CNN CNN

"ماريا TV" محطة تديرها منقبات ورسالتها للمرأة المسلمة

السبت، 01 أيلول/سبتمبر 2012، آخر تحديث 15:01 (GMT+0400)

(شاهد التقرير)

القاهرة، مصر(CNN)-- لن تجد في أحد التلفزيونات الحديثة في مصر سوى مذيعات يغطين أنفسهن من الرأس حتى أخمص القدم، مع الإبقاء على عيونهن فقط بشكل واضح للجمهور.

إنهن مذيعات يعملن في محطة تلفزيون مصرية خاصة جديدة، أطلق عليها أسم: "ماريا TV".

لا شك أن هذا المشهد كان من الصعب رؤيته في ظل نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي أطيح به في فبراير/شباط العام الماضي.

فالتوجيه والنصح الذي يقدمه مالك المحطة أبو إسلام عبد الله، للمذيعات الجدد، هو حضهم على النظر باتجاه الكاميرا، والتحدث بصورة طبيعية.

فعلى محطة "ماريا "TV، المذيعات يعتمدن على أصواتهن في التعبير، لأن وجوههن لا تظهر لأحد.

كما أن جميع العاملات في المحطة، من مقدمات ومعدات فقرات، منقبات، ولا شك أن هذه المرة الأولى التي نجد فيه مثل هذا المشهد على محطة تلفزيونية بشكل عام، ومصر خاصة.

المصورة هبة سراج الدين، تقول إنها لم تستطع العثور على وظيفة في أي محطة تلفزيونية بعد تخرجها لكونها منقبة.
 
وتضيف:"" علمت النقاب ممنوع في التلفزيون المصري،  وكنت أشعر باليأس لأنني لا أعمل في مجال تخصصي، فجميع أبواب التلفزيونات كانت مغلقة في وجهي، إلى أن قرأت الإعلان عن هذه المحطة، الذي كان بمثابة الحلم بالنسبة لي."

وتتيح محطة "ماريا "TV الفرصة لهبة، وأخريات منقبات مثلها، عبر فضائية "الأمة" الإسلامية المتشددة، والمملوكة لذات الفرد، إمكانية إعطاء مساحة أقوى لتقديم رسالة النساء المسلمات المحافظات في مرحلة ما بعد مبارك، وعلى مدى أربع ساعات.

أما آلاء عبد الله، ابنة صاحب المحطة، ومديرتها الحالية، فتقول: "نحاول خلق مناخ أفضل بعد ثورة الحرية، في 25 يناير/كانون الثاني. فمصر يجب أن تكون أفضل، وأكثر حرية وتقدما."

وبينما تحارب آلاء من أجل حريتها، وحرية نساء أخريات مثلها، تجدها تحذر من منح الحرية لآخرين، فتقول: "لدينا العديد من القنوات اللبرالية والعلمانية، التي تدمر الإسلام. فهم يريدون التأثير في المجتمع، وخلق عادات وأفكار جديدة، دخيلة علينا."

العاملات في المحطة أشرن إلى أنهن يعملن بدون مقابل مادي، على أمل أن تصبح (المحطة) يوماً ما، قادرة على نشر رسالتها الإسلامية للمرأة المحافظة، على مدى 24 ساعة.

أما الشخص الذي يدعم هذه المحطة، وهو والد آلاء، ويدعى أبو إسلام عبد الله، فيوجه اللوم على الديانة المسيحية فيما يسميه بـ"أخلاقيات المجتمع الفضفاضة"، ويقول إنه أنشأ محطة "ماريا TV لمساعدة النساء للعودة إلى ما يعتبره "الطريق الصحيح."
 
ويقول أبو إسلام عبد الله:" قناة ماريا هي فكرة تعبر عن رفضي للتمييز المتأصل في الهرطقة الديمقراطية.. فالديمقراطية تجعل النساء لا يرتدين ملابس محتشمة، ويعملن راقصات، ويصبحن عضوات في البرلمان، وبالنسبة للمسلمين، وأنا من بينهم، اعتبر هذا جنونا."

وإلى أن تبدأ الحملات الإعلانية في المحطة، وتأتي بثمارها المادية، تعتبر تبرعات المشاهدين، التي تصل إلى 33 ألف دولار شهرياً، أحد مصادر الدخل الأساسية لقناة "ماريا" التلفزيونية.