/الشرق الأوسط
 
السبت، 30 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 09:26 (GMT+0400)

إسرائيل تقدم ردها على "غولدستون" وباراك يتهمه بـ"الانحياز"

القاضي غولدستون يعرض تقريره أمام الأمم المتحدة

القاضي غولدستون يعرض تقريره أمام الأمم المتحدة

القدس (CNN)-- سلمّت إسرائيل ردها على تقرير "غولدستون" إلى الأمم المتحدة الجمعة، مع قرب الموعد النهائي الذي حددته المنظمة الدولية للرد على الاتهامات التي يتضمنها التقرير، بارتكاب القوات الإسرائيلية "جرائم حرب"، خلال عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية، على قطاع غزة الشتاء الماضي.

وفيما جددت الحكومة الإسرائيلية انتقاداتها للتقرير، الصادر عن لجنة تحقيق دولية برئاسة القاضي الجنوب أفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، فقد أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن "الأمين العام للمنظمة (بان كي مون) تسلم رسالة من الحكومة الإسرائيلية."

وخلال احتفال لغرس الأشجار جنوبي إسرائيل الجمعة، قال وزير الدفاع إيهود باراك، إن "البحث الذي أجرته الجهات الأمنية المختصة في تقرير غولدستون، يؤكد بشكل لا يقبل التأويل، أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو جيش جدي، ومسؤول وأخلاقي، يعمل في ظروف شبه مستحيلة."

ووصف باراك تقرير "غولدستون" بأنه "مشوه، ومتحيز، وغير متزن"، مشيراً إلى أن رد إسرائيل على هذا التقرير، يأتي "انطلاقاً من شعورها بضرورة أداء الواجب"، كما شدد على قوله إنه "يتعين على قادة وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، أي يدركوا بأن الدولة تقف إلى جانبهم في أي حال وفي جميع الظروف."

ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد أجرى مشاورات هاتفية مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في حكومته الجمعة، لوضع اللمسات النهائية على الرد الإسرائيلي على تقرير غولدستون، والذي يضم أكثر من 40 صفحة، قبل تقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية رفضها تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عملية "الرصاص المصبوب"، التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع في قطاع غزة، حيث ذكر الوزير يولي أدلشتاين، أنه ليست هناك حاجة لتشكيل مثل هذه اللجنة، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي كان قد قام بتقصي حقائق هذه العملية، ويجب الآن نقل النتائج إلى الأمم المتحدة.

كما رفض الوزير يوفال شتاينتس هو الآخر، فكرة تشكيل لجنة تحقيق، وقال إن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، هي التي يتوجب عليها النظر في هذا الموضوع.

إلا أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن دبلوماسيين إسرائيليين في عواصم مختلفة وخاصة في أوروبا، قولهم إن "هناك طلباً متزايداً من إسرائيل بإجراء تحقيق مستقل حول تداعيات عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة، يجب أن يكون منفصلاً عن التحقيقات التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي بخصوص تقرير غولدستون."

وقال الدبلوماسيون، في تقاريرهم، إن "المسؤولين الأوروبيين أشادوا بالرد الإسرائيلي للأمم المتحدة على تقرير غولدستون، ولكنهم أكدوا ضرورة إجراء تحقيق مستقل حول الموضوع، من قبل جهات لا تنتمي إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية."

وأشار المسؤولون الأوروبيون، بحسب تلك التقارير، إلى أن "إسرائيل ستظل عرضة للانتقادات الدولية، في حالة عدم إجراء تحقيق من هذا القبيل."

advertisement

كما قالت أوساط سياسية في القدس إن "هناك نية في تعيين هيئة مستقلة للنظر في الحالات الشاذة، المشار إليها في تقرير غولدستون"، وتوقعت أن يتم إصدار قرار في بداية الأسبوع المقبل بإقامة مثل هذه الهيئة، برئاسة قاض أو مسؤول كبير آخر.

وأكدت المصادر أنه لن يتم استدعاء جنود أو ضباط إلى مثل هذه الهيئة، التي ستحقق مع مسؤولين أمنيين وسياسيين كبار.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.