CNN CNN

هل مازالت الصين دولة نامية؟

الخميس ، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2010، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)
 
لوحة للزعيم الصيني ماو رسمها الفنان العالمي أندي وارهول في معرض للفن المعاصر بشنغهاي
لوحة للزعيم الصيني ماو رسمها الفنان العالمي أندي وارهول في معرض للفن المعاصر بشنغهاي

هونغ كونغ، الصين(CNN) -- ثمة حقيقة مذهلة تكمن في أنه عندما بدأت الصين إصلاحاتها الاقتصادية في العام 1979، أدت هذه العملية إلى انتشال عدد كبير من سكانها من قائمة الفقر تفوق أولئك الذين تم انتشالهم من الفقر بموجب برامج المساعدات في مختلف أنحاء العالم، كما أشار أستاذ الخبير الاقتصادي بجامعة ستانفورد، بول رومر مؤخراً.

في العام 1981، كان نحو 85 في المائة من الشعب الصيني يعيش بأقل من دولار يومياً، ولكن في العام 2005، تقلصت النسبة إلى نحو 16 في المائة من السكان، وهم الذين يعيشون في فقر مدقع.

وخلال تلك الفترة الزمنية، نجا 600 مليون صيني، أي ما يعادل 10 في المائة من سكان العالم، من الفقر.

وهذا العام، تفوق الصين على اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولكن بدلاً من الاحتفال بقفزة الانتصار، كما يفعل أي منتصر في أي مجال، غرقت بكين في مشكلات جديدة.

إذ يواجه الزعماء الصينيون حالياً ضغوطاً دولية استثنائية لترك عملتها، اليوان، ترتفع بصورة أسرع، والتخلي عن ربط عملتها بالدولار الأمريكي، الأمر الذي دفع بغرف التجارة الأوروبية والأمريكية إلى إصدار تقارير تزعم فيها بأنه بات من الصعب على الشركات متعددة الجنسية تنفيذ أعمال في الصين.

وبينما كان رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو في أوروبا الأسبوع الماضي، كانت الدول تتسابق فرادى لتوقيع صفقات تجارية مجزية مع العملاق الآسيوي، في حين وجه الاتحاد الأوروبي، وعلى نحو جماعي، صفعة للصين بسبب قيمة عملتها.

وبينما كان يتحدث أمام البرلمان اليوناني، الذي قبل برحابة صدر مساعدة مالية من بكين بقيمة 5 مليارات دولار لدعم صناعة الشحن فيها، قال جياباو إن الصين مازالت دولة نامية رغم التقدم الذي حققته.

وقال، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا": "رغم أن الناتج المحلي الإجمالي للصين وحجم التجارة الخارجية يعتبران من الأعلى في العالم، فإن الحقيقة الأساسية هي أن الصين، الدولة المكتظة بالسكان وبمؤسساتها الاقتصادية الضعيفة والتطور غير المتساوي، لم تتغير."

وأشار إلى أن إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد يعادل ثُمن نظيره في اليونان، وأن عدد الفقراء في الصين يبلغ 3 أضعاف إجمالي سكان اليونان.

لذلك، فإن الصين التي تعتبر رائدة في الاقتصاد العالمي بحكم الأمر الواقع، مازالت تناضل على المستوى الفردي مقارنة بسكان الدول الاقتصادية المتقدمة في أمريكا الشمالية وأوروبا.

كما أن الأسواق الناشئة، التي تتزعمها الصين، تقوم بسحب الاقتصاد العالمي من حالة الركود والكساد الذي ضربه في السنوات الأخيرة، وهو سيناريو لم يحدث من قبل.

وبعد هذا كله، يبدو أن الأمر يحتاج إلى طريقة ثالثة لوصف الصين، فهي ليست ضمن قائمة الدول المتقدمة (بحسب تأثيرها على الاقتصاد العالمي) ولا الدول النامية (بحسب متوسط ثراء مواطنيها).. فهل يمكن أن تكون في القائمتين معاً؟