ويسترن كيب، جنوب أفريقيا(CNN)-- لا يمكن للمرء إلا أن يدهش بروعة وجمال مدينة ويسترن كيب في جنوب أفريقيا، والذي يجعلها مناسبة لصناعة النبيذ.

وتتمتع المدينة بطبيعة ساحرة حيث السلاسل الجبليّة الشاهقة والتلال المعروفة بتربتها الخصبة، كما تهب عليها الرياح محمّلة بمواد معدنيّة تضفي لمسة على المنظر العام للمدينة.

ولذلك تميّزت حقول العنب فيها بطعم فريد من نوعه، وفي ذات الوقت يجب على من يرغب بصناعة نبيذ جيد أن يكون ذكيا ومحترفا.

وهناك اعتبارات عدة يجب أن تؤخذ في الحسبان عندما يتّخذ القرار لصناعة النبيذ، أهمها شكل صفوف العنب داخل الحقل وتعرّض كل عنقود عنب لأشعة الشمس المباشرة.

ولا بد من تحديد نوع النبيذ الذي سيتم صناعته بناء على أصناف العنب المتنوعة والمختلفة، إضافة إلى الوقت الذي يمكن أن يبقى العنب صالحا داخل براميل قبل تعبئته في زجاجات ومن ثمّ إرسال إلى الأسواق المحليّة. وتعتبر هذه العملية معقدّة وصعبة إلى حدّ ما حتى لدى مقارنتها بتعلّم رقصة الجاز.

يعّد راندولف كريستيانس أول شخص إفريقي يقوم بصناعة النبيذ في مدينة رستنبيرغ جنوبي أفريقيا. وعمل لعقود طويلة في حقول العنب بجدّ وتعب كي يتعلّم كيفية حصاد العنب لصنع نبيذ جيد منه.

وفي الوقت الذي هاجر فيه والده إلى جنوب أفريقيا قادمين من جنوب آسيا لم يكن هناك أي فرص عمل متاحة للأشخاص ذو البشرة البيضاء. وبعد أن انتهى التمييز العنصري اختار راندولف أن ينشئ عمله الخاص بطريقته بدءا من الحقول حتى وصل إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر الحديثة.

ولا يبدي امتعاضا أو استياء نتيجة ما حصل معه ومع عائلته في بدايات حياتهم بل على العكس، هو اليوم يشارك بخبرته وآلياته لصناعة النبيذ مع عائلة موراي بارلو المالكة لحقول عنب معروفة في المدينة.

وبدا واضحا ما تعلّمه الابن الأكبر لعائلة موراي من راندولف حول صناعة مزيج من النبيذ الجيد.

ونتيجة لوفاء راندولف في صنع النبيذ، قررابنه أن يعمل في المجال ذاته. والسر وراء شغف أهالي مدينة ويسترن كيب لصناعة نبيذ أفضل كامن وراء الطريقة العائلية والمتحدّة التي تشارك من حولها بخبرتها ومهارتها.