CNN CNN

تداعيات اعتقال سماحة مستمرة وحلفاء الأسد يتحركون

السبت، 08 أيلول/سبتمبر 2012، آخر تحديث 14:01 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تستفق الساحة اللبنانية بعد من تداعيات نبأ اعتقال النائب والوزير السابق، ميشال سماحة، أحد أبرز حلفاء النظام السوري في الوسط المسيحي المحلي، وقد أكد وزير الداخلية، مروان شربل، أن سماحة "اعترف بضلوعه في مسألة أمنية" لكنه رفض الحديث عنها، بينما شن حلفاء دمشق في بيروت حملة كبيرة على الأجهزة الأمنية.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية أن أمين الهيئة العامة لحزب البعث في لبنان، محمد شاكر القواس، دعا الحكومة إلى "التصدي لنهج فرع المعلومات" وهو الجهاز الذي تولى القبض على سماحة، واعتبر أن "أمر العمليات الخارجي قد صدر من الموكل الرئيسي للوكيل الفرعي، بالهجوم على رموز الخط الوطني في لبنان، بعد الهجوم الساحق على عصاباتهم في حلب، بهدف تفجير الوضع فيه وإسقاط الحكومة،استكمالا لمشروعهم في كسر محور المقاومة."

وطالب القواس، الذي يرتبط حزبه بعلاقات وطيدة مع الحزب الحاكم في سوريا "القوى والشخصيات الوطنية كافة، بالتحرك لرفع الظلم عن المفكر والمعتقل السياسي ميشال سماحة،" على حد قوله.

أما الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو بدوره حليف بارز لدمشق، فقد قال إن توقيف سماحة جرى بأسلوب "غير قانوني " و"مدان لأنه ينطوي على تعرض متعمد لكرامات الأفراد وانتهاك لحرمة البيوت،" وندد الحزب بـ"الأحكام الاستباقية ضد أشخاص ومسؤولين، وهي أحكام صدرت بناء على فبركات وتسريبات إعلامية."

أما أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون ،العميد مصطفى حمدان، فقد قال إن سماحة تعرض لـ"عملية خطف"وأضاف: "نحن نعرف كيف سيكون الرد المناسب ومتى سيكون،" ودعا "القوى الوطنية للتحضير والإستعداد، لأن الهجوم بدأ في سوريا واليوم بدأ في لبنان".

أما رجل الدين الشيعي البارز، الشيخ عفيف النابلسي، فقال إن ما حدث "يرتبط بمجموعة من التطورات السياسية الداخلية والإقليمية" واعتبر أن التوقيف "رسالة إلى سوريا والمقاومة من خلال النيل من أحد رموزها الكبار الذين كان لهم مواقف مشرفة في مختلف الأزمات والتحديات المصيرية التي واجهت سوريا ولبنان على حد سواء."

من جهته، أشاد النائب عن كتلة المستقبل المعارضة، غازي يوسف، بتوقيف سماحة، واعتبر ما جرى "عملية استخباراتية لبنانية بامتياز جرى العمل عليها لمدة أسبوعين،" داعيا إلى "عدم استباق التحقيقات وانتظار النتائج القضائية،" مشددا على "ثقته في الأجهزة المكلفة بالتحقيق."

واعتبر يوسف "أن الأدلة الدامغة في محاولات استهداف فريق قوى الرابع عشر من آذار بدأت تنكشف."

وبالترافق مع هذه التطورات، برزت زيارة قائد الجيش، العماد جان قهوجي، إلى رأس الكنيسة المارونية، البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، يرافقه رئيس مخابرات جبل لبنان العميد الركن ريشار حلو. و"جرى البحث في الأوضاع العامة في البلاد، وكان تأكيد على أن الأوضاع الأمنية جيدة، وقد اتخذت التدابير اللازمة في عكار، والمتبعة دائما لمواكبة الزيارات الراعوية للبطريرك الراعي في المناطق اللبنانية كافة."

وتنبع أهمية الزيارة من تسريب معلومات حول اعترافات سماحة، تناقلتها الصحف اللبنانية وسائر وسائل الإعلام، وتشير إلى العثور على متفجرات كان سماحة يخطط لتوزيعها على أنصاره من أجل استخدامها لتفجير أهداف في شمالي لبنان بالتزامن مع زيارة الراعي، وذلك لخلف "فتنة مذهبية" بين السنّة والمسيحيين في المنطقة.

وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد اعتفلت صباح الخميس، وزير الإعلام اللبناني السابق ميشيل سماحة، المعروف بمواقفه الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، دون أن تفصح عن سبب الاعتقال.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "قوة من شعبة المعلومات داهمت شقة الوزير السابق ميشيل سماحة في بيروت وفتشتها، ثم انتقلت إلى (منطقة) الخنشارة وفتشت منزله، وأوقفته."

ولم توضح الوكالة الحكومية اللبنانية أسباب الاعتقال، لكنها قالت إن توقيف الوزير اللبناني السابق تم "بناء على إشارة القضاء المختص."

وسماحة، 64 عاما، هو عضو سابق في حزب الكتائب اللبناني، وتولى حقيبة الإعلام والسياحة عام 1992 في حكومة رشيد الصلح، ثم وزيرا للإعلام في حكومة رفيق الحريري الأولى، وعين في 2003 مرة أخرى بنفس الوزارة.

وفي عام 2007 أعلنت الإدارة الأمريكية قرار منع سماحة من دخول أراضيها إلى جانب عدة شخصيات لبنانية وسورية بحجة "التورط أو إمكانية التورط في زعزعة الحكومة اللبنانية."

والأسبوع الماضي، اعتبر سماحة أن "هناك حرب شبه كونية لها أهداف أساسية، ولكن مواقعها واضحة في هذه الفترة.. موقعها الأساسي في سوريا وموقعها الثاني وليس الجانبي في لبنان، وموقعها المتوازي مع لبنان في العراق، وتدفع ثمنها القضية الفلسطينية."

وقال سماحة، وفق الوكالة الأنباء اللبنانية: "إذا لم نر الأمور على واقعها الحقيقي، نبقى نعمل وندور في عدة العمل الصهيوني الأمريكي لضرب مصالحنا."