CNN CNN

مشاهدات وحدة الشعب والجيش في الثورة

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 01:42 (GMT+0400)
علاقة وطيدة بين المصريين وجيشهم
علاقة وطيدة بين المصريين وجيشهم

القاهرة، مصر(CNN)-- منذ نزول الجيش المصري للشارع في 28 يناير/ كانون الثاني، إثر "هروب" جهاز الشرطة من شوارع مصر، بعد اشتداد أحداث مظاهرات الغضب التي انطلقت في القاهرة في 25 يناير/ كانون الثاني، هتف المتظاهرون " الجيش والشعب يد واحدة " في ميدان التحرير الشهير بالقاهرة.

وكل من خرج لمظاهرات الغضب التي عرفها البعض بـ " ثورة اللوتس"، رأى وتأكد من حقيقة هذا الهتاف الذي كان يدوي في شوارع القاهرة، وأمام القصر الجمهوري بمصر الجديدة، قبل ساعات من إعلان تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. فمنذ اليوم الأول لنزول الجيش لشوارع مصر، تولدت قناعة أثبتها تصرف القوات المسلحة بأنهم يقفون إلى جانب الشعب المصري، حاميين، وداعمين.

فيما يلي بعض المشاهدات التي سجلها عيون موقع CNN بالعربية طوال ايام الغضب، وثورة الشباب السلمية. 

المشهد الأول:

عقب نزول دبابات القوات المسلحة إلى ميدان التحرير، الذي كان نقطة انطلاق المظاهرات وبداية طريق إجبار مبارك على الرحيل والتنحي، كتب متظاهرون "يسقط مبارك" على دبابات الجيش المصري، ولم ينهر أحد من رجال القوات المسلحة المتظاهرين الذين كتبوا هذا الشعار، بل أن قادة الجيش الذين تواجدوا في ميدان التحرير تركوا الفرصة كاملة لمتظاهرين للصعود أعلى الدبابات لإلتقاط الصور عليها، في مشهد لا يتكرر كثيرا.

المشهد الثاني:

في اليوم الثاني لنزول الجيش للشارع، حمل متظاهرين أحد ضباط القوات المسلحة على أكتافهم وهتفوا للجيش المصري، الذي يعتبرونه الحصن والملاذ الأول والأخير للشعب، ولم يغضب رجال الجيش من هذا المشهد، النادر الحدوث، والذي ظهر في وسائل الإعلام المصرية باليوم التالي، إلى حد أن عدد من رجال القوات المسلحة المصرية شوهدوا وهم هتفون مع متظاهرين لصالح ثورة الشباب.

المشهد الثالث:

أكدت بيانات القوات المسلحة المصرية المتتالية، على عدم تعرض المتظاهرين للضرب من قبل قوات الجيش، بل وأكدوا على حمايتهم، إذ لم تطلق طلقة واحدة من أسلحة الجيش عليهم. وساهم الجيش في القبض على عدد من المساجين الهاربين من سجونهم بعد فتح عدد من السجون المصرية، كما ساهموا في القبض على أكثر من ستة الآف بلطجي ظهورا في شوارع القاهرة بمفردها، بحسب تأكيدات أحد ضباط القوات المسلحة. ولعب الجيش المصري دورا كبيرا في تأمين مداخل ميدان التحرير أمام المتظاهرين، ومنع المتسللين من مؤيدي الرئيس مبارك من دخول الميدان، بعد واقعة الأربعاء الدامي، الذي عرف باسم " معركة الجمل".

المشهد الرابع:

حينما أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة حظر التجول، تعامل الجيش بطريقة طيبة مع الجماهير، ولم يمنع أحد من التجول في الشوارع بشرط إبراز بطاقة الهوية.. كما ساهم الجيش بدور كبير في تأمين إشارات المرور، بعد تخلي جهاز الشرطة عن عمله في 28 يناير/ كانون الثاني.

المشهد الخامس:

كان مبنى التليفزيون المصري، أحد الأماكن الحيوية التي كان الجيش المصري حريصا على تأمينه، وتواجدت أعداد كبيرة من الدبابات ورجال القوات المسلحة أمام المبنى الحيوي. في نفس الوقت تكاثر المتظاهرين أمام المبنى، محاولين دخوله والسيطرة عليه.. ورغم ذلك تعامل الجيش بشكل طيب، وتحدثوا مع المتظاهرين مطالبينهم بعدم وضعهم في موقف حرج، فأحترموا رغبتهم، ولم تسجل تجاوزات.

المشهد السادس:

في الأسبوع الأخير لثورة الغضب، حاول الجيش تضيق ميدان التحرير على المتظاهرين، ودخلت دبابات بعض الشيء، إلا أن المتظاهرين رفضوا ذلك، وقفز بعضهم على جنازير الدبابات، وناموا فوقها لإرغامها على الوقوف، وعدم التحرك للأمام، وهو ما أثار إعجاب عدد من ضباط الجيش المتواجدين في المكان، فأمروا بوقوف الدبابات وعدم تحركها، وتركت كامل مساحة الميدان أمام المتظاهرين. 

المشهد السابع:

في الليلة السابقة على إعلان تنحي الرئيس مبارك، ذهب عدة ألاف من المتظاهرين إلى مقر رئاسة الجمهورية بقصر العروبة في مصر الجديدة، وخشي البعض من اشتباك الجيش مع المتظاهرين، إلا أن القوات المسلحة كانت على مستوى المسؤولية، وتعاملت بشكل طيب معهم. بل أنه عندما خفت حدة الهتافات طلب عدد من المتظاهرين الرحيل، فكلف رجال الجيش إحدى حافلاته لنقلهم إلى المكان الذي يريدونه.

المشهد الثامن:

عندما ذهب ألاف المتظاهرين إلى قصر العروبة قبل ساعات من إعلان تنحي مبارك عن السلطة  في "جمعة التحدي"، ووقفوا أمام السلك الشائك الذي ضربه الجيش أمام مدخل القصر الرئاسي وكذلك منزل الرئيس المتنحي، ومن خلفه وقفت ثلاث دبابات، قرر رجال الجيش توجيه فوهات تلك الدبابات للاتجاه العكسي، بحيث لا تكون في وجه المتظاهرين.. وهو ما فسره أحد ضباط الجيش المصري المتواجد في المكان، بأنه إشارة ضمنية بأن الجيش مع الشعب.

المشهد التاسع:

عندما أعلن نائب الرئيس عمر سليمان، بيان تنحي مبارك عن السلطة، هتف الشعب المصري لصالح الحرية، وسجد البعض على الأرض شاكرا الله، وهتف معهم عدد من رجال الجيش المصري، ووزعت القوات المسلحة الحلوى على المتظاهرين، في إشارة إلى الفرحة المشتركة بين الجيش والشعب.

المشهد العاشر:

بعد إعلان بيان التنحي خرج المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع للمتظاهرين أمام قصر العروبة ملوحا بيديه وحياهم على موقفهم، معلنا مساندة الجيش لمطالب الشعب، ليكتب الكلمة الأخيرة في مشهد الجيش والشعب يد واحدة.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.