CNN CNN

مرسي: نقف مع الفلسطينيين والسوريين ولن نصدر الثورة

الخميس ، 26 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- أطلق الرئيس المصري، محمد مرسي، جملة مواقف بارزة من جامعة القاهرة، فأكد أن بلاده لن تقوم بـ"تصدير الثورة،" وأكد الوقوف إلى جانب الشعبين، الفلسطيني والسوري، وشدد على دور مصر بصون "الأمن القومي العربي،" وتعهد بأن "تعود المؤسسات المنتخبة" لأخذ دورها، وكرر أداء قسم اليمين للمرة الثالثة أمام الحضور من سياسيين ونواب سابقين.

وبدأ مرسي الخطاب الثالث له خلال 24 ساعة، بعد ظهوره بميدان التحرير الجمعة، ومن ثم أمام المحكمة الدستورية لأداء اليمين السبت، بالتنويه إلى طلاب الجامعة بموعد امتحاناتهم، واصفاً جامعة القاهرة بأنها "الجامعة الأم" بالنسبة له.

وتابع بالقول: "هانحن نبدأ صفحة جديدة بتاريخ مصر نطوي بها صفحة بغيضة، نسطر معاً بسواعد المصريين تاريخاً يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين... أنجز الشعب إنجازات عظيمة سنحافظ عليها ولن نفرط فيها أبداً لأنها ولدت من رحم المعاناة وتكبد الشعب فيها مئات الأرواح وآلاف الجرحى والمصابين."

وتطرق مرسي إلى قضية الدستور الجديد فقال: "لقد فرض الشعب المصري إرادته وانتخب مجلساً للشعب ومجلساً للشورى في انتخابات حرة نزيهة عكست تمثيلاً حقيقياً للمجتمع، وانتخب جمعية تأسيسية لوضع الدستور وبدأت عملها وستستعين بكافة الخبراء ليأتي الدستور معبراً عن المصريين ومرسخاً للدولة الوطنية الديمقراطية ويحمي القضاء ويني الدولة المصرية الجديدة التي يصبح الحاكم فيها أجيراً عند الأمة وخادماً للشعب."

وكرر مرسي التنويه بدور المؤسسات القضائية والعسكرية، فقال إن الانتخابات "حمتها القوات المسلحة ورجال الشرطة الأمناء وأعلن شيوخ القضاء المصري نتائجها النزيهة،" قبل أن يعيد تلاوة نص القسم الرئاسي، في خطوة كانت منتظرة كمخرج لائق لأداء القسم أمام مجلس الشعب بعد صدور قرار حله.

وأشاد مرسي بالقول المسلحة المصرية قائلا: "من الضروري الحفاظ على القوات المسلحة، سأبذل كل جهدي للحفاظ على أمننا القومي وحماية حدود هذا الوطن مع القوات المسلحة، درع الوطن وسيفه الذي يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر وأمنها القومي" وتعهد بدعم القوات المسلحة وتقويتها.

وفي لفتة نحو مؤسسات الأمن التي كانت موضع انتقاد كبير من ثوار "25 يناير" قال مرسي: "أعاهدكم أن يكون أمن البلاد واستقرارها نصب عيني ومسؤوليتي مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والمنشآت والممتلكات، أعاهد الله وأعاهدكم أن نستكمل معاً استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل."

وأدلى مرسي بموقف ملتبس حيال مصير مجلس الشعب الذي حلته المحكمة الدستورية، وسط رفض لجماعة الإخوان المسلمين إذ قال: "لقد وفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذي أخذه على نفسه ألا يكون بديلاً عن الإرادة الشرعية، وستعود المؤسسات المنتخبة لأداء دورها ويعود الجيش المصري العظيم ليتفرغ لمهمته في حماية أمن وحدود الوطن."

ووعد مرسي بتعزيز دور المجتمع الأهلي والمدني ودعم "وشائج التعاون والمحبة بين المصريين جميعا،" ونبه إلى ضرورة "إزالة آثار الفوضى في كل المجالات، وخاصة المجال الاقتصادي، هذه الفوضى التي أسهم فيها النظام السابق وأن نحقق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والأمن للمجتمع المصري.

وتوجه مرسي نحو الذين يشعرون بالقلق حيال هوية مصر قائلا: "أقول لمن تنتابهم هواجس تبدل مسار الدولة المصرية إلى مسارات أخرى، أقول لهم إن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة، أعاهدكم بالحفاظ على الدولة المصرية."

واتهم مرسي النظام السابق بأنه "فرط بأمن مصر القومي وأدى لتقزيم موقعها الدولي،" وأضاف: "سنعيد موقع مصر وأمنها القومي بما يليق بقدرات مصر الصلبة والناعمة.. إننا نحمل رسالة سلام.. وسنرعى المعاهدات."

وتابع بالقول: "مصر لن تصدر الثورة، نحن لا نتدخل بشؤون أحد ولا نسمح في نفس الوقت لأحد أن يتدخل في شؤوننا، إذا كنا الآن في مصر نبني مصرنا الجديدة، فإننا لا ننفك عن أمتنا العربية والإسلامية، نحن نعلن كمصريين تأييدنا الدائم لحق الشعوب بأن تحكم نفسها بنفسها."

وفي الملف الإقليمي قال مرسي: "نقول إن مصر والشعب والدولة والحكومة ومؤسسة الرئاسة تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحقق كامل حقوقه المشروعة، ونعمل على إتمام المصالحة... يجب أن يتوقف نزيف الدم الذي يراق في سوريا، الشعب السوري الشقيق، وسنبذل جهدنا لذلك."

كما تعهد مرسي بـ"العمل بكل جدية لتفعيل العمل العربي المشترك وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة،" مشيرا إلى أن "كل الدول العربية بحاجة لذلك ومصر هي الرائدة وإذا نهضت فسينهض العرب،" مؤكدا أن القاهرة "لن تقبل أي انتهاك للأمن القومي العربي."

وختم مرسي كلمته بالقول: "أعاهدكم ألا أخون الله فيكم، لن أخون وطني أبداً" مكررا التأكيد على أن دماء ضحايا ثورة "25 يناير" حق عليه حتى "يؤخذ القصاص العادل" على حد تعبيره.