/منوعات
 
الأربعاء، 28 نيسان/ابريل 2010، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

وأخيرا... "ذاكرة الجسد" تعرض على الشاشة الصغيرة

أعد التقرير: بارعة أحمر

الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي



بيروت، لبنان (CNN) --  يعلن الاثنين في بيروت عن انطلاق تصوير مسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة لرواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة الجزائرية- اللبنانية، أحلام مستغانمي، والذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل على شاشة تلفزيون أبوظبي.

وينتظر عشاق الرواية والدراما العربية هذا الحدث منذ سنوات، خصوصا أن صدورها منذ قرابة خمسة عشر عاما شكل حدثا أدبيا في العالم العربي، واعتبر ظاهرة في مجال الرواية العربية من حيث قيمتها الأدبية، وبناء عليه تمت ترجمتها إلى لغات عدة.

و"ذاكرة الجسد"، هي الأولى من ثلاثية أصدرت بعدها مستغانمي "فوضى الحواس"، وختمتها بـ "عابر سرير".

والثلاثية مترابطة ومتمردة تفضح النفاق في المجتمعات العربية، وتحاكي خيبات الأمة في استعادة لتقواها وتوقها للحب والحرية، في إطار أدبي يلامس الشعر.

وكانت أعلنت دار الآداب، الناشرة لأعمال الأديبة، في المعرض الأخير للكتاب بأبوظبي، أن مبيعات أعمالها تجاوزت المليوني ونصف المليون، وهو رقم قياسي في العالم العربي.

وارتبط الاهتمام بنقل هذه الرواية إلى الشاشة، بأهم الأسماء، مثل الراحل الكبير المخرج مصطفى العقاد، الذي كان عبر في مقابلة صحفية عن أمنيته بإخراج هذا العمل في فيلم سينمائي ضخم. وكذلك الراحل الكبير المخرج يوسف شاهين، الذي اشترى حقوق الرواية قبل سنوات، ثم أعادها للكاتبة بعد مرضه.

موقع CNN بالعربية التقت الروائية مستغانمي، ابنة الجزائر، و"ابنة بيروت بالتمني" بحسب تعبيرها، حيث تقيم في بيروت وتحمل الجنسية اللبنانية أيضا بزواجها من الباحث اللبناني جورج الراسي.

سألتها عن التأخير، فقالت: " العمل لم يتأخر بل أخذ وقته، فهو عمل تاريخي يلامس الذاكرة الجماعية في الجزائر على مدى نصف قرن، وليس عملا عاطفيا فحسب، لذا حرصت على عدم التساهل بتاريخ أرى أنني مؤتمنة عليه." 

وعن معنى هذه المغامرة بالنسبة لها ككاتبة تقدم للشاشة الصغيرة رواية تخيلها البعض،  وباتت حوارات شخصياتها مقولات يستعملها القراء في حياتهم ورسائل قصيرة يتبادلها العشاق، فقالت الكاتبة: "حتما ثمة مجازفة في تحويل أي نص أدبي إلى عمل مشهدي مصور. فكلما اتسعت شهرة الرواية، كلما زادت مسؤولية المخرج أمام ملايين القراء الذين أحبوها وتماهوا مع أبطالها، وهذا أمر مرعب لأي مخرج مهما كان كبيرا، لأنه لا يقدم حسابات للمؤلف، بل لكل مشاهد على حدة. ذلك أن المشاهد يحمل في مخيلته فيلما سينمائيا صوره وأخرجه بنفسه أثناء القراءة، لذا سيكون من الظلم الحكم على عمل تلفزيوني ونحن نستحضر الكتاب المقتبس منه."

وفي ردها عما يمكن أن يحصل لنصها الأدبي هذا بعدما يخرج من المتخيل إلى صور وأصوات وحركات ومشاهد محسوسة قد لا تعبر كما الأدب، أجابت: " أتمنى ألا أبدو غريبة أمام نصي، رغم أن الاحتمال قائم، إذ يكفي أن يدخل أي طرف آخر على أي نص كي يبدو كأنه خيانة. تماما كما يحصل حين يقدم المترجم مثلا على ترجمة الكلمات نفسها ولا يترجم إلا نفسه."

وأضافت: "بالنسبة لي كل من يعمل على هذا المشروع محكوم بالنجاح لفرط ما انتظر المشاهد هذا العمل.. والانجاز الأكبر هو أن الجزائر ستدخل من خلال هذا العمل إلى كل البيوت العربية في شهر رمضان الكريم."

ويلعب الأدوار الرئيسية في المسلسل كل من آمال بوشوشة، وهي صبية جزائرية تخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى، والممثل السوري جمال سليمان، المعروف بأهم الأدوار الدرامية العربية.

أما الإخراج فيوقعه المخرج الكبير نجدت أنزور في تجربته الثانية بنقل رواية شهيرة إلى الشاشة الصغيرة.

ورغم أن أنزور اعتبر أن تجربته من خلال رواية حنا مينا "نهاية رجل شجاع" كانت شكلت "نقلة نوعية في الدراما العربية"، إلا أنه لفت إلى أن للعمل التلفزيوني كيان مستقل عن الرواية، وقال في حديث عبر الهاتف مع CNN  العربية من دمشق: إن مقارنة مضمون المسلسل والمعنى والأفكار اعتبره خطأ كبير، إذ أنه من غير الممكن تجسيد الرواية على الشاشة كما هي."

وأضاف: " المضمون والأفكار تبقى موجودة ما بين السطور، إنما يتم نقلها بشكل مختلف تماما يحافظ على الإيقاع العام ويبعد الملل عن المشاهد."

وعن مدى هذا الاختلاف وما إذا كان هناك تغيير بالأحداث والشخصيات، قال أنزور: "يمكن أن يكون هناك اختلاف بسيط يتطلبه العمل التقني التلفزيوني،  وشخصيات جديدة أضيفت في السيناريو، وأخرى أخذت مدى أكبر وامتدادا أوسع."

هذا، ويتعاون حاليا المخرج أنزور مع كاتبة السيناريو ريم حنا "لتحقيق الإيقاع التلفزيوني الصحيح، وامتداد الشخصيات وتحركها، " على حد قوله.

advertisement

وفي كل الأحوال، فإن تمثيل هذه الرواية سيوجد، من خلال إعادة كتابة النص، مساحة من اللاتطابق، ستدخل في الفضاء ألمشهدي للقارئ يصعب الآن التعرف على كيفية استقباله لها.

يذكر أن العمل يحمل أيضا توقيع المؤلف الموسيقي اللبناني شربل روحانا، وصوت المطربة جاهدة وهبي، وسيتم تصوير المسلسل بين بيروت وباريس وتونس خلال الأشهر الأربعة المقبلة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.