/منوعات
 
الأحد، 17 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 10:46 (GMT+0400)

دكان شحاتة: تصوير لواقع مصري مرير تتألق فيه هيفاء وهبي

عرض: حسام طوقان

خالد يوسف يفجر طاقات جديدة لدى هيفاء وهبي في ''دكان شحاتة''

خالد يوسف يفجر طاقات جديدة لدى هيفاء وهبي في ''دكان شحاتة''

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عاد المخرج المصري خالد يوسف في فيلمه الأخير، دكان شحاتة"، ليؤكد على انحيازه للفقراء والمهمشين في المجتمع عبر تقديم صورة مأساوية للأوضاع الإجتماعية التي تعصف في كبرى الدول العربية حاليا، وسط الأزمة المعيشية الطاحنة.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية حجاج، الرجل الصعيدي الذي يكدح بعرق جبينه في العناية بفيلا أحد أثرياء ما قبل ثورة 23 يوليو/ تموز عام 1952، مما دفع صاحبها إلى إقتطاع قطعة أرض منها، ليزرع فيها حجاج وأولاده الخضروات والفاكهة ويبيعوها في دكان صغير، سمي "بدكان شحاتة"، تيمنا بأصغر أولاده (حجاج)، والذي تدور قصة الفيلم حوله.

في الوقت ذاته، يقوم خالد يوسف بتقديم عرض متواز لمعضلة "شحاتة"، الذي لعب دوره الفنان الواعد عمرو سعد، مع إخوانه الذين يحاولون إستغلاله وحرمانه من إرثه في الدكان، الذي قام بشرائها أحد السفراء الأجانب، في مواجهة أزمة البطالة والصراع اليومي على الأكل والشرب بين مختلف طبقات المجتمع، كما صورها المخرج. 

وتجلى هذا التوازي بعرض صور لتطورات الأحداث منذ أيام الرئيس المصري الراحل أنور السادات وصولا إلى عهد الرئيس الحالي، محمد حسني مبارك، معتبرا سياساتهم في إشارات مبطنة مسؤولة عن حالة الواقع المرير الذي يقتل الفقراء نفسيا وماديا بشكل يومي.

وتكمن أهمية "شحاتة" في الفيلم أنه الشخص الوحيد من بين إخوانه الثلاثة، الذي يحافظ على التقاليد والطيبة ونكران الذات، وهو ما قابله إخوانه بالجحود عبر زجه بالسجن بتهمة باطلة للحصول على إرث والدهم.

ويظهر خالد يوسف "شحاتة" بمثابة الرجل الذي يواجه مجتمع يمر بحالة من الإنهيار في شتى الصعد، بدءا من القيم وصولا إلى الأوضاع الإقتصادية.

فمحاولاته للزواج من إبنة حارته "بيسة"، التي تلعب دورها المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، تبوء بالفشل نظرا لشك أخيها بقدرته على حمايتها وسط مجتمع من "الوحوش البشرية."

وتُظهر علاقة شحاتة ببيسة مدى إنهيار قيم الحب والعاطفة في زمن بات المال فيه هو الفيصل في العلاقات البشرية، وهو ما ظهر عندما تزوجت بأخيه، الذي زجه بالسجن.

ويسير فيلم دكان شحاتة، على ذات الخطوات التي وضعها خالد يوسف، في فيلمه السابق "حين ميسرة"، والتي يحاول من خلالهما إبراز ما اعتبره سياسات حكومية تنحاز للأغنياء على حساب القطاعات الأدنى في السلم الإجتماعي المصري، وذلك عبر رؤية مفرطة في السوداوية للمجتمع ككل، بحسب مراقبين.

ومن ناحية الأداء السينمائي، نرى قدرة خالد يوسف من تفجير قدرة هيفاء وهبي على الأداء التمثيلي المميز لديها، وهو نفس الأمر الذي نراه عند الفنان الشاب عمرو سعد، الذي قام بأداء دور "شحاتة" ببراعة منقطعة النظير.

وفي الجانب التقني، فالفيلم تم تصويره بحرفية عالية، وسط إيقاع يجعل المشاهدين يلهثون وراء مجريات الفيلم، دون إملال أو حشو في المشاهد، وهو ما برز على يدي المونتيرة غادة عز الدين، التي تمكنت من نقل المشاهد من مشهد إلى آخر بخفة واضحة.

وأكد مدير التصوير أيمن أبو المكارم على قدراته القوية، إذ تمكن من تحريك الكاميرا بسرعة متناغمة مع أحداث الفيلم العاصفة، بمهنية رفيعة.

advertisement

ويلفت الإنتباه السيناريو المتميز الذي كتبه ناصر عبد الرحمن، الذي تمكن من ربط أحداث متعلقة بشخصيات الفيلم مع الصورة المجتمعية الأكبر بحبكة ذكية، مبرزا أن الأحداث الكبرى في المجتمع تؤثر سلبا وإيجابا على جميع طبقاته.

وأخيرا، فإن فيلم "دكان شحاتة" يعد صرخة غاضبة جديدة لخالد يوسف ضد مجتمع يعتبره في حالة "إنهيار."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.