CNN CNN

الفيصل: لو كان للأسد حس أولويات أو تقييم أخلاقي لرحل

الأحد، 26 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

(شاهد المقابلة)

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- شكك الأمير السعودي تركي الفيصل، سفير المملكة السابق في واشنطن ومدير الاستخبارات حتى عام 2001، بإمكانية توفر إجماع عربي على إرسال قوات إلى سوريا، وقال إن الرئيس السوري، بشار الأسد، كان يجب أن يتنحى عن السلطة، "لو كان لديه أدنى حس بالأولويات أو بالتقييم الأخلاقي،" كما دعا لحل ملف إيران النووي عبر إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

وقال الأمير تركي الفيصل، في مقابلة حصرية مع جون دفتريوس، مقدم برنامج "غلوبل اكسشينج" لدى شبكة CNN، إن الهم الأساسي للسعودية بالنسبة لموضوع تعويض النفط الإيراني في الأسواق هو إبقاء أسعار البرميل عند مستويات يمكن للاقتصاد العالمي تحملها.

وأضاف الأمير السعودي، رداً على سؤال حول موقفه من الملف النووي الإيراني: "أعتقد أننا إذا بذلنا ما يكفي من الجهد والوقت لفرض منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فإن ذلك لن يساعد على إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات فحسب، بل سيسمح بإزالة كل التداعيات اللاحقة الناتجة عن قضايا تخصيب اليورانيوم وتطوير أسلحة نووية."

ولدى سؤاله عن الموقف السعودي حيال فرض عقوبات على إيران من قبل أوروبا والولايات المتحدة رغم التباين بالمواقف الدولية، قال الأمير تركي الفيصل: "المملكة قالت علناً في السابق إنها تدعم العقوبات، ولكن العقوبات التي ندعمها هي تلك الصادرة عن مجلس الأمن الدولي."

وأضاف: "ولكنني ما زلت مصراً على أن تأسيس منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هو الطريق الأمثل بالنسبة للمجتمع الدولي للتعامل مع هذه القضية."

وشرح الأمير تركي الفيصل من وجهة نظره الدوافع التي تقف خلف قرار السعودية تعويض غياب النفط الإيراني عن الأسواق، في حال فرضت عقوبات على طهران بالقول: "أعتقد أن الاهتمام الأساسي ينصب على مسألتين، الأولى هي المحافظة على أسعار النفط عند مستويات يمكن للمجتمع الدولي تحملها، ولا أعني هنا الدول الغنية فقط، أما الثانية فتتمثل في التأكد من أن الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يمكن لها تحمل تكاليف فاتورة الطاقة، لذلك إذا وصلت إلى مرحلة نتمكن فيها من تأمين هذين الجانبين فإن المملكة ستكون راضية."

ورأى تركي الفيصل أن شعوب المنطقة باتت تدفع ثمن التعقيدات الحالية في الوضع الدولي، وعلق على مدى ضرورة دخول الصين وروسيا في مفاوضات مع الولايات المتحدة وأوروبا حول قرار يصدر عن مجلس الأمن يحسم موضوع طبيعة البرنامج النووي الإيراني بالقول، "إن على البلدين مسؤوليات تتعلق بصالح المجتمع الدولي."

وشرح الأمير السعودي وجهة نظره، بالقول: "إذا أخذنا موضوع سوريا اليوم، وهو على غرار الموضوع الإيراني، فإن المحزن في الأمر أنه في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين الدول الكبرى يستمر موت الناس كما في فلسطين وفي سوريا اليوم. ويترتب على الصين وروسيا وسواهما من أعضاء مجلس الأمن مسؤوليات تتعلق بصالح المجتمع الدولي، ولهذا فإنهما تتمتعان بحق النقض 'فيتو،' وقضايا مثل الملف الإيراني تتطلب انتباهاً عاجلاً."

وفي الملف السوري، علق الأمير تركي الفيصل على مدة واقعية خطة الجامعة العربية التي تقضي بتفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، بالقول: "أعتقد أن هذا الاقتراح كان يجب أن يطرح قبل ستة أشهر وليس اليوم، وكان يجب أن يبرز قبل حصول كل هذا القتل الذي تفاقم إلى حد سقوط ستة آلاف قتيل سوري."

وتوجه الفيصل إلى الرئيس السوري بالقول: "أما السيد الأسد، فلو كان لديه أدنى حس بالأولويات أو بالتقييم الأخلاقي لكان عليه أن يرحل البارحة، وليس بعد شهرين."

وشكك الأمير السعودي بقدرة الجامعة العربية على إرسال قوات عربية إلى سوريا، وقال، إن الأمر يفتقد إلى الإجماع بين الدول الأعضاء.