CNN CNN

صور مروعة من حمص وكونروي يشير لـ"إبادة" السكان

الثلاثاء، 03 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توقع ناشطون سوريون أن تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة مقاطع فيديو مروعة عن الأحداث التي جرت ومازالت مستمرة في حي بابا عمرو وأحياء أخرى من مدينة حمص، تكشف تصفيات جماعية ترتكبها قوات موالية للحكومة، بينما تحدث بول كونروي، الصحفي الخارج من حمص لـCNN عن "إبادة" للمدنيين السوريين.

وقدم ناشطون سوريون لـCNN مجموعة من تسجيلات الفيديو التي يصعب عرضها أو مشاهدتها، تظهر العثور على 17 جثة في قرية قريبة من بابا عمرو.

ويظهر في الفيديو رجال وهم يحيطون بالجثث الممدة في مؤخرة شاحنة وسط الثلوج، وهم يرددون هتافات التكبير واتهام "الشبيحة" بالوقوف وراء "مجازر بحق عائلات بأكملها.

أما الجثث، فتظهر بمعظمها وقد تلقت طلقات نارية في الرأس، كما يوجد جروح واضحة قد تكون ناتجة عن آلات حادة على وجوه بعض الجثث، كما تظهر جثة مقيدة اليدين بقطعة من القماش الأحمر اللون.

وذكرت منظمة "آفاز" الإنسانية أنها تمكنت من التعرف على أسماء القتلى، مشيرة إلى أن التسجيل الذي يعود إلى 29 فبراير/ شباط الماضي، يضم جثث ستة أشخاص من عائلة "صبوح."

وفي تسجيل آخر، تبدو جثث خمسة أشخاص، بينما يقوم المصور بتعداد أسمائهم، في حين تظهر امرأة عجوز وهي تنتحب على ولدها، الذي يدعى محمد الزعبي، مطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.

ويقول الناشطون السوريون إن هذه الصور تظهر فظاعة ما يجري في المدن السورية المحاصرة، مشددين على وجود الكثير من التسجيلات لمجازر أخرى بات من الصعب إخراجها بسبب الطوق الأمني المضروب بتلك المناطق.

كونروي يتحدث إلى CNN

ومن سريره في مستشفى بالعاصمة البريطانية، لندن، تحدث الصحفي بول كونروي، الذي تمكن من الخروج من مدينة حمص بعد مقتل زميلته ماري كولفن إثر قصف على حي باباعمرو، عن الأوضاع الصعبة التي عايشها في المدينة.

وقال كونروي لـCNN أن أصعب ما واجهه هو الأسئلة التي كان الناس في المناطق المحاصرة يوجهونها إليه، سائلين عن الأسباب التي تمنع الغرب من مساعدتهم."

قال الصحفي في صحيفة صندي تايمز: "من الصعب للغاية أن تقف أمام الناس الذين يعرضون أشلاء لآخرين وهم يسألونك عن سبب عدم مساعدتهم، ماذا يمكنني أن أقول لهم؟ لا يمكنني التذرع بأننا لا نعرف حقيقة ما يجري لأننا في الواقع نعرفها."

وقال كونروي إنه كان يخطط مع كولفن للبقاء في حمص ليومين فقط، غير أن "حجم المجزرة" دفعهما للعودة من جديد، مضيفاً أن كولفن "كانت تشتعل ولم تتمكن من ترك كل هذا خلف ظهرها."

وذكر كونروي أن شعر بـ"ضغط هائل" عند حصول القصف على المبنى الذي كان يشغله الصحفيون الأجانب، مضيفاً أنه تعرض لإصابات خطيرة في قدمه ومعدته، ولكن تمكن من التقدم نحو باب المبنى، ليتعثر بجثة زميلته ويسقط إلى جانبها.

وتابع بالقول: "عثر علي عدد من الناشطين، ووضعوني في سيارة من أجل نقلي للمستشفى الميداني، وكانت هذه أول زيارة لي للمستشفى رغم أننا كنا - لسخرية الأقدار - نحاول الوصول إليه منذ أيام دون جدوى."

وأشار كونروي إلى أنه وضع لاحقاً في غرفة مع سائر الصحفيين المصابين، ووصف الأيام التي تلت إصابته بأنها "شهدت القصف الأكثر عنفاً ووحشية" كما أبلغ عن وجود طائرة إيرانية من دون طيار كانت تحلق في الأجواء لتساعد على تحديد الأهداف.

وحول ظروف خروجه من المدينة، قال كونري إنه سمع في المرة الأولى بوصول سيارة إسعاف من الصليب الأحمر، ولكنه اكتشف أنها لا تضم إلا عناصر من الهلال الأحمر السوري، وقال له أحد عناصر الجيش السوري الحر الذي كان يتولى رعاية الصحفيين المصابين إنه علم بنية النظام السورية تصوير عملية إخراجه ثم ترتيب هجوم عليه واتهام المعارضة بتنفيذه لاحقاً.

وأضاف كونروي أن ما جرى في تلك التجربة لم يضعف عزيمته على مغادرة حمص بطريقة أخرى، وشرح الوضع قائلا: "عندما ترى جثث الأطفال وقد اخترقت رصاصات القناصة جماجمهم فإنك ستفضل الموت في الميدان على أن تقبع مكانك لتنتظر دخول معتوه ما لإطلاق النار عليك."

وتابع بالقول إن أحد السكان أعطاه ملابس، كما قام طبيب محلي بإعطائه حقنة لتسكين الألم، وخرج مع عناصر من الجيش السوري الحر بهدف تهريبه خارج باباعمرو.

ولفت كونروي إلى أنه تمكن بمجرد تحرك السيارة التي كان على متنها، من رؤية المنطقة التي كان فيها، فاتضح له أن "جميع المنازل التي كنت قد شاهدتها قبل أيام قد اختفت."

ووضع عناصر الجيش الحر كونروي في نفق تحت الأرض بعد ربطه بالحبال، وقام أحد الأشخاص بنقله مع طفل جريح إلى خارج الحي عبر النفق الذي علم الصحفي في وقت لاحق بأن الجيش السوري الموالي للحكومة تمكن من إغلاقه بعد 20 دقيقة من خروجه.

وأضاف: "بعد ذلك وضعت في حافلة صغيرة مليئة بالجرحى والقتلى، وجرى نقلي عبر سيارات ودراجات نارية، وفي بعض الأحيان مررنا بمناطق تشهد اشتباكات قاسية."

وختم كونروي روايته حول الخروج من حمص بالقول: "بعد ذلك وصلنا إلى منزل فيه ثلاثة رجال كانوا يشاهدون التلفزيون، فسألتهم هل نحن في لبنان أم في سوريا؟ فأكدوا لي أنني وصلت إلى لبنان، عندها جلسة ودخنت سيجارة."

وشدد الصحفي البريطاني على أن الطريقة الوحيدة التي سيشعر من خلالها بأنه أتم مهمته من زميلته الراحلة كولفن هو عبر مواصلة الحديث عن ما يجري في سوريا من عمليات قتل وقمع، مضيفاً أنه مقتنع بأن النظام السوري "سيواصل إبادة المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم ولن يتوقف عن فعل ذلك."