CNN CNN

شيخ الأزهر يندد بدعوة الفاتيكان لحماية الأقباط

الثلاثاء، 01 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
الطيب خلال تعزيته لشنودة الأحد
الطيب خلال تعزيته لشنودة الأحد

(شاهد التقرير)

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلن شيخ الأزهر في مصر، أحمد الطيب، عن إطلاق مشروع لتخفيف التوتر بين المسلمين والأقباط، عبر لجنة ستنظر في القضايا المثيرة للجدل من الطرفين، وفي مؤتمر صحفي عقده الأحد، انتقد الطيب موقف الفاتيكان من الهجوم الدموي على كنيسة القديسين بالإسكندرية، معتبراً أنه "تدخل غير مقبول بشؤون مصر."

وقال الطيب إن اللجنة الحوارية ستحمل اسم "بيت العائلة المصرية" وتضم رجال دين مسلمين ومسيحيين ومن وصفهم بـ"العقلاء من الجانبين لتكون صوتا واحدا للأزهر والكنيسة وتركز على سماحة الإسلام والمسيحية وتعمل على إزالة أى أسباب مفتعلة للاحتقان والتوتر من الطرفين."

وقال الطيب إن اللجنة ستبدأ العمل خلال أسبوعين وستناقش "كل ما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين وأي أسباب للتوتر وتقترح الحلول المناسبة لها وترفعها إلى أولى الأمر للتعامل معها ووضع الحلول المناسبة لها، وستزيل أي أسباب للاحتقان والتوتر التي يتلقفها المتربصون بمصر لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة على المجتمع المصري."

وجدد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب استنكاره لحادث كنيسة الإسكندرية الجمعة، ودعا المصريين جميعا "للعمل ليل نهار لحفظ الوحدة الوطنية وأمن واستقرار الوطن وحماية المصريين جميعا وليقفوا جميعا صفا واحدا ويدا واحدة فى تعانق جديد للهلال والصليب من أجل مصر."
 
ووصف الطيب، الذي زار الأحد مقر الكنيسة القبطية لتعزية الأنبا شنودة، الهجوم بأنه "حادث مأساوي وغريب عن المجتمع المصري،" ولم يستبعد أن يكون تم الترتيب له من خارج مصر لتنفيذه على أرض مصر "المستهدفة لأمنها واستقرارها لجرها إلى حرب وقتال ديني كما يحدث في دول أخرى."
 
وانتقد شيخ الأزهر، وفقاً لما نقله عنه موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي دعوة بابا الفاتيكان، بنديكتس السادس عشر لحماية الأقباط في مصر، ووصفه بأنه "تدخل غير مقبول في شؤون مصر،" وأضاف: "لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل في العراق؟" ورفض ما وصفه بـ"التعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين جراء ما يحدث في العالم من أعمال قتل لهم."

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد ندد بتفجير كنسية "القديسين" بمدينة الإسكندرية بمصر، الذي أوقع 21 قتيلاً و79 جريحاً، في هجوم قالت الحكومة المصرية أن الأدلة تشير إلى أن انتحاري يقف خلفه.

وأبدى أوباما استعداد إدارته لتقديم كل ما يلزم من مساعدة للحكومة المصرية لمواجهة هذه الأعمال، مشيراً إلى أن مرتكبي الهجوم "لا يكنون أي احترام لأرواح البشر أو الكرامة الإنسانية"، مشدداً على ضرورة محاكمة المسئولين عن هذا التفجير "الوحشي والبشع."

وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت قرب كنيسة"القديسين" أثناء حضور قداس بعد منتصف ليل الجمعة، نجم عنه سقوط 21 قتيلاً و79 مصاباً، بينهم أربعة من عناصر الشرطة المكلفين بحماية الكنيسة، كما أدى لتضرر مسجد مجاور.

وشددت السلطات المصرية التدابير الأمنية حول أماكن العبادة في أعقاب التفجير، وقال محافظ الإسكندرية، عادل لبيب: "شددنا الحراسة على الكنائس"، عقب الهجوم الذي قالت الداخلية المصرية إن المؤشرات تدل على أنه هجوم انتحاري.

وقال الرئيس المصري، حسني مبارك السبت، إن "التفجير  يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية، تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب."

وأكد مبارك، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي، إن القاهرة قادرة على تحقيق الانتصار على الإرهابيين من جديد، وتعهد بـ"قطع رأس الأفعى."

وبدوره قال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطني الحاكم، إن الهجوم الذي استهدف كنيسة "القديسين" هو "عمل إرهابي منظم، جاء في وقت له حساسيته في مطلع عام جديد، وأنه جاء بمخطط من خارج مصر على وجه التحديد، لأنه كانت هناك شواهد وتهديدات في الماضي القريب"، وفق الموقع الإلكتروني للحزب. 

وكان مصدر أمني بوزارة الداخلية قد صرح في وقت سابق، بأنه خلال عمليات الفحص لواقعة الانفجار "تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام، بما يرجح أن العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين."

وأشار المصدر إلى أن فحوصات المعمل الجنائي أكدت أن العبوة الانفجارية التي تسببت في الحادث "محلية الصنع"، وتحتوى على صواميل ورولمان لإحداث أكبر عدد من الإصابات، وأن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين - كانتا موضع اشتباه - كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أى منهما مصدراً للانفجار.