/صحة وتكنولوجيا
 
1600 (GMT+04:00) - 01/07/09

الأمراض.. ربما أبرز وأخطر تحديات القرن 21

سرعة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير شاهد على سهولة وسرعة تخطي الأمراض لحواجز الحدود

سرعة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير شاهد على سهولة وسرعة تخطي الأمراض لحواجز الحدود

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حذر مختصون أن أعظم التحديات التي تواجه العالم مستقبلاً لا تقتصر على الكوارث الطبيعية أو الاحتباس الحراري، بل في خطر صامت قد يتسلل كوباء يفتك على ملايين البشر بضربة واحدة.

وقال توماس ديكسون، بروفيسور العلوم السياسية، ومؤلف كتاب "الجانب الأعلى للأسفل": "أحد المخاطر الحقيقية التي قد تواجهنا في المستقبل قد يتمثل في مرض جديد يكتسح كوكبنا.. نظراً للترابط المحكم بيننا."

ويرى مختصون أن الظروف مواتية لتفشي الأمراض وسهولة تنقلها، عبر الحدود  الدولية، وأن النمط المعيشي الحديث، إلى جانب الكم الهائل من الرحلات الجوية بين كافة أنحاء العالم، قد يساهم في سرعة وفعالية انتشار الجراثيم والفيروسات.

وبدورها، قد تلعب التغييرات المناخية دوراً مساهماً في نشر الأمراض.

فبعض الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك، قد تعدت نطاق حدودها في المناطق الدافئة، ويشير العلماء إلى صعوبة التكهن بالوقت الذي يستغرقه انتقال مرض من مكان لآخر وسرعة انتشاره أو كم البشر الذين سيصابون به.

وتعد أنفلونزا الخنازير مثالاً حياً على ذلك، حيث ظهر الفيروس الذي يعرف بـH1N1 لأول مرة في المكسيك، وسرعان ما انتشر حول العالم.

وأوضح د. إيان ليبكين، بروفيسور علم جهاز الأعصاب والأوبئة: "قد لا تبدو مظاهر المرض على حامل فيروسات محددة أو بكتيريا، إلا أنه قادر على نقل عدوى أمراض قد تكون لها عواقب وخيمة على أشخاص لم يشهدوها من قبل."

أما في الدول النامية، حيث تتدنى الرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي، مما يوفر مرتعاً خصباً للأمراض، تفتك الأمراض المرتبطة بعدم توفر المياه النظيفة، كالكوليرا ودودة غينيا، بالملايين من البشر سنوياً.

وينبه العلماء أن عدم تبني تدابير متطرفة لتنظيف مصادر المياه العالمية، قد يفاقم الخطر، وفق شبكة "أيه بي سي" الأمريكية.

ويضيف المختصون عاملاً آخراً قد يساهم في إنتشار  الأمراض، وهو الانفجار السكاني على كوكب الأرض، مما يزيد من اكتظاظ المدن وانتشار الفقر، اللذان يلعبان دوراً مباشراً في ازدياد الأمراض المعدية.

وقال د. أنطوني فوسي، رئيس "المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية": "الجياع والمصابون بسوء التغذية أكثر عرضة لالتقاط العدوى."

ولا تتوقف كوارث الأمراض عند البشر، بل قد تمتد حتى المحاصيل الزراعة وسلسلة الإمدادات الغذائية، ما قد يعني إبادة سبل الحياة لآلاف من البشر، كما أن تصدير المواد الغذائية بين دول العالم قد يعرضها للتلوث.

وقال ليبكين إن شبكة توزيع الغذاء قد تعرضنا لبروز نوعية جديدة أو أخرى معروفة من الفيروسات المسببة للأمراض.

ومن المخاطر الأخرى التي قد تفتك بأعداد هائلة من البشر، الإرهاب العضوي bioterrorism، ولجوء بعض منظمات إرهابية لنشر أمراض كالأنتراكس والجدري المائي عمداً.

وأكثر ما يقلق العلماء شيوع استخدام المضادات الحيوية وتأثيرها السلبي على المناعة الطبيعية وإضعافه مقاومة الجسم لأمراض معدية شائعة.

وفي هذا السياق، عقب ليبكين بالقول: "بعض المضادات الحيوية البسيطة المستخدمة في علاج الأمراض المعدية الشائعة لم تعد ذات فعالية.. ونحن قد تلكأنا في مواجهة هذا التحدي."

advertisement

وبعد هذا السرد المتشائم، يرى الخبراء أن الأنباء الطيبة تكمن في نجاح العلم، وحتى اللحظة، في إحتواء الأمراض التي تواصل الظهور.

وأختتم فوسي بقوله: "الأمراض المعدية كانت هنا على الدوم وستظل حتى الأبد."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.