CNN CNN

السفير الإسرائيلي يعود لعمان بعد مخاوف أمنية

الأحد، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 00:00 (GMT+0400)
 

عمان، الأردن (CNN) -- قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية، الجمعة، إن السفير الإسرائيلي في الأردن عاد الى عمان بعد أن دفعت المخاوف الأمنية الوزارة إلى إرسال موظفي السفارة إلى منازلهم.

وكانت قوات الأمن العام الأردنية أجهضت الخميس، محاولة مئات المحتجين الأردنيين، من الوصول إلى مقر السفارة الإسرائيلية واقتحامها في العاصمة عمان، بعد نحو ثلاث ساعات من الاحتجاج المتواصل وحدوث احتكاكات طفيفة بين الطرفين.

وندد المئات من قوى سياسية يسارية وإسلامية ومستقلة، بالوجود الإسرائيلي في عمان، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق السفارة الإسرائيلية على غرار الخطوة المصرية التي شهدتها القاهرة الأسبوع الماضي.

وفيما حرق المعتصمون العلم الإسرائيلي مرارا، تفاوتت توجهات المعتصمين بين داع لاقتحام السفارة، وداع لاعتبار الاعتصام تمجيدا للتجربة المصرية وليس محاكاة لها، سعيا إلى حشد مزيد من التأييد الشعبي لمطالبة إغلاق السفارة.

وشهدت المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية حالة من الاستنفار الأمني قبل ساعات من موعد الاعتصام، لحقها تطويق المنطقة بما يزيد على 1000 من عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب (الدرك)، بحسب مصادر أمنية.

وكان طاقم السفارة الإسرائيلية قد غادر البلاد بناء على طلب رسمي من السلطات الإسرائيلية عشية الإعلان عن الاعتصام الأربعاء، وقبل يوم من بدء عطلة نهاية الأسبوع الرسمية.

إلى ذلك، وقعت مناوشات طفيفة بين قوات الأمن والمعتصمين خلال محاولتهم تجاوز ساحة الاعتصام قرب المسجد، للزحف نحو السفارة التي تبعد أقل من كيلومتر.

وندد المئات من القوى الشبابية والحزبية وقوى المعارضة، بالوجود الإسرائيلي والأمريكي على الأراضي الأردنية، والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق السفارة الإسرائيلية وإسقاط اتفاقية وادي عربة.

ورفض الناشط في الحراك الشعبي عبد الله المحادين، اعتبار الاعتصام محاكاة للتجربة المصرية أو تقليدا لها، مشيرا إلى أن ذلك يستدعي خروج آلاف الأردنيين لتحقيق ذلك.

وأضاف محادين لـCNN بالعربية بالقول: "خرجنا لنعبر عن فخرنا بالتجربة المصرية، لكننا هنا ما زلنا نحتاج الى كثير من الوقت لنخطو بخطوات مشابهة لأن القضية قضية حشد شعبي تراكمي لذلك."

وأرجع محادين تواضع أعداد المشاركين مقارنة بحجم الدعوات التي سبقت الاعتصام، إلى دعوات وصفها "بالمشبوهة" من قوى سياسية غير معروفة، لاقتحام السفارة واللجوء إلى العنف في ظل مغادرة السفير البلاد.

واتفق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية كاظم عايش مع سابقه، برفض القيام بتحرك ضد السفارة الإسرائيلية "باستخدام العنف"، موضحا بالقول: "في الوقت الذي تجمع فيه القوى الأردنية كافة على مطلب إغلاق السفارة الإسرائيلية، إلا أن اللجوء إلى اقتحام السفارة يحتاج إلى دراسة وتأني تجنبا لحدوث صراع أو وقوع شهداء."

وذهب عايش بالتأكيد على ضرورة استمرار الضغط الشعبي حتى تتولد قناعة لدى النظام الأردني باتخاذ خطوات جادة حيال العلاقة مع إسرائيل  ومشددا على ضرورة رفض دعوات اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين.

وجاء الاعتصام بعيد أيام من إطلاق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تصريحات الاثنين الماضي،  بأن بلاده لن تكون وطنا بديلا لأحد، وأنه لم يتعرض لضغط من أي مسؤول أميركي أو غيره لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن

وسبق الاعتصام اعتصام مشابه في العشرين من أغسطس الماضي، اقترب فيه ناشطون من مقر السفارة الإسرائيلية دون إمكانية اقتحامها.