CNN CNN

السودان: إعلان التعبئة العامة ولا تفاوض مع الجنوب

الأربعاء، 02 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت حكومة السودان وقف التفاوض مع دولة الجنوب، وإعلان التعبئة العامة، في أعقاب الهجوم الذي شنه "الجيش الشعبي" داخل الأراضي السودانية، والذي أدى إلى تصاعد التوتر بين الدولتين، في الوقت الذي حث فيه مجلس الأمن نظام الخرطوم على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس."

ففي اجتماع طارئ، برئاسة الرئيس السوداني، المشير عمر البشير، قرر مجلس الوزراء وقف التفاوض مع دولة جنوب السودان، وإعلان التعبئة العامة، وتسخير كل قدرات الأمة، لرد "العدوان"، مؤكداً ثقته في قدرة القوات المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، على "استرداد الأرض، وحسم الأمر بالسرعة المطلوبة."

وفي أعقاب الاجتماع، الذي عُقد مساء الأربعاء، قال الناطق باسم مجلس الوزراء، عمر محمد صالح، إن "العدوان الذي شنه الجيش الشعبي، على منطقة هجليج، هدف إلى ضرب البنيات الاقتصادية بالبلاد"، إلا أنه أكد أن هذا "العدوان لن يؤثر على الاقتصاد القومي"، واصفاً اقتصاد بلاده بأنه "أقوى مما يظن المعتدون."

وأضاف عمر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن وزير النفط أكد خلال الاجتماع، أن السودان ينتج النفط أيضاً في مناطق أخرى غير هجليج، وقال إنه لم تتخذ أي "إجراءات استثنائية"، لتقييد صرف المواد البترولية، مبيناً أن الوضع سيستمر على ما كان عليه خلال الفترة الماضية.

وفيما أكد المتحدث الحكومي أن اللجنة العليا للتعبئة ستعقد أولى اجتماعاتها ظهر الخميس، فقد شدد على أن أعضاء مجلس الوزراء، بوصفهم ممثلين للعديد من الأحزاب المكونة لحكومة القاعدة العريضة، أكدوا تأييدهم المطلق للقوات المسلحة، وهى تقود "حرب الكرامة"، لاسترداد منطقة هجليج.

وأشار إلى أن المنطقة الغنية بالنفط تعرضت لـ"هجوم غاشم"، من قبل الجيش الشعبي، مدعوماً ببعض "حركات التمرد"، التي اتهمها بتنفيذ "أجندة دول الاستكبار العالمي"، وقال إن المجلس استمع إلى تقرير من وزير الدفاع، الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، حول ما يدور في مسارح العمليات المختلفة.

من جانب آخر، أكد حزب "المؤتمر الوطني" أن استعادة منطقة هجليج، أصبح "قاب قوسين أو أدنى"، مشيراً إلى أن هناك معلومات مؤكدة ترد من مسارح العمليات، تؤكد "تدني الروح المعنوية للغزاة، وامتلاك القوات المسلحة، والقوات لنظامية الأخرى، لزمام المبادرة بكافة مسارح العمليات، في جنوب كردفان، والنيل الأزرق."

وفيما وعد الحزب، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، الشعب السوداني بأنه "سيسمع أنباء سارة باستعادة هجليج وما وراءها"، فقد أعلن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عن "نفرة شعبية شاملة"، يحث فيها أهل السودان التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال، لرد "العدوان الغاشم."

وفي إطار التحركات الدولية لتجنب اندلاع حرب شاملة بين السودان ودولة الجنوب، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة مساء الأربعاء، لمناقشة الوضع في إقليم "أبيي"، المتنازع عليه بين حكومتي الخرطوم وجوبا، استمع خلالها إلى إفادة من مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام، إدموند موليه.

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن القلق إزاء تصاعد القتال بين السودان وجنوب السودان، ودعا كلا الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية على الفور، وسحب قواتهما من أراضي الدولة الأخرى، وتجنب حدوث مزيد من سفك الدماء.

وشدد الأمين العام، في بيان صحفي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، على "ضرورة احترام كل من الحكومتين للسلامة الإقليمية لجارتها، وضمان عدم استخدام أراضيها لتقديم الدعم لجماعات التمرد"، كما حث كلا الجانبين على العمل "لنزع فتيل التوتر، ولحل جميع القضايا عن طريق الحوار السلمي."

وكان كي مون قد تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، ناقشا خلاله التصعيد الأخير بين الدولتين، حيث دعا الأمين العام إلى عقد "قمة رئاسية فوراً، لبناء الثقة، وطمأنة مواطني جنوب السودان، والسودان، إلى أن السلام والحوار هما الخيار الوحيد أمام الجانبين."

كما تحدث الأمين العام مع الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، دفع الله الحاج علي عثمان، مساء الثلاثاء، وحث الخرطوم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من العمل العسكري.

من جهته، قال المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة إن قوات حكومة جنوب السودان هاجمت بلدة هجليج في جمهورية السودان، واحتلت قواتها المسلحة البلدة، وأضاف أن "رد الحكومة سيكون بنفس حجم الهجوم"، وأكد أن حكومته لا ترغب في تصعيد الحرب، "التي بدأها الجنوب"، لأن ذلك لن يخدم مصالح أي من الدولتين.