CNN CNN

"شخابيط ثورية".. الوعي بسلمية ثورة سوريا بديلاً للسلاح

تقرير: سامية عايش
الأحد، 11 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 15:45 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بورقة وقلم وكلمات مبسطة، برزت شخابيط ثورية كواحدة من أبرز وسائل التعبير عن واقع الثورة السورية، بحيث جعلت من مفاهيم كالثورة السلمية وإسقاط النظام أكثر سهولة للفهم على المواطنين العاديين، فهي بكل بساطة، فيديو قصير يتحدث بالتحديد عن سلمية الثورة، والنمط فيها هو الرسم على اللوح الأبيض.

صاحب الفكرة، الذي أطلقنا عليه اسم شخبوط بناء على رغبته، بدأ شخابيطه الثورية بجرة قلم تماشيا مع الحراك السلمي والتجمعات الشبابية المتطلعة للديمقراطية، كما أخبرنا أحد شباب أيام الحرية، وهي مجموعة على الفيسبوك تعنى بنشر قيم سلمية الثورة ومفاهيمها بين أواسط المتظاهرين على الأرض.

وفي لقاء خاص مع CNN بالعربية، يقول أحد شباب الحرية: "شخابيط ثورية هي جزء من مشروع اسمه أيام الحرية، فمنذ بداية الثورة السورية، كانت هناك مجموعات شبابية صغيرة تعمل على الكثير من المشاريع ذات الطابع البسيط، مثل نشر المنشورات أو إطلاق دعوات على الفيسبوك لمقاطعة النظام أو العصيان المدني، واستمر المشروع لأشهر عدة طور فيها الشباب من عملهم وتحسن أداؤهم، واجتمعوا تحت مظلة واحدة أطلقوا عليها اسم أيام الحرية."

وحول الأسباب التي دفعت "شخابيط ثورية" للتركيز على سلمية الثورية، يقول ضيفنا: "الفكرة الأساسية من الشخابيط كانت التعريف بسلمية الثورة وتوعيتهم بأهميتها سواء كان ذلك للناس في داخل سوريا أو خارجها. فنص الشخابيط حاول أن يوضح أن الحل المسلح لن يسقط النظام، بل سيقويه، وأنه لن يعجل من سقوطه، بل سيؤجله، وأنه لن يقلل عدد الضحايا بل سيزيده."

وأضاف بالقول: "هناك دعوات حالية إلى الدفاع عن النفس وحمل السلاح خلال المظاهرات، وهو أمر نتفهمه، ولكننا نشعر أن مثل هذه الدعوات ستضر بأصحابها أولا، وستضر بسلمية الثورة السورية، خصوصا وأن هذا الخيار أثبت فشله بكل المقاييس."

ويؤكد ضيفنا أن هناك أهدافا عدة لإنتاج مثل هذه المشاريع ومشاريع أخرى تحت مظلة "أيام الحرية"، إذ يقول: "بعد أن كان الشباب السوريون كل في مدينة أو بلد، أصبحوا اليوم مجموعة واحدة يفكرون بأفكار واحدة تخدم قضيتهم، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تكوين بذرة مجتمع مدني، سيؤدي بنا إلى خلق الديمقراطية، التي لن يخلقها حمل السلاح."

وكان لوسائل الاتصال الاجتماعي دورها المهم كذلك في توجيه الأنظار إلى الشخابيط، إذ قال ضيفنا: ""بالنسبة للناشطين عموما، الأداة الوحيدة التي تمكنا من استخدامها هي وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل من اسم ثورتنا "ثورة اليوتيوب"، أكثر من كونها ثورة فيسبوك أو تويتر أو غيرها، فمن خلال اليوتيوب تمكنا من نشر الآلاف من الفيديوهات المصورة، ومن بينها شخابيط ثورية التي حظيت بانتشار واسع، كما أن النشر بهذه الطريقة يجعل من الصعب على النظام في سوريا أن يكذّب ما يحدث على أرض الواقع."

وحول تجاوب الناس معها، قال ضيفنا، الذي كان حلقة الوصل بيننا وبين شخبوط: "كان التجاوب مع الشخابيط ممتاز، فهي تعبر نوعا ما عن إبداع، كما أن طريقة العرض مبدعة جدا، وفاجأت المشاهدين، ممن رأوا فيها مستوى متقدما من الرسوم المتحركة. طريقة العرض كانت بسيطة، وهو ما جعل الاستجابة لها سريعة، رغم أن فكرة سلمية الثورة لا زالت بحاجة إلى المزيد من الاستكشاف والدراسة."

يذكر أن "أيام الحرية" هو تجمع لإسقاط النظام السوري تقوده حركات الكفاح السلمي و المقاومة المدنية اللاعنفية في سوريا، ويشارك في هذا التجمع عدد من المجموعات منها: الأسبوع السوري، ونفوس كرام، والحراك السلمي السوري، وحركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سوريا، والحراك السلمي في دمشق من أجل دولة مدنية، والمندسة السورية، وأمان وتوازن، وأحرار، والعصيان المدني، وثوار الشام.

بساطة التصميم وإبداع الأفكار، حولت شخابيط ثورية من مجرد رسومات على ورق إلى سلوك قد يدفع إلى التغيير وتحقيق أهداف الثورة في المستقبل القريب.