CNN CNN

تمرد على المألوف بنكهة سعودية

الأربعاء، 25 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)

جدة، السعودية (CNN)-- يطوع عدد من الشباب السعودي مواهبهم الفنية للتعامل مع عدد من القضايا الاجتماعية والسياسية، وربما العقائدية، باستخدام وسائل فن غير تقليدية تتماشى وتغييرات تشهدها المملكة المحافظة.

فسارة مهنا العبدلي، 22 عاماً، واحدة من فنانين سعوديين قلائل، وإن أخذت أعدادهم في الزيادة، تعمل بفن الرسم على الحائط "غرافيتي"، منذ ستة أشهر.

ومن بين رسوماتها "علامات شارع مكه"، التي تمثل علامة تشير إلى أفق مكه التي بالكاد أن تراها من مبان شاهقة أحاطت بها، وقالت العبدلي: "توجست في بادي الأمر من ردة الفعل المحافظين.. السعودية تمر عبر الكثير من التغييرات، وفن الشوارع هو الوسيط المثالي لتجربة ذلك."

وحول الغرافتي، تقول العبدلي: "إنه شئ جديد تماماً هنا.. لا ترى الكثير من فن الشوارع هنا.. مجرد تخريب فقط."

وتابعت: "أحب الرسم على حوائط الشوارع، لأنه بمتناول الجميع، إنه وسيلة بسيطة للتعبير عن الذات."

ونقشت العبدلي رسومات "شارة مكة" في العديد من المناطق التاريخية بمدينة "جدة" ليتسنى لأكبر قدر من الناس مشاهدتها، وقالت: "لم أرغب في أن تكون قطعة فنية جميلة، بل أن أثير بها نقاشاً."

ونجحت رسومات العبدلي في استقطاب الاهتمام، بعدما جرى تداولها في مواقع اجتماعية كـ"فيسبوك و"توتير"، كما اكتسبت اعترافاً رسمياً باختيارها، إلى جانب ثلاثة فنانين آخرين، للمشاركة في معرض "حافة الجزيرة العربية"، وهو أول معرض كبير للفن المعاصر في المملكة العربية السعودية وفق منظميه.

وفي بلد تسيطر فيه الحكومة على معظم أشكال الثقافة، فإن العبدلي واحدة ضمن عدد من الشباب "المتمرد" على الأساليب التقليدية لطرح ومناقشة قضايا المجتمع، كعمر حسين، مقدم برنامج "على الطاير" الكوميدي، الذي يقدم الأحداث والأخبار بنكهة مختلفة في قالب ساخر، يبث في موقع "يوتيوب."

وقال حسين: "نعكس ما يحدث في مجتمعاتنا بطابع كوميدي، ونترك لك قرار خيار ما هو صواب وخطأ."

ويتناول حسين في طرحه الكوميدي لعدد من قضايا المجتمع، كحقوق المرأة السعودية، دون التطرق لتابوهات الدين أو الأسرة الحاكمة.

وأضاف أن "ممارسة الرقابة الذاتية، أفضل وسيلة في هذا النوع من الإعلام المقبول من مجتمعنا الراغب في الترفيه، دون تخطي الحواجز أو القضايا المحظورة."

وعلق مدون سعودي، طلب عدم الكشف عن اسمه، بقوله إن الشباب وجد "طرقاً خفية لمراوغة هيمنة الحكومة."

وأوضح: "العديد من الفعاليات الثقافية تنظم من قبل الحكومة التي تضع الكثير من القيود على ما يمكن القيام به."

وتابع: "وللثقافة أن تزدهر، هناك حاجة لأشخاص لكسر الحواجز، وهذا لن يحدث في بيئة تسيطر عليها الحكومة."