CNN CNN

دفتريوس: نهضة الاقتصادات النامية في العالم المتغير

السبت، 03 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

دافوس، سويسرا (CNN)-- قبل أربعة أعوام، وقبل تسعة أشهر بالضبط من انهيار نظام البنوك الغربية،  كانت قاعات دافوس مليئة بأجواء الحماس، حيث كان النفط فوق الـ 100 دولار للبرميل، وبدأت الصناديق السيادية في الصين وعدد من دول الشرق الأوسط تظهر على منصة منتدى الاقتصاد العالمي.

الآن هناك طعم مرير بعد تخبط العالم في الأزمات المالية مؤخراً، أعباء الديون في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لا تتزحزح، وإعطاء الفرصة للأسواق الناشئة فيما ترتفع وتنمو، في هذه الأثناء، نستلقي هنا في هذا المنتجع الجبلي الأسطوري.

الموضوع الرئيسي في اجتماع قوى المضاربة العالمية يتغير، ويمكن عنونته بـ"نهضة الدول النامية،" الأمر الذي يغير مفاهيم الأعمال المتعارف عليها اليوم.

فيما يلي بعض الأمثلة عن ما يتداوله كبار الرؤساء التنفيذيين، رئيس عملاق صناعة الأغذية والاستهلاك "يونليفي" يقول إن 55 في المائة من مكتسبات الشركة تأتي من الدول النامية.

ويقول أحد رؤساء منتدى دافوس للعام 2012، بول بولمان "موازين القوى ترجع لما كانت عليه قبل 300-400 عام."

وأضاف بولمان "من السذاجة أن تتوقع أوروبا لعبها نفس الدور الحالي في المستقبل."

رئيس شركة الاستشارات العالمي (PWC) دنيس نالي قال: "نحن نشهد مرحلة إعادة تسوية الموازين، وهو أمر حقيقي وباق."

التحليلات والدراسات الأخيرة للأسواق تؤكد الأقوال السابقة، حيث أشارت دراسة لبنك "ستاندارد تشارتر" إلى توقعات بوصول الناتج المحلي الإجمالي العالمي للعام 2030، أربع أضعاف ما هو عليه الآن أي ما يقدر بـ 300 تريليون دولار، الملفت بالأمر، على حد تعبير البنك، هو أن ثلثي هذا النمو سيأتي من الأسواق النامية الحالية، والتي ستستأثر بقرابة 98 في المائة من النمو السكاني للفترة نفسها.

إعادة التوازن العالمي من الممكن أن يهز كل هؤلاء الذين تم عزلهم عن هذا التغيير، ولكن نالي أشار إلى "أن المدراء مرتاحون بشكل أكبر في التعامل مع كافة هذه المعطيات المستجدة، أكثر من التعامل مع ما تشير إليه توقعات هذه التحولات."

وقال بولمان "الحكومات لا تقتصد، على ما يبدو، في حين قادة الأعمال في العالم يعلقوا على أن القوة العظمى، الولايات المتحدة الأميركية، بدأت بالفعل بالاقتصاد، حيث أنها بالفعل تتنحى وتبتعد عن لعب دور الشرطي الدولي،" في الوقت ذاته، يقول رجال أعمال أن القوى الصاعدة كالصين والهند، لم تتقدم للامساك بزمام قيادة العالم لغاية الآن.

رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل قال "أثر هذا الأمر على مجلس الأمن في الأمم المتحدة، حيث أن القوى الخمس الدائمة تتنافس على السلطة، في الوقت ذاته تتجنب التدخل في الأمور الطارئة كقضايا إيران وسوريا، الأمر الذي يؤثر على قطاع الأعمال العالمي كما يؤكده الكثيرون."

ويتوقع خبراء أسعار النفط الإستراتيجيون، أن سعر الـ 100 دولار للبرميل، ستكون قاعدة للأسعار، ولن تنخفض إلى اقل من ذلك المستوى، بل على العكس، مع ارتفاع التوترات في مضيق هرمز، على خلفية العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران، وضبابية تطورات الموقف السوري، كل هذه المخاطر بالتأكيد سيعقد التغيرات الجارية حاليا في الاقتصادات النامية دون إيقاف خطط النمو  لها في العقدين القادمين.