الموتى يخبرون قصصهم في لوحات ميسون آل صالح

حاورها: يوسف رفايعة

إحدى لوحات الفنانة الإماراتية

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- بقدر ما تبعثه الهياكل العظمية من رهبة وخوف في نفوس كثيرين، إلا أن الفنانة التشكيلية الإماراتية ميسون آل صالح، استطاعت أن تحولها إلى شخصيات صنعت من الموت حكاية سريالية.

وبألوان الأكريليك التي يغلب عيله الأبيض والأسود، ترسم آل صالح شخصياتها، وتقول إنها تريد من الموتى أن يخبروا قصصهم لهؤلاء الذين من بعدهم، في مزيج من المرح الذي أضافته ليخفف وطأة رؤية الموت في لوحة.

ووفي مقابلة مع CNN بالعربية، تقول ميسون: "من الصعب أن يتقبل الناس موضوع الموت كعمل فني، لكنني حاولت المزج بين ما أريد أن أقوله، وبين تخفيف حدة الهياكل العظمية بإخراجها بشكل مرح."

وتضيف: "أردت للناس أن يتقبلوا أعمالي.. وقد حدث ذلك.. فكثيرون أعجبوا باللوحات التي عمدت من خلالها إلى خلط الواقع بالخيال.. وإضافة المزيد إليهما."

ورغم ذلك، إلا أن الموت لا يزال ظاهرا في أعمال ميسون.. فشخصياتها هياكل عظمية تفتقد اللون، وتفوح منها رائحة الموت، غير أنها تخبر قصة بين الحداثة والقدم، وبين الحياة والموت.

وتؤكد الفنانة التشكيلية الإماراتية أن لوحاتها "تعكس الحياة الحديثة والحياة التقليدية للإماراتيين، وتخبر تاريخ هؤلاء ونشأتهم،" وتجتذب المزيد من المتابعين والمعجبين.

لكن ما الذي دفع فنانة في مقتبل العمر إلى الاهتمام بالهياكل العظمية، ومواضيع الموت والحياة، لتحويلها إلى أعمال فنية؟ وعن ذلك تقول آل صالح: "ذات مرة كنت ذاهبة إلى المستشفى، وأجري لي صورة بالأشعة السينية."

وتتابع: "عندما وضع الطبيب الصورة على الشاشة، ورأيت العظام، راودتني الفكرة.. لقد ألهمتني الصورة ورأيت أنها فعلا تعكس جمالا من نوع آخر.. جمال داخلي وليس الجمال الذي نراه من الخارج."

وتقول الفنانة الإماراتية الشابة في موقع إلكتروني يعرض أعمالها، إنها تريد من الموتى الذين ترسمهم على قيد الحياة في لوحاتها، أن يخبروا قصصهم لهؤلاء من بعدهم، في مشاهد غنية باللون، دون إثارة الجدل.

وتبدو ميسون عازمة على مواصلة مشوارها، ليس فقط في تصوير الموتى والهياكل العظمية، بل في منحهم متسعا على القماش، ليحيوا مرة أخرى، ويخبروا قصصهم.