القوات السريلانكية تحكم قبضتها على معقل متمردي "التاميل"

طائرات في سلاح الجو السريلانكي

كولومبو، سريلانكا (CNN)-- بعد قليل من الدعوة التي وجهها الرئيس السريلانكي إلى متمردي جبهة تحرير نمور التاميل إيلام، لتسليم أسلحتهم وإنهاء ما يزيد على ربع قرن من العنف، هز انفجار قوي العاصمة كولومبو، مخلفاً أربعة قتلى على الأقل.

وقالت السلطات السريلانكية إن مهاجماً انتحارياً كان يقود دراجة نارية، قام بتفجير نفسه قرب مقر قيادة القوات الجوية الجمعة، مما تسبب في مقتل اثنين من أفراد حراسة القاعدة الجوية، بالإضافة إلى أحد خبراء المتفجرات، فضلاً عن منفذ الهجوم.

جاء الهجوم بعد دقائق من إعلان الرئيس السريلانكي، ماهيندا راجاباكسا، أن القوات الحكومية تمكنت من فرض سيطرتها على مدينة "كيلينوتشي" مقر متمردي نمور التاميل الانفصاليين.

وعقب أيام على اندلاع قتال عنيف بين الجانبين، أعادت القوات السريلانكية، إحكام قبضتها على أحد معاقل متمردي جبهة تحرير نمور التاميل إيلام، وفق ما أكده مسؤولون في الجيش السريلانكي، الجمعة.

المعقل هو مدينة "كيلينوشيشي" شمالي البلاد والتي كانت تعد حتى سقوطها العاصمة السياسية للمتمردين، وتقع على بعد 580 كيلومتراً من شمال العاصمة كولومبو.

سقوط المدينة هو الأحدث في سلسلة نكسات تكبدها المتمردون الذين يسعون لإعلان دولة مستقلة، مؤخراً.

وإثر أنباء سقوط المعقل في قبضة القوات الحكومية عمت الاحتفالات شوارع العاصمة كولومبو ومدناً أخرى.

الجدير بالذكر أن المتمردين أقاموا إدارة خاصة بهم تتضمن قوات شرطة ومحاكم وسجون وغيرها من الإدارات في المدينة الشمالية، مؤكدين في أكثر من مناسبة أن خطط حكومة كولومبو بإعادة السيطرة عليها هي "أحلام يقظة".

غير أن العمليات العسكرية التي صعدتها القوات السريلانكية ضد المتمردين منذ الخريف الماضي، دفعت نمور التاميل إلى نقل إدارتهم وقواعدهم اللوجستية إلى مدينة "مولايتيفو" على سواحل الشمال الشرقي للبلاد.

هذا ولم يصدر بعد أي بيان عن جبهة تحرير نمور التاميل إيلام بشأن هذا التطور الذي وقع الجمعة.

وتشهد سريلانكا مواجهات متواصلة مستمرة منذ 25 عاماً، بين القوات الحكومية ومتمردي نمور التاميل، الساعين إلى الانفصال عن الحكومة المركزية، وتشكيل دولة خاصة بالأقلية التاميلية في الشمال، وحصدت المعارك بين الطرفين آلاف الضحايا.

وتعهدت حكومة كولومبو بسحق المتمردين في معاقلهم بنهاية العام المنصرم.

ونجحت القوات السريلانكية في إعادة سيطرتها على الجزء الساحلي الغربي للبلاد في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

بالإضافة إلى ذلك تشهد البلاد بين الفينة والأخرى عمليات انتحارية، تستهدف شخصيات في الحكومة السريلانكية أو كبار القادة العسكريين، كان آخر ضحاياها وزير تطوير الطرق، جياراج فيرناندوبول، في مطلع أبريل/نيسان 2008.