CNN CNN

يسري نصر الله: أرفض العمل تحت الرقابة

السبت، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN)-- رفض المخرج المصري يسري نصر الله العمل تحت ضغط الرقابة في المستقبل، بعد قيامه بإخراج فيلم "بعد الموقعة" الذي شارك في مهرجان كان دون عرض نصه على الرقابة.

وقال يسري نصر الله، في مقابلة مع CNN بالعربية، إنه قدم فيلمه الأخير دون عرضه على رقابة الأفلام، وإنه لابد وأن يقدم الفنان أفلامه من وجهة نظره وليس من وجهة نظر الرقابة أو النظام، وإنه لن يهادن أي نظام.

وأضاف نصر الله أن آخر فيلم مصري شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هو فيلم "الليلة الأخيرة" لفاتن حمامة قبل أربعين عاما، ثم دخل فيلم "بعد الموقعة" لأسباب تتعلق بحرية التعبير.

وكان هذا نص الحوار:

- ما هي قصة فيلم بعد الموقعة؟

يروي الفيلم قصة مصر منذ وقعت أحداث موقعة الجمل في فبراير/ شباط 2011، وحتى أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام، وكل ما مرت به مصر وأهلها سواء أبناء الثورة والناشطين السياسيين والذين تمثلهم منة شلبي في دور ريم، وخيالة موقعة الجمل من خلال شخصية محمود، باسم السمرة، ورجال الأعمال والحزب الوطنى المنحل، الذين يمثلهم الفنان القدير صلاح عبد الله.

أحاول في الفيلم توثيق وقائع وقعت خلال فترة الثورة، وبعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك، مثل مذبحة ماسبيرو والمليونيات وغيرها من الأحداث التي مرت بمصر.

- ما الذي جذبك لتقديم شخصية الخيال؟

لأنه ببساطة إنسان مصري عاقل له فكر وثقافة خاصة به، وتقديمي للشخصية له سبب واحد، وهو أن يعترف هؤلاء أنهم على خطأ بمعنى عدم تعليق كل مشاكلنا على الظروف.

- تزامن عرض الفيلم مع دخول المدارس ألا يقلل ذلك من إيرادات الفيلم؟

لا أتدخل في أمور الإنتاج والتوزيع، فالشركة حرة في رؤيتها، ولكن المهم بالنسبة لي أن يعرض فيلمي، أما الموسم فغير مهم، لأن الجمهور لن يتوقف عن دخول السينما بسبب المدارس، وكل موسم يجلب مشاهديه، وكل فترة لها ذروتها في الإيرادات، وهذا الفيلم بالتحديد لم يكن يصلح للعرض في موسم الصيف، إذ أن له مشاهده الذي سيتفاعل معه.

- كيف تطلب في الفيلم أن يتعاطف الجمهور مع من هاجموا الثوار؟

رغبتي كانت في تقديمهم كأشخاص اضطرتهم الظروف للتواجد في الجانب الخطأ من التاريخ، وحللت هذه الظروف ولم أدافع عنهم، فأنا ضد أن يقال أن شخصا ما جاهل و"ضحكوا عليه" واستدرج للدخول في موقعة الجمل، وكأني أجردهم من إنسانيتهم وأحولهم لحيوانات وهو أمر خطأ.

نزعت الحجج التي تذرعوا بها وهي الفقر والجهل وجعلت البطل، باسم السمرة، مدركا لما حوله وصاحب خيار واضح سواء كان خيارا سلبيا أم إيجابيا، وجعلته يقف مع نفسه ليتأكد له أن مصلحة أبنائه الذين يعشقهم في الكرامة والعزة التي تمنحها لهم الثورة، لذلك اختار الثورة في النهاية ودافع عنها في واقعة الاعتداء على الثوار أمام ماسبيرو.

- هل ترى أنك مخرج أفلام مهرجانات مثلما أطلق على الراحل يوسف شاهين؟

أنا اقدم أعمالا يتفاعل معها المشاهد فقط، هل الفيلم الذي يعبر عني وعن المواطن المصري فيلم مهرجانات؟ هذه لعنة خلقها النظام الديكتاتوري السابق ليخيف المشاهد، وكأنه يقول له لا تذهب إلى هذا الفيلم لأنه فيلم معيب لن تفهمه و"بتاع مهرجانات لا مؤاخذة"، وبذلك يعزل المشاهد عن القيم المحترمة التي ستسمو به، ويدفعه إلى سينما الغيبوبة والبلاهي بحجة أن المشاهد "عاوز كده"، يجب أن يفيق المواطن بعد الثورة ويعرف من يحترمه ويحترم عقله.

في فيلم "بعد الموقعة" صورت مع مصريين عاديين من نزلة السمان وشباب من التحرير، ما يعني أني أشركت كل فئات الشعب في العمل وخاطبتهم بلغتهم بلا غموض أو ادعاء، يعني العمل شعبي وراق.

- هل ترى أنك أغرقت في المحلية لتصل إلى العالمية في مهرجان كان؟

بل هو الإغراق في الحرية، هل يتخيل أحد أني صورت نصا لم يعرض على الرقابة؟ هذه أول مرة تحدث في السينما المصرية، ولم أحصل على موافقات الجهات الأمنية لأقوم بالتصوير كما كان يحدث في السابق، بل صورت مع نفسي ووسط الناس في منطقة نزلة السمان بالهرم وفي حراستهم لأنهم أناس طبيعيون، تفاعلوا مع الفيلم وعبروا عن رأيهم وحموا الأبطال والكاميرات وصورنا في أحضان المناطق الطبيعية.

- ولكنك صورت وسط الإنفلات الأمني، فكيف استطعت العمل بدون حراسة الشرطة؟

التصاريح الأمنية قيود، والشعب المصري بخير ووفر لي الحماية، وكل من شارك في الفيلم من أهل منطقة نزلة السمان أصدقائي، وحضروا العرض الخاص للفيلم مثل النجوم، وهم من تكفلوا بحمايتي، أما بالنسبة لميدان التحرير فأنا هناك من أول يوم في الثورة وكلهم يعرفونني.

 - كيف ستتعامل مع الرقابة مستقبلا؟

يجب أن نعمل كل عمل بحرية فهذا حقنا، وحتى لو ذهبت للرقابة مستقبلا فسأصر أن أحتفظ بوجهة نظري ولا أخضع للأهواء ولن أنافق أي نظام، فالسينما يجب أن تتحرر من القيود.

- هل ساعدك أهل نزلة السمان على إخراج الشخصيات بالواقعية التي تريدها؟

بالتاكيد، وأذكر أنى أردت أن أقدم أهل نزلة السمان من خلال وجهه نظري أو وجهة نظر ريم، التي تجسدها منة شلبي، التى تظل طول العمل تسبهم وهم صامتين، ثم نظرت إلى الناس حولي وقلت لن أكتب هذه الفقرة في السيناريو فليأت كل واحد ويقول رأيه ويدل بدلوه في مشاكله فخرجت كلماتهم أصدق من مليون نص مكتوب، وتحولت إلى حوار سؤال وجواب بين ريم وأهل نزلة السمان.

- هل فتح العمل شهيتك لتكتب عن شخصيات أخرى في هذا العالم ولم يكف الفيلم لطرحها؟

لا أعرف، ربما تختمر شخصيات أخرى في رأسي بالمستقبل، أما الآن فلا أرى سوى أن الفيلم خرج  كما أريده.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.