/العالم
 
1200 (GMT+04:00) - 17/06/09

باكستان تسابق الزمن في حربها على طالبان بمناطق القبائل

الحرب ضد طالبان أبعد ما تكون عن المنتهية

الحرب ضد طالبان أبعد ما تكون عن المنتهية

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- مع امتداد رقعة العمليات العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش الباكستاني، منذ ثلاثة أسابيع، لاجتثاث مليشيات طالبان من مناطق القبائل النائية وأدت لنزوح 1.5 مليون شخص، تدل مؤشرات على أن المعركة الأعنف مازالت في انتظار القوات الباكستانية في وادي "سوات."

ورغم مضي قرابة شهر من بدء المواجهات، إلا أن العملية العسكرية مازالت في مراحلها الأولية، وسط مخاوف قيادات الجيش أن يؤدي امتدادها وتنامي حصيلة الخسائر، إلى تراجع الدعم الشعبي.

وتتطلع القيادات العسكرية الباكستانية لإنهاء العمليات العسكرية القائمة في "بونر" و"دير السفلى" خلال الأيام القليلة المقبلة للتركيز على المهمة الأصعب في "سوات."
ورغم إعلان الجيش استرداده 80 في المائة من مناطق "بونر" منذ أسابيع، إلا أن المنطقة مازالت تشهد مواجهات عنيفة.

ويقول الجيش الباكستاني إن مليشيات طالبان المتمركزة في "سوات"عززت قواها بمقاتلين من وزيرستان، وجنوب البنجاب بالإضافة إلى "جهاديين" من آسيا الوسطى.

وتمترس قرابة 4 آلاف من المقاتلين المتمرسين في خندق تم حفره حول المنطقة، التي تهيمن عليها مليشيات مولانا فضل الله.

وأوضح الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أزهر عباس، في مؤتمر صحفي بإسلام أباد السبت، إن عشرة في المائة من المليشيات المقاتلة هناك وفدت من الخارج.

وأضاف: "ما من مجال للالتباس بأن الأموال والمعدات والأسلحة تأتي عبر الحدود"، في إشارة إلى أفغانستان.

وذكر المسؤول العسكري أن أولويات الجيش تتركز على استعادة "سوات" وتحجيم بنية طالبان في المنطقة.

ورغم مزاعم القوات الباكستانية قتل عدد من كبار قيادات الحركة في المنطقة، خلال العمليات الجارية، إلا أن فضل الله وكبار القيادات الطالبانية مازالت طليقة، وتواصل استخدام بعض المحطات الإذاعية لبث رسائلها والترويج لأفكارها.

وعلى نقيض الحملات العسكرية السابقة، تلقى العملية دعماً شعبياً واسعاً، إلى أن على الجيش الباكستاني التركيز لتوجيه ضربة قاضية للحركة المتشددة، قبيل انحسار الإجماع السياسي عليها.

وفي محاولة لحشد الدعم القومي للحملة، دعت الحكومة الباكستانية معظم الأحزاب السياسية لاجتماع الاثنين، يتوقع مشاركة قادة 42 حزباً سياسياً فيه.

وفي تحرك مواز، أصدر المئات من رجال الدين في العاصمة إسلام أباد، الأحد قراراً بالإجماع يدين تكتيكات العنف التي تنتهجها الحركة المسلحة.

وجاء في القرار: "الهجمات الانتحارية وجز العنق حرام."

advertisement

هذا وقد أعلنت باكستان الأحد مقتل أكثر من ألف مسلح في العمليات العسكرية الجارية.

وتعهد وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، باستمرار العمليات العسكرية حتى دحر كافة المليشيات المسلحة من المنطقة، ونوه قائلاً: "سرطان طالبان تفشى خلال السنوات الثمانية الماضية، وإزالته ستستغرق بعض الوقت."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.