عام 2015 ولكنه فشل في تخصيص أي موارد جديدة لتحقيق ذلك أو تقديم أي وسيلة لمحاسبة الحكومات من خلال لجنة للأمن الغذائي تابعة للأمم المتحدة.. للأسف لا يقتات الفقراء على الوعود."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.