CNN CNN

باريس تحذر دمشق من المحاسبة وأوباما يعتبر الوضع "مروعا"

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 01:40 (GMT+0400)
تصدت الحكومة السورية بحملة قمع لانتفاضة شعبية مناهضة لها
تصدت الحكومة السورية بحملة قمع لانتفاضة شعبية مناهضة لها

لندن، إنجلترا  (CNN) -- تفاوتت التقديرات حول حصيلة الخسائر البشرية للعملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري منذ الفجر في عدة مدن، أبرزها حماة وسط البلاد، فقدرت بعض الجهات أعداد القتلى بين 50 ومائة قتيل في المدينة وحدها، بينما قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الوضع "مروع" ويظهر "الطبيعة الحقيقة للنظام السوري."

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 71 قتيلاً سقطوا في سوريا حتى مساء الأحد، بينهم 50 قتيلاً على الأقل في حماة وحدها، بينما ذكرت منظمات أخرى أن العدد قد يصل إلى مائة قتيل، غير أن CNN لم تتمكن من تأكيد هذه الحصيلة بشكل مستقل.

من جهته، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن يشعر "بالصدمة" جراء ما يجري في سوريا، متعهداً بأن واشنطن "ستزيد الضغط" على دمشق وتقوم بـ"عزل الأسد وحكومته والوقوف إلى جانب الشعب السوري،" مضيفاً أن التقارير التي تأتي من حماة "مروعة وتظهر الطبيعة الحقيقة للنظام."

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسية، آلان جوبيه، إن بلاده "تستنكر بأشد طريقة ممكنة استمرار القمع من قبل السلطات السورية،" معرباً عن القلق الشديد حيال الوضع في مدن حماة ودير الزور والبوكمال "حيث سقط أكثر من مائة ضحية."

وقال جوبيه إن الجهات السياسية والعسكرية والأمنية في سوريا يجب أن تدرك "وأكثر من أي وقت مضى، أنها ستحاسب على أفعالها،" مضيفاً إن العنف المستمر ضد السكان "غير مقبول، خاصة مع حلول شهر رمضان."

كما ندد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بالحملة العسكرية التي ينفذها الجيش السوري لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، في مدينة حماة.

وانتقد هيغ اقتحام قوات الجيش السوري المدعوم بالدبابات لحماة، مضيفاً، : "الهجوم على ما يبدو جزءا من جهود منسقة في عدد من البلدات في سوريا لردع الشعب السوري من الاحتجاج قبيل شهر رمضان، والهجمات مثيرة للصدمة كونها عشية الشهر المبارك."

وتابع في بيان "الرئيس بشار (الأسد) مخطئ إن كان يعتقد بأن القمع والقوة العسكرية سينهيان الأزمة في بلاده."

ودعا وزير الخارجية البريطانية الحكومة السورية لإنهاء هذه الاعتداءات، التي وصفها بأنها غير مبررة، فوراً.

وفي الجانب العربي، صدر بيان لافت من رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعدالدين الحريري، استنكر فيه ما وصفها بـ"المذبحة التي تتعرض لها مدينة حماة السورية وسائر أعمال القتل الدموية التي تشهدها حمص وأدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك."

واعتبر الحريري أن "الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديدا في مدينة حماة التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق."

وختم الحريري بيانه بالقول: "إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها بأسرع وقت ممكن".

وفي الأثناء، ذكرت "لجان التنسيق المحلية السورية" أن حشودا من السكان خرجوا إلى شوارع "حماة" في محاولة لسد الطرقات أمام دبابات الجيش، التي اقتحمت المدينة، فجر الأحد، مما أدى لإصابة أكثر من مائة بجراح.

قال عمر الحبال، عضو بـ"لجان التنسيق المحلية السورية"، إن الدبابات التي اقتحمت "حماة" قوبلت بمقاومة شرسة من قبل السكان، مضيفاً: "المدينة برمتها قررت المقاومة بالحجارة، وليس السلاح.. الجيش إما أن ينضم إلى الاحتجاجات أو يغادرها."

ودوت أصوات إطلاق النار لساعات في أرجاء المدينة، وارتفعت في بعض نواحيها سحب دخان أسود كثيف، قال السكان إنه ناجم عن القصف.

وأضاف  الحبال: "مكبرات المساجد تبث التكبيرات منذ الصباح.. وجميع من في الشارع يرددون شعارات" الشعب والجيش يد واحدة"

ونقل شهود أن سكان المنطقة دخلوا في حوار مع القوات الحكومية، وقف على إثرها المحتجون فوق الدبابات وهم يهللون "سوريا توحدت."

ويذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل عن هذه التقارير.

ومن جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن جنديين لقيا مصرعهما  برصاص "مجموعات مسلحة"  في حماة قامت بإحراق مراكز  الشرطة والاعتداء على الممتلكات وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة.

وأوردت الوكالة الرسمية  أن "مجموعات مسلحة"  تتمركز حاليا على أسطح الأبنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل أسلحة رشاشة وقاذفات "ار بي جي" وتقوم بإطلاق النيران المكثفة لترويع الأهالي.

وقال عدد من سكان مدينة دير الزور إن الضحايا قضوا نحبهم عندما ألقت قوات الأمن السورية بقنابل يدوية على المساكن وفتحت نيران أسلحتها على المحتجين.

وذكرا بأن الدبابات قصفت مآذن مسجدين بالمدينة، وقال أحدهما: "لا يمكننا التحرك في المنطقة فكل الضواحي محاصرة.. لا يريدون وضع نهاية لذلك حتى النيل منا جميعاً."

ومن جانبها، قالت الحكومة السورية إن "مجموعات مسلحة" في دير الزور قامت بقطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين، وهاجمت قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الأسلحة والذخائر.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، سانا، تصدت القوات الحكومية لهذه "المجموعات المسلحة" وجرى تبادل لإطلاق النار، وتواصل قوات الأمن ملاحقة هذه العناصر، وتتعامل مع الوضع هناك بالطرق المناسبة.

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الفائت احتجاجات شعبية للمطالبة بالديمقراطية تصدى لها نظام سوريا بحملة قمع دموية تغيرت على إثرها مطالب المحتجين إلى المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس، بشار الأسد، بعد 11 عاماً في السلطة.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.