/العالم
 
الأربعاء، 25 آب/اغسطس 2010، آخر تحديث 21:01 (GMT+0400)

كمبوديا: حكم "مخفف" على قائد بالخمير الحمر ارتكب مجازر

حقبة الخمير الحمر شهدت مقتل أكثر من 1.7 مليون شخص

حقبة الخمير الحمر شهدت مقتل أكثر من 1.7 مليون شخص

بنوم بنة، كمبوديا (CNN) -- أصدرت محكمة كمبودية أول حكم في ملف الإبادة الجماعية التي نفذها نظام الخمير الحمر السابق، فقضت الاثنين بسجن كينغ جياغ أيف، 67 عاماً، والمعروف أيضاً باسم، دوخ، لمدو 35 سنة، بعد إدانته بتعذيب 14 ألف شخص كانوا معتقلين في معسكر S-21 الذي كان يديره، قبل قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية عرفت بـ"حقول الموت."

ولكن الحكم أثار غضب الناجين من المجازر وأبناء الضحايا، خاصة وأن دوخ لن يمكث خلف القضبان فعلياً أكثر من 19 عاماً، بعد أن حذفت المحكمة خمس سنوات من الحكم بسبب توقيف دوخ بشكل غير قانوني قبل قيام النظام القضائي الخاص بالإبادة الجماعية، إلى جانب احتساب 11 سنة قضاها في السجن قيد التوقيف ضمن القضية.

وشملت قائمة الاتهامات الموجهة إلى دوخ أيضاً ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وممارسة التعذيب.

وقالت تيري سونغ، رئيسة جمعية إنسانية للعناية بضحايا نظام الخمير الحمر: "لقد أصبح نظام الاقتصاص من مرتكبي جرائم الإبادة مجرد خدعة.. هذا الحكم فضيحة وهو إهانة للضحايا، كان يجب أن يصدر على المتهم حكم بالسجن لمدى الحياة بسبب الجرائم التي ارتكبها والمعاناة التي تركها خلفه."

وقال بو منغ، واحد من بين بضعة عشرات من الأشخاص نجوا من المعتقل الذي كان يضم الآلاف، إن الحكم أثار غضبه لدرجة أن العرق تصبب من جسمه في قاعة المحكمة المبردة.

وأضاف: "لقد تعرضت لتعذيب وحشي، ومع أن دوخ لم يضربني بنفسه إلا أنه أمر رجاله بضربي أمام عينيه، وهذا الحكم جاء بالنسبة لي كصفعة على وجهي أو ركلة على رأسي."

وقال القاضي الذي أصدر الحكم على دوخ إنه قد أخذ بعين الاعتبار "الندم" الذي أظهره القيادي السابق، وقبوله تحمّل مسؤولية أفعاله والتعاون مع المحكمة، علماً أن دوخ سبق له الإقرار بذنبه في القضية، لكنه ادعى أنه كان ينفذ الأوامر الصادرة من قيادة الخمير الحمر.

وكانت المحكمة الخاصة بالنظر في ما ارتكبه قادة الخمير الحمر قد بدأت عملها عام 2007، بعد عقد من المفاوضات حول الآلية القانونية الواجب إتباعها مع الحكومة الكمبودية، ويعتبر هذا الحكم أول نتائج المحكمة على المستوى القضائي، علماً أن هناك أربعة قادة من النظام السابق ينتظرون فضل القضاء بأمرهم.


وكان تنظيم الخمير الحمر اليساري المتطرف قد تأسس في العقد الخامس من القرن الماضي، وظل حزباً محدود الحجم حتى عام 1970، عندما أطاح انقلاب مدعوم من الغرب الأمير نورودوم سيهانوك، وجرّ البلاد إلى أتون الحرب الفيتنامية.

وتعزز وجود التنظيم نتيجة النقمة الشعبية في بعض القرى جراء القصف الأمريكي الذي طاولها، وقد دفع ذلك الأمير سيهانوك إلى التحالف مع التنظيم لاستعادة السلطة، وقد كان له ما أراد في العام 1975 بعد حرب طويلة.

وقد بدأ الخمير الحمر عهدهم بإجراءات تعسفية، شملت تفريغ العاصمة بنوم بنه من سكانها وترحيلهم نحو قرى نموذجية للعمل الجماعي، كما قاموا بفرض ستار حديدي حول كمبوديا، عازلين إياها عن العالم.

advertisement

وقام الثوار خلال الفترة الممتدة ما بين 1975 و1979 بقتل خصومهم من أنصار النظام القديم المدنيين والعسكريين، وشهدت أعوام حكمهم إبادة قرابة 1.7 مليون شخص، بما يعادل خُمس السكان، في حملات من القمع الجماعي لم توفر أعضاء بارزين في التنظيم، قبل يسقط النظام بعد تدخل عسكري فيتنامي عام 1979.

وقتل بول بوت قائد الخمير الحمر المعروف باسم "الأخ الأول،" في أحد المخابئ في الأدغال عام 1998، فيما توفي القائد العسكري للنظام السابق تا موك والذي عرف بكنية "الجزار" في مستشفى عسكري في البلاد عام 2006 عندما كان ينتظر محاكمته أمام المحكمة الحالية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.