/العالم
 
الاثنين، 07 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 00:22 (GMT+0400)

كلينتون: لو أن الملا عمر سلمنا بن لادن لما كنا اليوم بأفغانستان

كلينتون تشدد أن بلادها لن تترك أفغانستان

كلينتون تشدد أن بلادها لن تترك أفغانستان

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وقّع وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، على أول قرار عسكري لتنفيذ إستراتيجية الرئيس باراك أوباما الجديدة بأفغانستان، إذ وافق على إرسال وحدة من مشاة البحرية، وذلك وفق معلومات خاصة لـCNN، التي علمت أيضاً أن البيت الأبيض وافق على اقتراح لزيادة حجم عمليات القصف باستخدام طائرات دون طيار عند الحدود الأفغانية الباكستانية.

بالمقابل، نفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في مقابلة خاصة مع CNN، ما قيل حول وجود خطط لدى أوباما لترك الأمور كما هي والانسحاب بأسرع وقت من أفغانستان، وشددت على أن جيش بلادها لم يكن ليتواجد بأفغانستان لو أن زعيم طالبان، الملا عمر، وافق على تسليم زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن بعد هجمات نيويورك.

وقالت كلينتون إن إعلان أوباما رغبته في انسحاب بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان اعتباراً من يوليو/تموز 2011 يقوم على "انتقال مسؤول للسلطة إلى الجانب الأفغاني مبني على الظروف الحاصلة على الأرض."

وذكرت كلينتون أن بلادها تنظر إلى الأوضاع في الولايات الأفغانية المختلفة، البالغ عددها 34 ولاية، وهي تدرس حالة كل منها بشكل مستقل، وترى أن بعضها مستقر ويمكن تسليمه حالياً للجانب الأفغاني، في حين أن ولايات أخرى ما تزال تشهد معارك عنيفة.

ولفتت الوزيرة الأمريكية إلى أن المجتمع الدولي أخطأ في السابق عندما ساعد "المجاهدين" لطرد القوات السوفيتية من أفغانستان، دون أن يقوم بعد ذلك بخطوات لتحسين أوضاع السكان قائلة: "لقد أدرنا ظهرنا وتركنا خلفنا تواجداً خطيراً ومتزايداً (للمسلحين) في أفغانستان وباكستان."

وشككت كلينتون في رغبة زعيم حركة طالبان، الملا عمر، بالاستجابة لطلب اللجوء إلى الحوار المقدم له من الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، قائلة إن الملا عمر "لا يرغب في الحوار مع كرزاي أو أي جهة أخرى."

وأضافت: "يجب التذكر بأن واشنطن طلبت من الملا عمر تسليمها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ولو كان قد فعل ذلك لما كنا في أفغانستان اليوم."

وبحسب كلينتون، فإن البيت الأبيض "ينظر بجدية" إلى احتمال أن يكون بن لادن والملا عمر في باكستان أو عند المنطقة الحدودية مع أفغانستان، كما أبدت "ارتياحها" لما يجري في دول الخليج لجهة مكافحة تمويل تنظيم القاعدة من قبل جهات مستقلة في تلك الدول.

عملية "غضب الكوبرا" تنطلق بهلمند

وعلى صعدي مواز، أعلنت القوات الدولية في أفغانستان، أن قوة تشمل 900 جندي أمريكي وبريطاني و150 جندياً أفغانياً بدأت الجمعة عملية عسكرية لطرد حركة طالبان من وادي "نوزاد" في شمالي محافظة هلمند المضطربة.

وتحمل العملية اسم "غضب الكوبرا" وقد شهدت حتى الآن مقتل عدد من المسلحين والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ومختبرات لإعداد العبوات الناسفة الخارقة للدروع.

ويعتقد أن ولاية هلمند هي إحدى المعاقل الأساسية لحركة طالبان، وهي أكبر مركز لزراعة الأفيون في العالم حالياً، وتعتبر مدينة "نوزاد" الواقعة في الوادي المستهدف بالعملية ثاني أكبر مدن الولاية، ولكنها حالياً شبه خالية بسبب القتال الكثيف الذي شهدته في الماضي وأدى إلى دمار واسع فيها.

الأطلسي يرسل سبعة آلاف جندي

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندريس راسماسون، أن الدول المشاركة في الحلف قررت إرسال سبعة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان، مع إمكانية تقديم المزيد من الجنود في الفترة المقبلة.

وذكر راسماسون أن القوات المشاركة ستأتي من 25 دولة، وستركز على "أهداف أفغانية" تشمل حماية المنشآت العامة والمناطق السكنية الأفغانية، إلى جانب تدريب القوات الأمنية المحلية لتطوير قدراتها على تولي زمام الأمور.

ورغم تأكيدات الرئيس الأمريكي أن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان سيبدأ في يوليو/تموز 2011، غير أن راسماسون شدد على أن خطوة من هذا النوع ستكون وفق "شروط محددة" في كل ولاية أفغانية على حدا، وبعد تطوير القوات المحلية لقدراتها الأمنية.

غيتس يوقع زيادة الجنود بأفغانستان.

وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن غيتس وقع بالفعل الجمعة على أول قرار لإرسال وحدات إضافية إلى أفغانستان، ولكن الإعلان عن ذلك رسمياً لن يتم قبل الاثنين المقبل.

ويشمل القرار ألف عنصر من قوات مشاة البحرية "مارينز" هم طليعة القوة الإضافية التي قرر البيت الأبيض إرسالها إلى أفغانستان، والبالغ عددها 30 ألف جندي.

وتردد أن قوات "المارينز" ستبدأ بالوصول إلى أفغانستان اعتباراً من الشهر الجاري، في حين أن الجيش لن يرسل وحدات إضافية قبل مارس/آذار المقبل.

زيادة غارات الطائرات من دون طيار

وعلى صعيد غارات الطائرات العاملة دون طيار، فقد وافق البيت الأبيض على زيادة الطلعات والعمليات التي تنفذها هذه الطائرات، بعد طلب ورد في هذا الصدد من وكالة الاستخبارات المركزية CIA، وفق ما أكدته مصادر في الإدارة الأمريكية لـCNN.

advertisement

وقالت المصادر إن هذه الغارات: "مهمة للغاية في العمليات الهادفة لضرب الأهداف الإرهابية،" مقللاً من شأن التقارير التي تشير إلى أن هذه الضربات مسؤولة عن مقتل عشرات المدنيين عبر قوله إن الضحايا من غير المسلحين لا يشكلون سوى "نسبة ضئيلة" من بين القتلى.

يذكر أن الأشهر التي تلت تولي أوباما السلطة عام 2009 شهدت 40 غارة لطائرات من دون طيار في مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية، وذلك بزيادة كبيرة مقارنة بعام 2008، الذي شهد تنفيذ 30 غارة في ظل إدارة الرئيس السابق، جورج بوش.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.