CNN CNN

"فوق السادة".. السخرية من الواقع في الأردن عبر الفضاء الإلكتروني

تقرير: سامية عايش
الأحد، 11 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 15:42 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع ثورة الإنترنت التي بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان، وثورة وسائل الإعلام الاجتماعي، أصبحت الفرصة مواتية أمام شرائح كثيرة من الناس، ومن بينهم الشباب، للظهور والتعبير عن آرائهم وأفكارهم.

ومن هنا جاءت فكرة برنامج "فوق السادة" الأردني، وهو من تنفيذ وإنتاج مجموعة من الشباب، الذين رغبوا في طرح همومهم وقضاياهم بطريقة ساخرة.

وقد أطلق هؤلاء الشباب على نفسهم اسم "شباب الـ350"، نسبة إلى أول راتب شهري تقاضوه.

وحول بدايات "فوق السادة"، يقول ناصر جعرون، المشرف على العمل وصاحب الفكرة: "نحن شباب أردنيون نعمل حاليا، وبدأنا براتب 350 دينار، لذا فقد كان هذا الرقم هو الرابط المشترك الذي يجمعنا. بدأنا فكرة البرنامج من لب المشاكل التي تدور في المجتمع وعالجناها بطريقة شبابية ساخرة وكوميدية."

ولا يعمل ناصر ورفاقه في المجال الإعلامي، بل تتعدد خلفياتهم العملية، إذ يقول أحمد غانم، الممثل الرئيسي في العمل: "هناك أشخاص تفرغوا لفوق السادة وأشخاص غير متفرغين، فأنا ومحمد الزغول وأحمد مريان ويوسف جعرون نعمل في مجالات متعددة كتكنولوجيا المعلومات وغيرها."

غير أن عدم توافر الخلفية الإعلامية لدى هؤلاء الشباب زاد الأمور تعقيدا عند تنفيذ البرنامج.

يقول ناصر: "بعد أن واجهنا هذه الصعوبات، حاولنا العثور على حل مناسب، فاستعنا بأحد زملائنا وهو مولع بالتصوير الفوتوغرافي، فساعدنا في عمليات التصوير، كما قمنا بالبحث عبر الإنترنت عن معلومات حول التمثيل والإخراج والإضاءة.. والمتابع لحلقاتنا يمكنه ملاحظة الفرق بين الحلقة الأولى والأخيرة."

والعالم اليوم يزخر بالتجارب الإبداعية التي بدأت عبر صفحات الفيسبوك أو اليوتيوب، ومن ثم حققت شعبية كبيرة بين أوساط الحضور، فانتقلت إلى منصات إعلامية أخرى كالتلفزيون مثلا، فهل يمكن أن يتكرر ذلك مع "شباب الـ350"؟

يجيب ناصر بالقول: "لدينا تواصل مع عدد من التلفزيونات هنا في الأردن، فطموحنا أن نظهر على وسيلة إعلامية جديدة، مع الحفاظ على المحتوى الذي لدينا، فإذا لم يؤثر ظهورنا على التلفاز على مستوانا ومحتوانا فسنوافق على أي عرض يأتينا."

أحلام أحمد وناصر وزملائهما حول برنامجهم كثيرة وترتكز على أساس واحد هو الوصول إلى اكبر عدد من المشاهدين، إذ يقول أحمد: " أتوقع أولا أن نصل إلى عدد أكبر من الناس، كما أتمنى أن نتطور من جوانب عدة سواء في التمثيل أو الإخراج أو المونتاج، كما نتمنى أن يتمكن فريق فوق السادة من إنتاج أكثر من برنامج."

أما ناصر فيقول: "نحن نحاول أن نجعل من فوق السادة مجتمعا إبداعيا للشباب العربي، فنحن بدأنا بهذا البرنامج، ونتمنى أن تصبح لدينا برامج أخرى مستقبلا لمختلف الفئات العمرية."

وقد قام "شباب الـ350" حتى الآن بعرض سبع حلقات من برنامج "فوق السادة" تتعرض كل منها لقضية محددة.

ففي الحلقة السابعة ناقش الشباب قضية الجامعات، وأبرز المشكلات التي يعاني منها طلابها والمقبلون على الدخول إليها. أما الحلقة التي سبقتها فناقشت قضية شح المياه، وتأثيرها على المجتمع الأردني بشكل عام.