/رياضة
 
1435 (GMT+04:00) - 07/09/09

البطل المغربي بولامي: تهمة المنشطات كانت مؤامرة مبيتة

خاص بموقع CNN بالعربية

العداء المغربي ابراهيم بولامي

العداء المغربي ابراهيم بولامي

ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام كرة القدم العربية، يتحدثون فيها عن هموم اللعبة وطموحاتها، بالإضافة إلى أبرز قضاياها.

الرباط، المغرب (CNN)-- يعد إبراهيم بولامي أحد عناصر الجيل الذهبي لألعاب القوى المغربية، إذ تألق في ملتقيات عديدة، واختص في سباق 3000 متر موانع، التي حطم رقمها القياسي العالمي في 2001، علما أنها مسافة سيطر عليها الكينيون طويلا.

لكن مساره المتألق سيعرف اتجاها مغايرا بعد مواجهته تهمة تناول المنشطات التي يصر على أنها مؤامرة مبيتة.

ويستعيد بولامي في حوار مع CNN بالعربية، محنة قضية المنشطات وغصة تصريحات زميله هشام الكروج في هذا الإطار، ويقدم تفسيرا لأسباب عدم استقرار النتائج بالنسبة لألعاب القوى المغربية، التي تظل رائدة عربيا ودوليا.

وتاليا نص الحوار:

تنحدر من مدينة آسفي بجنوب غربي المغرب، التي ليس لها تاريخ في مجال ألعاب القوى، كيف تملكك حب ألعاب القوى؟

فعلا آسفي مدينة بدون بنيات رياضية من مستوى عال، وبدون أسماء كبيرة في تاريخ ألعاب القوى المغربية. لكن، كسائر أفراد جيلي، انبهرنا بأبطال المغرب الذين برزوا في منتصف الثمانينات وفي مقدمتهم سعيد عويطة ونوال المتوكل وزيرة الرياضة حاليا.

هؤلاء فتحوا لنا الطريق لنحلم بأن نصبح أبطالا. كنت أيضا محظوظا بأخي الأكبر البطل خالد بولامي، الذي سبقني إلى الممارسة، واقتفيت خطواته.

كيف تأتى لك الانتقال من الهواية إلى الاحتراف؟

مساري الاحترافي تلازم مع مساري الدراسي. فبعد حصولي على لثانوية العامة، التحقت بمعهد مولاي رشيد بالرباط لتكوين الكوادر الرياضية، وهناك تأتى لي مزاولة الرياضة. تعرفت على أصول الممارسة الرياضية علميا وتدريبا. التقيت بعدائين، اقتربت من أجواء المنافسات التي تجري على المستوى الوطني.

وفي السنة الرابعة بالمعهد، التحقت بمسابقات وطنية، حيث فزت ببطولة المغرب في مسافة 3000 متر، وحصلت على التوقيت الأدنى للمشاركة في بطولة العالم، فكانت البداية الحقيقية لمشواري الاحترافي.

يبقى تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر موانع أهم إنجازاتك، ما هي المراحل التي قادتك إلى بلوغ القمة؟

بدأت بخوض مسابقة 3000 متر موانع عام 1995 وحطمت الرقم القياسي للمسافة في 2001. علميا ، المرور من المستوى الوطني إلى التألق على الصعيد الدولي يتراوح بين أربع الى ثماني سنوات. المسار إذن كان طبيعيا.

شاركت في بطولة العالم في أثينا سنة 1997، ثم في أولمبياد سيدني 2000، حققت أحسن توقيت عالمي في السنة ذاتها، بدأ اسمي يستقر كواحد من أحسن عدائي المسافة.

وفي 2001، كنت أول عداء غير كيني يكسر حاجز توقيت ثماني دقائق، وبعدها بأسبوعين، وتحديداً يوم 24 أغسطس/آب 2001، حطمت الرقم القياسي في ملتقى بروكسل.

ظل سباق 3000 متر موانع اختصاصا كينيا على مر السنوات، ما سر نجاح بطل مغربي في الإطاحة بعرش الكينيين في هذه المسافة؟

كل ما هنالك أن الكينيين كانوا يعانون نقصا في تقنية القفز على الموانع. لديهم امتياز جسماني طبيعي، وسيقانهم مرنة بشكل فريد، تتيح لهم القيام بخطوات سريعة وكبيرة، ومن هذا الجانب بسطوا سيطرتهم على هذه المسافة.

للفوز عليهم كان عليّ أن أعمل على التفوق في الجانب الذي يهملونه: تقنية القفز على الحواجز، التي تبقى نقطة القوة لحسم السباق. هذا ما فعلت، زاوجت بين التقنية وبين التفوق المغربي المعروف في المسافات نصف الطويلة، فكانت النتيجة إيجابية.

تألقك كان إلى جانب جيل ناجح من العدائين والعداءات المغاربة، ما هي العوامل التي صنعت النجاح الاستثنائي لهذا الجيل؟

الأمر يتعلق بمسار صناعة البطل. وهو أمر معقد. التأطير الرياضي والنفسي والاجتماعي هو سر هذه النتائج التي جعلت جيلنا بالفعل "الجيل الذهبي" لألعاب القوى المغربية. مركز التكوين التابع للاتحاد المغربي وفر الظروف المواتية لتحسين قدرات الرياضيين، بدنيا وذهنيا وفنيا.

إن الطريق أمام البطل غير معبدة بتاتا، فهو يواجه إغراءات وضغوطا متعددة. ينبغي أن تكون لديه القابلية للذهاب إلى أبعد حد وتجاوز ذاته باستمرار. وهذا كان خاصية جيلنا الذي ضم الكروج، ونزهة بدوان وصلاح حيسو وغيرهم. كان لدينا جيل متكامل من 800 متر إلى الماراثون.

مع ذلك، يبقى عدم الاستقرار في النتائج سمة لألعاب القوى المغربية. ما السبب؟

عدم الاستقرار مرده إلى أن الاهتمام بالأبطال العالميين يصرف المسؤولين الإداريين والفنيين عن الاهتمام بالقاعدة. وهكذا، فبمجرد تقاعد البطل، وعمره قصير نسبياً، نكتشف الفراغ على مستوى الخلف.

اليوم، المسؤولون على وعي بهذه المشكلة، لكن مشكلة الاتحاد المغربي بعد تقاعد جيلنا هو الضغط من قبل الصحافة والرأي العام، لإيجاد أبطال جاهزين لانتزاع الألقاب، اليوم وليس الغد. والحال أن البطل لا يكون جاهزا في عام أو عامين.

المسؤولون يحاولون اختصار الوقت لصنع أبطال، لكن السرعة قد تورطنا في أخطاء. لدينا الكوادر التقنية المؤهلة غير أن المشكل أن الوقت يداهم وسقف الجمهور المغربي مرتفع جدا.

هل ترى أن المغرب يستفيد على النحو الأمثل من خبرات أبطاله المعتزلين؟

مع الأسف، المغرب لا يستفيد من أبطاله بعد توقفهم عن الممارسة.

في دول أخرى بمجرد التوقف، تفتح قناة التكوين أمام البطل. الخبرة ثروة ثمينة وفريدة من نوعها. الأبطال السابقون يعرفون أجواء التألق، طبيعة الضغوط، هناك مشكل في التواصل بين أجيال الأبطال بالمغرب. الوزارة تحاول الآن خلق مراكز لتكوين الأبطال السابقين.

نلاحظ أن دولا أخرى، خصوصا في الخليج، تحاول استقطاب الابطال السابقين لتكوين نجوم المستقبل. ذلك لأن التجربة المغربية رائدة عربيا وعالميا وتغري الاتحادات بالحصول على الموارد البشرية المؤهلة.

هذا يأخذنا إلى ظاهرة التجنيس. أبطال مغاربة كثر حملوا جنسيات أخرى. ما تعليقك على الظاهرة؟

أعتبر التجنيس من ظواهر العولمة في بعدها البشري. العالم سوق مفتوحة للخبرات التي تنتقل عبر الحدود. المسؤولية تقع عل عاتق المغاربة للحفاظ على رصيدهم البشري من خلال توفير إمكانيات وظروف العمل. الكلفة المعيشية تفرض على البعض الاغتراب من أجل تأمين مستقبل عائلي قد لا يستطيع توفيره هنا.

تبقى تهمة تناول المنشطات أكبر أزمة واجهتها في مسارك الرياضي، كيف تستعيد الذكرى؟ وهل من حقائق جديدة في الملف؟

مجرد استرجاع ذكرى قضية المنشطات أمر صعب. كانت محنة كبرى تجاوزتها بفضل مساندة الجمهور المغربي والصحافة والاتحاد المغربي.

عدت بعد التوقيف وحققت ألقابا رغم أنه ليس من السهل أن يصبح شخص بلغ القمة، بين ليلة وضحاها، محط استفهام كبير. ما يظل غامضا حتى اليوم هو أن الاتحاد المغربي دخل في نزاع مع الاتحاد الدولي بخصوص قضيتي، حيث طلب خبراء من الاتحاد المحلي الاطلاع على عينات الاختبار الذي اتهمت على أساسه، لكن الطلب قوبل بالرفض دائما. ومن هنا تبنى الاتحاد المحلي براءتي.

وحتى حين دخل الملف المحكمة الرياضية الدولية، ظهرت مجموعة من المعطيات المزيفة ومحاولات بينة لتأكيد التهمة في حقي، علما أن الاتحاد الدولي يتحكم في المختبرات وقد أملى إرادته في هذا الباب.

حسناً، ما سر استهداف بولامي دون غيره؟

في الواقع لم أحصل إلا على معلومات راجت في الكواليس. منذ تحقيق الرقم القياسي لـ3000 متر موانع، وصلتني تحذيرات من أن هناك محاولات للايقاع بي.

وما لاحظته فعلا هو حملة مدبرة سبقتها مواد صحافية مريبة. مثلا طلعت جريدة "ليكيب" الفرنسية معلقة على رقمي القياسي، بعنوان: "هل يجب تصديق ذلك؟"

تحدثت عن مساندة المحيط الرياضي المغربي لك في المحنة، لكن البطل هشام الكروج كان له رأي آخر؛ أليس كذلك؟

advertisement

هذا أمر لم أفهمه. لم يكن موقف هشام لائقا حين اتهمني بتشويه صورة المغرب، خصوصا أنه يعرفني جيدا. تدربنا معا مدة طويلة. الحقيقة أنه كان قد أدلى بتصريحات ضدي قبل اندلاع قضية المنشطات.

على كل حال، الجمهور والصحافة ردا عليه، والقضية برمتها اليوم وراء ظهري.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.