CNN CNN

برقية مسربة: تبرعات السعوديين تمول الإرهاب

الثلاثاء، 04 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 12:01 (GMT+0400)
نشر الموقع مئات الآلاف من البرقيات السرية، في خطوة نددت بها واشنطن
نشر الموقع مئات الآلاف من البرقيات السرية، في خطوة نددت بها واشنطن

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشفت برقية أمريكية أنه رغم تعاون الحكومة السعودية للحد من تمويل الجماعات الإرهابية إلا أن تبرعات السعوديين، مازالت تشكل مصدر تمويل محوري للحركات المتطرفة حول العالم، وأن المملكة مازلت تعتمد، بشكل كلي تقريباً، على وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي. أيه" في تقديم الدعم التحليلي وتوجيه عملياتها لمكافحة الإرهاب.

والبرقية هي واحدة من برقيات سرية، كشفها موقع "ويكيليكس" الإلكتروني، الأسبوع الماضي، تشير إلى أنه رغم مؤشرات التقدم في جهود وقف تدفق التمويل،على الجماعات الإرهابية في باكستان وأفغانستان، إلا أن تبرعات الأفراد والجمعيات الخيرية في دول الخليج وبالتأكيد لم تتوقف قطعاً.

وجاء في البرقية من السفير الأمريكي لدى الرياض، جيمس بي. سميث، تمهيداً لزيارة قام بها المندوب الأمريكي الخاص، ريتشارد هولبروك، للملكة في مطلع العام الحالي، أن الحكومة  السعودية:  تتعاون بشكل أكثر فعالية  من أي وقت سابق تجاوباً  لأي مخاوف أمريكية بشأن تمويل الإرهابيين، وتحقق وتعتقل الممولين المثيرين للقلق."

وأشارت أن وزارة الداخلية السعودية بدأت حملة اعتقالات لأفراد متورطين في تمويل جماعات كـ"عسكر طيبة" المتشددة الباكستانية، التي نفذت هجمات بومباي بالهند عام 2008، و طالبان و"حماس.

غير أن البرقية لفتت إلى أن التبرعات في السعودية، خصيصا في موسم الحج وشهر رمضان،  مازالت تشكل مصدراً لتمويل الجماعات السنية المتشددة حول العالم، وأن الحكومة لازالت تعتمد بشكل كلي تقريباً على وكالة المخابرات المركزية لتقديم الدعم التحليلي والتوجيه في عمليات لمكافحة الإرهاب

ويذكر أن الجهود التي قادتها وزارة الخزانة الأمريكية أدت لنضوب مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، وأسست عام 2008 مكتباً في العاصمة السعودية، الرياض.

وأشارت مصادر من الوزارة لـCNN، في وقت سابق من العام، أن دول الخليج الأخرى كانت أقل تعاوناً من السعوديين.

وجاء في برقية أخرى من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مؤرخة في ديسمبر/كانون الأول عام 2009،  نشرها الموقع الإلكتروني،: "إنه لتحد مستمر إقناع  المسؤوليين السعوديين لمعالجة تمويل الإرهاب الصادرة عن المملكة باعتبارها أولوية إستراتيجية "، مضيفة:  "تبرعات السعوديين تشكل مصدراً رئيسياً لتمويل الجماعات السنية الإرهابية حول العالم" تصل إلى عدة ملايين من الدولارات.

ولم تكن تبرعات السعوديين مصدر قلق وزيرة الخارجية الأمريكية فحسب، إذ ذكرت في برقيتها أن الكويت تتردد في اتخاذ تدابير" بحق من يمولون الحركات الإرهابية أو من يخططون لاعتداءات خارج أراضيها، وأن ضعف الرقابة التنظيمية في الإمارات العربية المتحدة (مركز مالي متنامي) "يجعلها عرضة لاستغلال  ممولي الإرهاب وشبكات التيسير."

ووصفت قطر بأنها "الأسوأ في المنطقة" على صعيد التعاون مع واشنطن للتصدي لتمويل الحركات المتطرفة.

والأسبوع الفائت، شن المسؤولون الأمريكيون هجوماً على موقع ويكيليكس في أعقاب قيامه بنشر آلاف الوثائق السرية، معتبرين أنه يتسبب بالكثير من "الضرر والأذى"، وأنه ربما يعرض حياة البعض للخطر، كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون.

وأدانت الوزيرة الأمريكية نشر الوثائق قائلة إن تسرب هذه الوثائق، التي جاءت على شكل برقيات سرية من مسؤولين أمريكيين في مختلف دول العالم إلى واشنطن وبالعكس، ونشرها بصورة غير قانونية "يضع حياة الناس في خطر."