/الشرق الأوسط
 
الاثنين، 09 آب/اغسطس 2010، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

تضارب حول سفينة "الأمل" الليبية.. إلى غزة أم العريش؟

السفينة خلال نقل المؤن إليها

السفينة خلال نقل المؤن إليها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تضاربت الأنباء خلال الساعات القليلة الماضية بشأن سفينة "الأمل" الليبية، التي أبحرت مساء السبت من أحد الموانئ اليونانية متجهةً إلى قطاع غزة، حيث ذكرت مصادر إسرائيلية لـCNN أنه تم إقناع قائد السفينة بتغيير وجهتها إلى ميناء آخر، بينما أكد متضامنون أن السفينة لن تغير اتجاهها، وستتوجه مباشرةً إلى القطاع الفلسطيني.

وأكد كل من النائب العربي في "الكنيست" الإسرائيلي، أحمد الطيبي، والنائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني، جمال الخضري، رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار"، أن السفينة، التي تحمل أكثر من ألفي طن من المساعدات الإنسانية، قدمتها "مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية"، ستبحر "باتجاه غزة لا إلى أي ميناء آخر."

وذكر "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على القطاع الذي يعيش سكانه تحت حصار إسرائيلي منذ ما يقرب من أربع سنوات، أن كلاً من الطيبي والخضري يتابعان رحلة سفينة "الأمل" منذ أسابيع، ونقلا عن منظمي رحلة السفينة "إصرارهم على الوصول إلى غزة، رغم كل المعوقات والتهديدات الصهيونية."

وقبل قليل من الإعلان عن إبحار السفينة، أشار الخضري إلى أن المتضامنين يؤكدون أن رحلتهم "إنسانية" بإيصال مساعدات إغاثة وأدوية، و"سياسية" بكسر الحصار والعزلة عن غزة، كما شدد على أن "الضغوط الصهيونية لن تفلح في تحويل وتغيير وجهة السفينة، وأن انتفاضة السفن مستمرة، حتى كسر الحصار بشكل كامل عن غزة."

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، تساحي موشيه، في تصريحات لـCNN، أنه "بعد المفاوضات مع كل من اليونان ومولدافيا، فإن كل المؤشرات السبت، تشير إلى أن السفينة ستبحر إلى ميناء آخر."

وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق، أن وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، تمكن بعد اتصالات أجراها مع نظرائه في اليونان ومولدافيا، إقناع قائد سفينة "الأمل"، بتعديل وجهتها ودخول ميناء "العريش" المصري، الواقع على ساحل البحر الأحمر بشمال سيناء.

وهاجم موشيه منظمي رحلة السفينة بقوله "إنهم لا يريدون مساعدة سكان غزة، وإنما يسعون فقط إلى مساعدة حماس"، وتابع في تصريحاته لـCNN: "لو كانوا فعلاً يريدون مساعدة الناس في غزة، يجب عليهم أن يقوموا بتسليم المساعدات إلى إسرائيل، وسوف تقوم إسرائيل بتوصيلها إلى سكان غزة."

وأطلقت إسرائيل حملة دبلوماسية في الأمم المتحدة منذ الجمعة، للطلب من المجتمع الدولي الضغط على طرابلس لوقف السفينة، خاصة وأن الأزمة المتعلقة باقتحام سفن "أسطول الحرية" ومقتل ناشطين على متنها ما تزال حاضرة في الأذهان.

ووجهت المندوبة الإسرائيلية في مجلس الأمن، غابريلا شاليف، رسالة إلى الأمين العام، بان كي مون، قالت فيها إن إسرائيل تطالب بالضغط على الحكومة الليبية "لإظهار حس المسؤولية، ومنع السفينة من الاقتراب من سواحل غزة"، مؤكدة في الوقت نفسه "حق إسرائيل باعتراض السفينة"، بحسب تعبيرها.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن السفينة، التي ترفع علم مولدافيا، ستحمل 12 من أفراد الطاقم، إلى جانب 15 ناشطاً، وعلى متنها أكثر من ألفي طن من المساعدات الإنسانية التي قدمتها "مؤسسة القذافي"، التي يرأسها سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما لم يصدر عن المؤسسة أي تعليق حول هذه التطورات.

وكانت المؤسسة الليبية قد أعلنت في بيان نشرته على موقعها الجمعة، أن السفينة التي تحمل اسم "الأمل" سوف تنطلق من ميناء "لافرو" اليوناني، الذي يبعد حوالي 60 كيلومتراً من شرقي العاصمة أثينا، متجهةً إلى القطاع الفلسطيني الذي يعيش في ظل حصار تفرضه عليه السلطات الإسرائيلية منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وفيما ذكرت المؤسسة أنها "تدرك تماماً أبعاد المأساة، وحجم التحدي الإنساني القائم، واحتمالات تدهوره"، فقد أعلنت عن إطلاق مبادرتها المتعلقة بتوفير مساكن جاهزة، "تلبي حاجات الأسر الفلسطينية، التي تعيش بدون مأوى يوفر الكرامة الإنسانية"، بحسب البيان.

وقال البيان: "إننا في مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، مؤمنون بأن جهود كسر الحصار، وقوافل وسفن المساعدات، لا يمكن أن تكون بديلاً عن رفع الحصار الظالم بشكل نهائي، وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية."

وتابع أن "عملاً من هذا النوع، والمنطلق من اعتبارات إنسانية خالصة، ليس إلا تعبيراً عن التضامن، وتعبيراً عن رفض الرأي العام العالمي لممارسات الاحتلال، وسياسات التجويع والحصار وتجاهل القانون الدولي، وكل القيم الأخلاقية الإنسانية وممارسة سياسات العدوان."

advertisement

وفي الشأن نفسه، أعلن الناطق باسم السفارة الليبية في أثينا، محمد حافظ أن السفينة "الأمل"، كان من المقرر أن تبحر من ميناء لافريو الجمعة، مشيراً إلى أن السفينة ستقل عدداً من الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة.

من جانبها، أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن رئيس أركان الجيش، الجنرال غابي أشكينازي، كان قد ذكر قبل أيام أن إسرائيل لديها معلومات بشأن قرب توجه السفينة الليبية إلى غزة، وشدد على أنه سيتم "التصدي لها بكل الطرق."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.