هيلاري سوانك بطلة الفيلم

الرباط، المغرب (CNN) -- تحفل هوليود بالصيادين المهرة الذين يطاردون جديد أخبار المحاكم والقضايا المنوعة القريبة إلى الشرائح الشعبية الواسعة، مما جعل السينما الأمريكية واجهة لتوثيق حالات إنسانية ومآس ومآزق فريدة من نوعها.

وإن جرت العادة أن يتمركز اهتمام صناع السينما بالأطراف الرئيسية لقضايا الرأي العام، إما جناة أو ضحايا، تطلعا إلى تحقيق التشويق المضمون، فإن عدسة الكاميرا في فيلم Conviction للمخرج توني غولدوين تسلط الضوء على البعد الأسري للقضايا الجنائية، حيث يصبح دعم العائلة للمتورطين في متاعب مع العدالة مصدر إلهام فني واجتماعي وأخلاقي.

هي إذن في البدء قصة حقيقية عرفتها ساحات إحدى محاكم ولاية ماساشوتيس الامريكية عام 1983 حين تمت إدانة كينيث ووترز بارتكاب جريمة قتل كاتارينا براو قبل ثلاث سنوات. يوميات قضائية تبدو عادية لولا أن تكشفت شيئا فشيئا حالة التفاف استثنائية من قبل شقيقة المتهم التي ظلت الشخص الوحيد المقتنع ببراءته، ربما أكثر من المعني بالأمر نفسه، وناضلت من أجل إثبات ذلك بإرادة وإصرار نادرين.

يتعلق الأمر ببيتي آن ووترز، الأم العازبة لطفلين، التي ترعرعت وأخيها كينيث في ظروف أسرية صعبة، في كنف أم مستهترة، غير أن هذه الأوضاع عززت في المقابل الأواصر بين الشقيقين وأهلتهما لمواجهة كل الصعاب، حتى وعقوبة السجن المؤبد تصدر عن قاض بدت له عناصر الجريمة مكتملة وواضحة.

بعد شعور بالصدمة والانهيار، تستعيد بيتي توازنها وتنخرط في معركة طويلة النفس لإثبات براءة أخيها، إلى حد أنها تعود إلى فصول الدراسة في الجامعة للحصول على شهادة في القانون تخولها ممارسة حق الدفاع عن المتهم، إضافة إلى عمل بنصف دوام لتوفير مصاريف رعاية الطفلين.

تلجأ بيتي إلى تقنية جديدة بدأ القانون لتوه يتكيف معها، هي اختبار الحمض النووي، كما توسع تحقيقها مع الشهود الذين ورطوا شقيقها. وبعد فصول مضنية، تخللتها انفراجات وإحباطات، تحصل على براءة لم يكن يحلم بها المتهم نفسه.

الفيلم الذي كتبته باميلا غراي ليس رائعة سينمائية. حكي عادي بمشاكل في الإيقاع، لكن نقطة القوة أداء البطلة هيلاري سوانك، إحدى النجمات ذوات القيمة الفنية الثابتة في هوليود، وصاحبة جائزتي أوسكار عن دورها في فيلمي Boys Don't Cry وMillion Dollar Baby.

وربما كان من حظ منتجي الفيلم أن تنسحب المرشحة الأولى للدور ناعومي واتس من المشروع لصالح هيلاري سوانك، الممثلة ذات الأوجه المتعددة، البارعة في تقمص الحالات الإنسانية العصية والاستثنائية.