CNN CNN

منى واصف: أحلم بأداء دور أنديرا غاندي

حاورها: محمد الأزن
الجمعة، 07 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)
الفنانة السورية منى واصف
الفنانة السورية منى واصف

(لمشاهدة الصور)

دمشق، سوريا (CNN) -- استكمالا للحديث الثري بالمعلومات والذكريات مع الفنانة منى واصف الذي خصت به موقع CNN بالعربية، ونشرنا الجزء الأول منه الثلاثاء، نواصل تسليط الضوء على ما تتوق إليه فنيا، ألا وهو أداء دور الراحلة أنديرا غاندي.

كما أعربت الممثلة السورية عن سعادتها بالمشاركة في مسلسل أسعد الوراق بنسخته الثانية، رغم وصفها النسخة الأولى منه بـ"الأكثر جرأة."

وقالت منى واصف: "أنا فخورة بأنني عشت في زمن دريد لحّام..."، وأكدت بأنها ليست من النوع الذي يتباكى على الماضي... وأن التجاعيد لا ترهبها، ولازالت تعتبر نفسها ذلك الحصان الجامح الذي يصعب إيقافه.

وتالياً نص الجزء الثاني من المقابلة:

- ما رأيك بتجربة إعادة تقديم الأعمال التلفزيونية الشهيرة كمسلسل أسعد الوراق؟

كنت سعيدة جداً بمشاركتي بمسلسل أسعد الوراق للمرة الثانية بعد خمسة وثلاثين عاماً على إنتاجه، وكان لهذا العمل وقع خاص في نفسي، خاصة أن يشاهد على مستوى الوطن العربي بالأبيض والأسود، رغم نجاحه الكبير في سوريا.. وكان من المهم إعادة إنتاجه، وبرأيي الشخصي كان المسلسل بنسخته الثانية جيد جداً.. وأنا أؤمن بأداء تيم حسن، وأمل عرفة، واحترم عمل المخرجة رشا شربتجي، وأعتقد أنها من المخرجين المتميزين على مستوى الوطن العربي.

-ولكن لماذا لم يحظ المسلسل بنسخته الأولى بالمشاهدة على مستوى العالم العربي رغم كونه من الأعمال الخالدة في الدراما السورية؟

اعتقد أنه عرض فقط في ليبيا والعراق، رغم أن التلفزيون السوري في ذلك الوقت أهداه لأكثر من محطة، وربما يكون السبب بعض الاعتراضات على الجرأة الدينية في العمل الذي يصنف أسعد الوراق في خانة الأولياء، الأمر الذي لم يتم التطرق له في المسلسل بنسخته الثانية، باستثناء شارة العمل، فلدى بعض المحطات العربية حساسية تجاه هذه التسميات، وتعتبرها من الخطوط الحمراء.

- ماذا عن المشهد الأخير في المسلسل، وصرخة منيرة الشهيرة، وهل نجحت الممثلة أمل عرفة في مقاربتها للدور في النسخة الثانية؟

أمل عرفة ممثلة جيدة، وتتقن أداء الأدوار الصعبة والمركبة، كما في دور منيرة، لكن لا يمكنني القول إنها أبدعت أكثر مني، فمهما كان الممثل متواضعاً وصادقاً يبقى ينظر لأدائه من وجهة نظر أخرى.. عموماً المعالجة الدرامية للنسخة الثانية من أسعد الوراق كانت مختلفة، بما في ذلك مشهد النهاية تحديداً، وأعتقد أن هذا الأمر هو أحد أهم أسرار نجاح العمل لكي لا يقع المتلقي في فخ المقارنة. وأنا سعيدة بأن المشهد الأخير الذي أدته أمل أتى مختلفاً ومتميزاً، وبقي لي في أذهان مشاهدي نسخة الأبيض والأسود؛ (بيلبقلك شك الألماس).

- وهل ستشاركين في النسخة الثانية من مسلسل دليلة والزيبق؟

لا .. ليس لدي أي دور في هذا العمل، واعتقد أن النسخة الثانية منه ستكون جيدة أيضاً، لأن هوزان عكو؛ الكاتب الذي قدم المعالجة الدرامية للمسلسل بالنسخة الجديدة ، يكتب بطريقة جميلة جداً، كذلك الأمر بالنسبة للممثلين الذين اختارتهم الجهة المنتجة. وسمعت أنهم اختاروا لدور دليلة؛ الممثلة كاريس بشّار، وهي ممثلة ممتازة، وأنا سعيدة لأن المنتج أخبرني بأن موسيقى شارة المسلسل لن تتغير، لأنها تشكل ملمحاً مهماً في ذاكرتي. فعندما أراد المخرج الراحل شكيب غناّم اختيار موسيقى النسخة الأولى، وكان محتاراً جداً في ذلك، أهديته شريطاً لأكثر الفرق الموسيقية المغربية شهرة في سبعينيات القرن الماضي؛ (جيل جي لالا، وناس الغيوان)، وكنت تعرفت على هذه الفرق أثناء تصوير فيلم الرسالة، وعشقت موسيقاها، التي أخذ منها غنّام شارة مسلسل دليلة والزيبق بنسخته الأولى، وبذلك أكون قد ساهمت في النسخة الثانية من المسلسل الذي شكل محطةً مفصلية في مسيرتي الفنية.

- بما أننا تحدثنا عن جيلين تقريباً على مستوى التمثيل؛ مَن من الممثلات السوريات الذين تجدين فيهن شيئاً من روح منى واصف؟

أعتقد أن الممثلة سلاف فواخرجي فيها شيء من روح منى واصف، حينما تألقت بدور أسمهان وكان من الأدوار الرائعة جداً، كذلك الأمر بالنسبة لسلافة معمار، في زمن العار، وكاريس بشّار التي تألقت في أهل الراية، وأعتقد أن قدرتها على أداء الأدوار الصعبة والمركبة أهلتها لأن تكون البطلة المقبلة لمسلسل دليلة والزيبق. كل تلك الفنانات يذكرونني بنفسي في مرحلة ما، بدور أديته، بجرأتهم، وقدرتهم على التوفيق بين مسيرتهم الفنية وحياتهم العائلية كأمهات، ورغم ذلك يؤدين أدواراً متميزة، ويحصدن النجاحات، كذلك الأمر بالنسبة للممثلة سمر سامي التي لها ألقها الخاص، وهي من جيل الممثلات الكبار.

-وماذا عن تجربة أعمال السيرة الذاتية التي انتشرت مؤخراً، خاصة أن هناك أعمال تناولت حياة أم كلثوم، العندليب عبد الحليم حافظ، نزار قباني، سعاد حسني، أسمهان، وليلى مراد؟

أرى أن مسلسل أسمهان هو أكثر أعمال السيرة الذاتية نجاحاً، لأنه كان صادقاً، وحياتياً، وهذا ما افتقدته الأعمال الأخرى التي ذكرتها، وأذكّرُ هنا بالطريقة التي تناول فيها الفرنسيون سيرة حياة المغنية الفرنسية الخالدة "إيديت بياف"؛ من القاع إلى القمة، بعيداً عن تلميعها وإظهارها كقديسة، وهذا يتعلق بنظرة الغرب للحياة، والتي تختلف عن نظرتنا كعرب، باعتبارنا نتجاهل عيوبنا ونتستر عليها.

- ما هو الدور الذي مازالت تحلم منى واصف بأدائه؟

أنديرا غاندي؛ المرأة القوية، والسياسية المحنكة التي حكمت شبه القارة الهندية، وكانت قدوة لنساء عصرها، يغريني أداء دور تلك المرأة التي كتبت عنها الصحافة الأمريكية، وتحت عنوان عريض؛ "إذا كانت أندريرا غاندي رئيسة وزراء الهند، فهذا يعني أن المرأة في العالم تستطيع أن تفعل أي شيء." أحفظ هذا المانشيت تماماً، لأنه أحد العناوين التي حفزتني في الحياة حينما كنت أمر في لحظة ضعفٍ ما، أنا أتطلع لهذا للدور كممثلة. من المؤكد أن إحدى الجهات ستنجز عملاً عن سيرة حياتها ذات يوم، وربما سيختارون له الممثلة العالمية ميريل ستريب..؛ آمل حتى ذلك التاريخ أن يفكروا بمنى واصف لأداء هذا الدور، الذي يمثل بحق تراجيديا السلطة والموت.

-اعتزلت المسرح في مطلع التسعينيات بعد تقديم مسرحية حرم سعادة الوزير، هل تفكرين بالعودة ثانية؟

قدمت هذه المسرحية على مدى ثلاثة عروض، خلال ثمان سنوات ابتداءً من العام 1982، لكن آخر عرض واجهته الكثير من الصعوبات، كاعتذار عدد من الممثلين، وما شابه...، واعتقد لأنهم أحسوا بأن هذه المسرحية لمنى واصف وحدها، الأمر الذي دفعني لاعتزال المسرح بعد أن تبادلت معه الألق والشباب، وقررت التفرغ للسينما والتلفزيون. وهذا القرار الوحيد الذي لم أتراجع عنه في حياتي، ولكن يمكن أن أعود للمسرح في حالةٍ واحدة؛ إذا أعيد إنتاج عرض الأم شجاعة لبريشت.

- لماذا هذا العرض بالذات؟

لأنني أذكر تماماً الحفاوة التي قوبلت بها في ألمانيا الشرقية عام 1973، حينما كنت في دورة إطلاعية على مسرح بريشت، وقُدِّمتُ كأصغر ممثلة سنّاً لعبت هذا الدور، في ذورة تألق الممثلة الألمانية هيلينا فايغل، زوجة بريشت وبطلة مسرحه، ووقتها صفقوا لي دون أن يروني.. مازلت اذكر ذلك الاستقبال الحار، واعتقد أن ذلك الدور يناسب عصرنا الحالي الذي أوصلتنا فيه الحروب لأن نتاجر بكل شيء.

- ما رأيك بعودة دريد لحّام للمسرح؟

أعتقد أن هذا الخبر من أهم الأخبار التي تناقلها الوسط الفني مؤخراً، فأنا شاهدة على عصر الألق المسرحي الذي كان دريد أحد أهم روّاده.. هذا الفنان الكبير الذي لعب دوراً مفصلياً في حياتي، وأنا فخورة لأنني عشت في زمنه... زمن دريد لحّام، وأولئك الفنانين السوريين الرواد؛ عبد اللطيف فتحي، نهاد قلعي، رفيق سبيعي، وياسر العظمة...، الذي قدموا لسوريا والوطن العربي شيئاً عظيماً ينبغي أن نعترف به كفنانين أصيلين.

-لديك مكتبة مدهشة، لمن تقرأ منى واصف اليوم؟

لم أتوقف عن القراءة يوماً، وخلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة قرأت ثلاثة كتب في عشرين يوم تقريباً؛ اللغز المفقود لدان براون، والحريم السياسي لفاطمة المرنيسي، والمرافئ البعيدة لأمين معلوف... وما زلت أقرأ كتاب شيفرة دافنشي لـ بروان.

- ماذا عن العلاقة التي تربطك بأدب الروائي السوري حنّا مينة؟

أقول بكل فخر؛ أنا أحد نساء حنا مينة..، هذا الروائي الرائع الذي تغوص كتاباته في أعماق البحر، ومن يجيد الكتابة عن البحر، يتقن الغوص في أعماق المرأة والكتابة عنها؛ وكان لي شرف تمثيل عدة أفلام سينمائية مأخوذة عن رواياته؛ اليازرلي، آه يابحر، الشمس في يوم غائم، وبقايا صور، مع ثلاث مدارس مختلفة في الإخراج؛ قيس الزبيدي، ونبيل المالح، وزوجي المخرج الراحل محمد شاهين.

- "أنا وفيروز.. والزمن طويل".. هل يعني لك هذا العنوان شيئاً؟

نحن في طور التحضيرات لمسلسل إذاعي من إنتاج وفكرة  لورا أبو أسعد، وتأليف خطيب بدلة؛ وألعب فيه دور الراوي لأغاني السيدة فيروز، ومعاني تلك الأغاني التي ترتقي إلى مستوى الشعر المنزّه، وهذا المسلسل تحية لهذه السيدة العظيمة التي تحلق بفنّها فوق السحاب.

-عينت كسفيرة للنوايا الحسنة 2002، وكرّمت مؤخراً من قبل الأمين العام للأمم المتحدة... ماذا عن هذه التجربة؟

كانت تجربة جيدة جداً، حيث تم اختياري من قبل الـUNDP كسفيرة نوايا حسنة في سوريا، ضمن خطط البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لمكافحة الفقر، وزرت على مدى عامين كاملين كل المناطق السورية بحثاً عن مواطن الفقر في البلاد.، وأعتقد أن هذا الدور جزء من مسؤولية أي فنان، وليس بالضرورة أن يكون حاصلاً على منصبٍ ما للقيام بمهام إنسانية. أما عن تكريمي مؤخراً من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فكان على مستوى رائع جداً بالنسبة للحضور العربي والأجنبي المكثف، والحفاوة التي قوبلنا بها. وأشكر كل من حضر هذا التكريم وأعدّ له، وخاصة السفير السوري في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري.

- ما هي أكثر الأمور التي صدمت السيدة منى واصف في حياتها؟

وفاة أمي... وزوجي.. وأختي غادة، وغربة ابني عمّار الذي اختار الإقامة في الولايات المتحدة، وأجد نفسي عاجزة حتى الآن عن استيعاب أنني احتاج يومين من السفر للوصول إلى ابني الوحيد، لكنّه في النهاية هو اختار أن يكون هناك، وأنا اخترت أن أبقى هنا.. وقررت أن أتقبل قدر الأم التي تعاني من غربة أولادها، كما الكثير من الأمهات التي أديت أدوارهن كممثلة.

- وإلى من تحنين اليوم؟

غريب أمر هذا الحنين الذي يلاحقنا طيلة حياتنا.. أحنُّ لحصافة زوجي ورأيه الراجح حينما تواجهني مشكلة معقدة في الحياة، وإلى أختي حينما تعترضني إحدى المشكلات في الدوائر الرسمية؛ لأنها كانت خبيرة في ذلك، وأحن لأبني حينما أكون هنا، وإلى وطني وبيتي عندما أبتعد عنه.. لكنني لست من النوع الذي يتباكى على الماضي لأنني امرأة قوية، وناجحة، وينبغي أن أكون أقوى مع تقدم الزمن، لأن تحدي العمر هو أخطر شيء يمكن أن يواجهه الفنان، وأنا لا أخشى منه. فأنا أنظر لوجهي في المرآة كل صباح بكل ثقة وحب، ولا ترهبني التجاعيد، لأنني صادقة مع نفسي، وما زلت اعتبر نفسي ذلك الحصان الجامح الذي يصعب إيقافه.

 في ختام هذه المقابلة، هل من سر يمكن أن تخبري به قراء CNN بالعربية؟

أنا المرأة التي بلا أسرار.. أخذتم مني كل الأسرار، واعتقد أنكم أخذتم مني حديثاً مطولاً... هذا الحديث تحية مني لقراء CNN بالعربية.