CNN CNN

الأردن: اعتصام وحملة مقاطعة لدعوة عشاء للسفير السوري

تقرير: هديل غبون
الجمعة، 24 حزيران/يونيو 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
 
الأردنيون يشاركون في احتجاجات مختلفة.. بعضها محلي.ز وأخرى تضامنية مع الفلسطينيين والسوريين وغيرهم
الأردنيون يشاركون في احتجاجات مختلفة.. بعضها محلي.ز وأخرى تضامنية مع الفلسطينيين والسوريين وغيرهم

عمان، الأردن (CNN) -- بدأت القوى الشعبية والسياسية الأردنية تتخذ منحى مغايرا حيال الأحداث الجارية في سوريا، لجهة رفع سقف النقد الموجه للنظام السوري والمطالبة بالإصلاحات السياسية العاجلة مع تسجيل بعض المواقف المنددة بما يرتكبه النظام من عمليات قتل وتنكيل بالشعب السوري بحسب سياسيين.

وشهدت العاصمة عمان مساء الاربعاء حملة ضد دعوة السفير السوري في عمان بهجت سليمان، قادها مجموعة من الكتاب الأردنيين والمثقفين على خلفية توجيه السفير دعوة لحضور عشاء احتفاء بعيد استقلال الأردن الذي يصادف الخامس والعشرين من شهر مايو/أيار، رافقها اعتصام المئات من الجالية السورية أمام أحد الفنادق الكبرى تزامنا مع موعد العشاء.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد أبو رمان، الذي دعا إلى مقاطعة دعوة العشاء، إن المبادرة جاءت لإيصال رسالة رمزية إلى النظام السوري احتجاجا على ما يرتكبه النظام السوري من انتهاكات وقمع للثورة السورية.

واعتبر أبو رمان في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الرسالة الرمزية تعكس حالة المزاج الشعبي الأردني حيال ما يجري في سوريا، فيما يشهد الموقف الرسمي الأردني وحتى على مستوى قوى المعارضة "التباسا" لجهة المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية من دون "اتخاذ موقف إدانة" واضح لسلوك النظام السوري.

واعتصم المئات بالقرب من مقر إقامة مأدبة العشاء، منددين بما وصفوه بـ"مجازر النظام السوري"، كما نصب المعتصمون مائدة عشاء رمزية تعلوها أواني طعام تحوي نماذج لأرجل وأيادي بلاستيكية، في إيحاء إلى "اختلاط العشاء بدماء الشهداء " بحسب أحد المعتصمين.

ورفعوا لافتات تطالب برحيل النظام قائلة: "الحوار يبدأ بعد رحيل النظام."

وأرجع أبو رمان وضوح الموقف الشعبي الأردني المندد تجاه ما يجري في سوريا، مقابل "التباس" الموقف الرسمي الأردني وقوى المعارضة إلى العلاقة التاريخية الأردنية السورية واعتبار سوريا من دول الممانعة في المنطقة.

ورفع المعتصمون الأعلام السورية، وصورا لقتلى من النساء والشباب السوريين خلال الأيام الماضية في سوريا.

وقاطع العشرات من الكتاب والصحفيين العشاء، فيما حضرها عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب.

وقال البيان، الذي أصدره ما يزيد على ثلاثين من المثقفين والصحفيين والكتاب، إنه "في ظل الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام السوري بحق مواطنيه المطالبين بالحرية وفي ظل إصرار النظام على اعتماد آلة القتل كلغة وحيدة للرد على مطالب الكرامة والعدل، فإننا كصحافيين وكتاب أردنيين نهيب بزملائنا رفض الدعوة التي وجهها سفير النظام السوري في عمان."

وقال الناشط السوري اسماعيل أحمد خلال الاعتصام، في تصريحات لـCNN بالعربية "الدعوة جاءت من خلال موقع شباب الثورة السورية في الأردن عبر موقع فيسبوك دعماً للكاتب أبو رمان الذي تلقى دعوة للعشاء وأطلق مباشرة حملة لمقاطعة العشاء."

واضاف أحمد، إن تنفيذ الاعتصام جاء كموقف مؤازرة لمجموعة الكتاب والمثقفين السوريين الذين دعوا إلى مقاطعة العشاء، قائلا: "أردنا أن نوصل رسالة بأن كل من يحضر العشاء يعتبر متواطئا مع النظام السوري فيما يرتكبه من قتل وجرائم بحق شباب الثورة السورية."

ودعا أحمد في الوقت ذاته السفير السوري إلى تقديم استقالته أسوة بسفراء عرب سابقين شهدت بلدانهم ثورات شعبية والاصطفاف إلى الشعب، من بينهم السفير الليبي، فيما حييا أحمد ومن معه من قاطعوا العشاء.

وشهدت السفارة السورية في عمان جملة من الاعتصامات الاحتجاجية منذ بداية الثورة السورية، نفذ غالبيتها قوى شعبية وأفراد من الجالية السورية فيما لم تنفذ أحزاب المعارضة والنقابات المهنية الأردنية أي اعتصام ووقفة احتجاجية واقتصرت مواقفهم على إصدار البيانات، فيما نفذ حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من منظمات حقوق الإنسان اعتصاما احتجاجيا واحدا خلال الأسبوع الماضي.

وانتقدت أحزاب المعارضة الأردنية استخدام القوة والعنف ضد الثوار السوريين السلميين، وطالبت النظام السوري بإجراء إصلاحات عاجلة لمنع التدخلات الأجنبية في البلاد، فيما اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها، أن أي نظام يلجأ إلى قتل شعبيه "يفقد شرعيته."