CNN CNN

لبنان: فرار مجموعة متشددة وجدل حول متفجرة انطلياس

السبت، 10 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)
من موقع الانفجار الخميس
من موقع الانفجار الخميس

بيروت، لبنان (CNN) -- أعلنت السلطات اللبنانية فرار مجموعة من السجناء، ينتمون إلى تنظيم "فتح الإسلام" المتشدد، الذي خاض الجيش بمواجهته معركة ضارية عام 2007، كما تسارعت التعليقات على الأحداث الأمنية الأخيرة، وبينها الانفجار في ضاحية "انطلياس،" وسط تشكيك في الرواية الرسمية للحادث، بينما سارع حزب الله إلى نفي صلته بما جرى.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن خمسة سجناء فروا من سجن رومية وهم سوريان وموريتاني وكويتي ولبناني. وقد قامت قوات الأمن بإطلاق حملة تفتيش عنهم جواً وبراً، نظراً لوعورة المنطقة المحيطة بالسجن.

يشار إلى أن الحادث ليس الأول من نوعه، إذ وقعت عدة عمليات فرار في السابق من هذا السجن الواقع شمال شرقي بيروت، والذي يعتبر الأكبر في لبنان، ويعاني الازدحام الشديد وتقع فيه بين الحين والآخر حالات تمرد مختلفة الشدة.

أما تنظيم فتح الإسلام وهو الفصيل الأشهر بين الجماعات المتشددة المسلحة في لبنان، بسبب المواجهات الدامية التي بدأت منذ العشرين من مايو/أيار 2007 ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد قرب طرابلس، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 133 جندي وضابط لبناني، وتدمير أجزاء واسعة من المخيم، وتهجير 30 ألفاً من سكانه ومن أهالي القرى المجاورة.

وتحولت حركة "فتح الإسلام" إلى قضية محورية في ملف الأمن اللبناني الداخلي، حيث اعتبرت بعض الأطراف أن الحركة دليل على "تورط السوري في الشأن المحلي،" بينما رأى البعض الآخر أن نشاطها يشكل دليلاً على وجود تطرف سني في لبنان مرتبط بتنظيم "القاعدة."

وعلى صعيد الانفجار الذي وقع في منطقة انطلياس شرقي بيروت الخميس، فقد ظهرت معطيات أدت إلى تحوله مادة للجدل السياسي، فبعد الحديث عن "إشكال شخصي" انتهى بحصول انفجار لقنبلة يدوية، عادت بعض التقارير لتشير إلى أن القنبلة التي انفجرت كانت تحتوي على كرات معدنية، وهي معدة لتنفيذ هجوم.

كما غمزت بعض التقارير الإعلامية من قناة القتيلين اللذين سقطا جراء الانفجار، باعتبار أنهما من مناطق يغلق عليها نفوذ حزب الله.

وقد اضطر المكتب الإعلامي لوزير الداخلية، مروان شربل، إلى إعادة توضيح الرواية الرسمية للحادث الأحد، فقال إن الوزير "عندما تحدث عن خلافات شخصية وراء أسباب انفجار انطلياس استند إلى أن الضحيتين حضرا بسيارة أوراقها شرعية التقطتها كاميرات المراقبة وكانا يحملان هويتين صحيحتين وبطاقة ائتمان مصرفي باسم احدهما، إضافة إلى أن احد أصدقاء الضحيتين وهو تاجر سيارات أدلى بإفادة أكد فيها وجود خلافات شخصية ومادية."

وتابع بيان المكتب بالقول: "كما يستنتج من التشويه الذي أصاب الضحيتين أنهما كانا في وضع متقارب جدا لبعضهما البعض، غير أن الشظايا الناتجة عن كرات حديدية والتي وجدت على الأرض ترجح أن تكون القنبلة محضرة بشكل عبوة على أن يترك القرار النهائي للخبير العسكري الذي سيعطي تقريره بأسرع وقت ممكن."

من جانبه، أدلى عضو كتلة حزبالله البرلمانية، النائب حسن فضل الله بصريح انتقد فيه الإشارة إلى علاقة لحزبه بالانفجار قائلاً إن "مسارعة فريق سياسي ببعض مسؤوليه ووسائل إعلامه إلى استغلال خلاف بين مواطنين، يكشف أن خروجه من السلطة أخرجه عن كل المعايير التي تحكم العمل السياسي السليم."

وأعاد فضل الله التأكيد على رواية "الخلاف المالي" بين القتيلين، ودور ذلك في حصول الانفجار، وقال إن وجهات النظر الأخرى حول ما جرى تأتي "بهدف التصويب على الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى، والتشويش على عمل القضاء، بكل ما لذلك من انعكاس على الاقتصاد الوطني."

 

غير أن موقف فضل الله لم يقنع المعارضة، التي أدلى نوابها بمواقف مغايرة، جاء بعضها على لسان النائب إيلي ماروني الذي قال إن ما جرى "رسالة أمنية متوقعة،" معتبراً أن هناك مؤشرات تدل على "عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات، خصوصا وإن الانقسام على أشده ورفض المحكمة (الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري) واضح جدا."

وقال ماروني إن رواية وزارة الداخلية "لا تقنع الكبار ولا حتى الصغار،" لافتا إلى أن الانفجار مع تطور بارز على صعيد ملفات المحكمة الدولية، التي كشفت عن عزمها ربط اغتيال الحريري (الذي صدرت أربع مذكرات توقيف لمشتبهين باغتياله اتضحت صلتهم بحزب الله) بقضايا أخرى، بينها محاولات اغتيال لنواب وشخصيات سياسية وإعلامية.

أما النائب المعارض نبيل دوفريج، فقد قال من جهته إن قناة المنار التابعة لحزب الله بدأت الحديث عن قضية الخلاف الشخصي ببين القتيلين بمتفجرة انطلياس قبل أن تتبنى الدولة هذه الرواية، مستغرباً حصول ذلك.

يشار إلى أن القوى الأمنية اللبنانية عثرت الأحد على 4 قنابل يدوية غير معدة للتفجير، ملقاة عند حافة مجرى نهر بيروت -  بمنطقة "جسر الواطي،" وجرى التعامل معها من قبل الخبراء.