CNN CNN

فنانة عراقية تستوحي أعمالها من حذاء الزيدي

الأحد، 20 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)

لندن، إنجلترا (CNN) -- بالنسبة للفنانة التشكيلية العراقية، هناء مال الله، يبدو الحذاء كأسلحة الدمار الشامل التي بررت بها أمريكا غزوها للعراق، فله حيز واضح في معظم أعمالها الفنية المعروضة حالياً في لندن.

واستلهمت مال الله أعمالها الفنية في معرض "العراق.. كيف وأين ولمن"، الذي يفتتح في العاصمة البريطانية الجمعة، من حادثة إلقاء الصحفي العراقي، منتظر الزيدي بحذائه على الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، عام 2008، بعد خمسة أعوام من الغزو الأمريكي لبلادها.

وغزت أمريكا العراق عام 2003 بدعوى امتلاك النظام السابق لأسلحة دمار شامل، إلا أن المفتشين فشلوا في العثور على أي أدلة تثبت تلك المزاعم.

وحذاء مال الله يظهر في صورة فوتوغرافية بعنوان "أسلحة العراق للدمار الشامل، كما يظهر مطرزاً في العلمين الأمريكي والعراقي، فيما عرض زوج الحذاء الأصلي داخل صندوق زجاجي للعرض."

وشرحت الفتاة قائلة: "إنه حذائي اشتريته عندما وصلت لبريطانيا.. الأحذية وسيلتنا للمقاومة.. إنها كل ما نملك، ومقاومتي هي بالفن."

وغادرت الباحثة التشكيلية المقيمة في بريطانيا، العراق أواخر عام 2006 بعد مقتل اثنين من زملائها وتلقيها تهديدات من مليشيات مسلحة.

وتعكس أعمال مال  الله ثلاثة عقود من الحروب عاشها العراق، من الحرب مع إيران في فترة الثمانينيات إلى حرب الخليج الأولى عام 1991، وما تلاها من عقوبات، وحتى الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل، صدام حسين، وما أعقبه من فوضى.

وتصر الفنانة العراقية على أن الخراب يمكن إعادة تشكيله وصياغته وإنجازه كعمل فني حياتي وفلسفي أيضاً.

وتعيد تشكيل الخراب الذي حل ببغداد نتيجة الحروب المستمرة، وفق نظرة فنية، بل وفق نظرتها التشكيلية والفلسفية للحدث، فهي تعيد إحياء هذا الخراب وتفعيله للتعايش معه كإنجاز إبداعي.

وتصف الحياة ببغداد إبان حرب الخليج الأولى: "تعرضت للقصف العنيف، شهدت الدمار يومياً وعايشت الموت كل يوم.. كان هناك شحاً في الطعام والمياه والكهرباء، لكن كان علينا أن نبقى على قيد الحياة، العديد نجح في ذلك، وفشل الكثيرون، قتل ثلاثة من تلاميذي وهم يعملون في الساحة الفنية."

وأضافت: "بغضت صدام حسين، لكن كنا بحال أفضل من الآن، كان هناك حكومة على الأقل، إذا أردنا الإطاحة بديكتاتور فسوف نقوم بذلك بأنفسنا."

وتقيم مال الله معرضها، الذي يفتتح في لندن اليوم الجمعة، ويستمر حتى الثامن من يونيو/حزيران ، إلى جانب الثنائي البريطاني "كيناردفيليبس"، وهما بيتر كينارد وكات فيليبس، ناشطان مناهضان للحرب لغزو العراق.

وتأمل أن تقيم معرضها في العراق حيث لاذ معظم الفنانين بالفرار، وختمت بقولها: "الوضع سيء للغاية للفنانين بالعراق في الوقت الراهن.. ليس لديهم اتصال بالعالم الخارجي.. الكثير من الفنانين هجروا البلاد، وأثر ذلك بالفعل على البقية المتبقية هناك."